رقية ابوشوك تكتب في (مجرد سؤال؟؟) .. الخرطوم عاصمة النفايات
العواصم والمدن هي عناوين البلاد وقد يقاس جمال البلد بجمال عاصمتها والا لما تم اختيارها لتكون العاصمة .. اذ ان مقومات الاختيار تبني على عدة مقاييس ومواصفات وربما تتدخل هنا معايير الجودة
فالهيئة القومية للمواصفات والمقاييس في اي دولة لديها معايير حتي تطلق رخصة الانطلاق للسلع وفق المواصفة المطلوبة سواء كانت سلع صادر او سلع الاستهلاك المحلي .. فالهدف يظل واحدآ في كل الاحوال
اذآ مقاييس الاختيار لعواصم الدول تتم وفقآ لهذا العمل الفني
فالخرطوم عندما تم اختيارها لتكون عاصمة للسودان تم وفقآ لذلك ومن ثم لابد ان ننظر اليها بهذا المعيار الفني ولابد لها ان تعكس وجه السودان جمالآ وبهاءآ .. فالزائر عندما يأتي لاول مرة للسودان مثلآ : يري من وجه العاصمة جميع مدن وقري السودان وبالتالي تتجسد في ذهنه (هذه من تلك ) بمعني(هذه العاصمة من تلك المدن والارياف والقري الاخري) .. وهكذا
الآن العاصمة الخرطوم لم تعد كما كانت وكما ينبغي لها ان تكون ففي الماضي كان هنالك ثوبآ نسائيآ تتسابق النساء لاقتناءه .. كان يسمي “الخرطوم بالليل” في اشارة الي ان “الخرطوم ليلآ” كانت انوارها تعكس جمالها ونظافتها لذا شبه الثوب بها .. فالخرطوم الآن ام تكن كالثوب النسائي الجميل الذي سمي بها فقد اصبحت مكبآ للنفايات التي تزكم الانف واصبحت صورة العاصمة مشوهة تمامآ .. اكوام وارتال من الاوساخ على كل شوارعها وطرقها وفي زقاقاتها .. يخجل الانسان وهو يشاهد هذه المناظر البشعة التي لاتشبه الذوق السوداني الرفيع ونقول هنا المواطن السوداني لا اظنه بينه وبين نفسه يقبل ان تكون مدينته الاولي كهذه كما انه علي استعداد تام للمشاركة في حملات النظافة اذا نادي المنادي
فالسوال : اين عربات النفايات التي كانت تجوب العاصمة بحثآ عن النفايات لترميها بعيدآ بعيدآ في اماكنها المخصصة لها؟ فالمواطن كان يدفع رسومها بكل اريحية طالما ان الهدف ان تظل شوارعه نظيفة فنظافة الشارع الواحد تعكس نظافة كل الشوارع ..
ولكن سادتي المشاكل السياسية والصراعات انستنا ابسط الاشياء حتي فقدنا جمال مدينتنا الاولي وبالطبع ستسقط في مسابقة اجمل العواصم بل ولا اظنها ستشارك في مثل هذه المسابقات لانها لاتملك مقومات المشاركة
فعلي السلطات والجهات المختصة اصدار توجيهات صارمة وتفعيل دور المحليات في هذا الجانب لنظافة الخرطوم وتخصيص ايام اسبوعية للمواصلة المستديمة في حملة النظافة على ان تشمل النظافة الاحياء والاسواق … فالاسواق بحاجة الي حملة يومية ودونكم ماتشاهدونه يوميآ وانتم بداخلها لشراء الاحتياجات الاسرية
كل هذا من اجل ان تعكس الخرطوم وجه مدننا الاخري وبالتالي تكون جاذبة للاستثمارات التي ننادي بها وانشأنا وزارة مخصصة لها .. فالمستثمر سيهرب اذا وجدنا ونحن لانعير بالنظافة اي اهتمام ولاشك انه سيعقد مقارنة بيننا وعواصم اخري مما يحعله يذهب من غير رجعة وتذهب مع الريح مقولة وشعار ” تعال ومعك آخرون”
فالدول السياحية والتي تمتلك مقومات سياحية واستثمارية اقل بكثير من مقوماتنا السباحية فجمال ونظافة مدنها في قائمة الاولويات لجذب السواح والمستثمرين لذا فنجد السواح يتقاطرون عليها وبالتالي تزداد ايرادتها باعتبار ان السياحة والاستثمار موارد ذاتية .. فالموارد الذاتية التي تتحدث عنها وزارة المالية يمكن ان تأتي من السياحة ايضآ كما ان جمال ونظافة المدن تعتبر مهمة للغاية ولا اظن ان الشاعر المصري “صلاح عبد الصبور” قد كتب قصيدة “ملتقي النيلين” عبثآ عندما قال ..
ولاهذي ولاتلك
ولا الدنيا بمن فيها
تساوي ملتقي النيلين
في الخرطوم ياسمرا
فالخرطوم سنظل نعشقها ونعشق نيلها :
وهذا الابيض الهادي
يضم الازرق الصدرا
لا انفصلا ولا انحسرا
ولا اختلفا ولا اشتجرا
نعم نعشفها ولكنها اصبحت لاتسر الناظرين