د.عبدالله فتحي يكتب في ( نصف كوب) .. مواطن سوداني غيور..يقدم رؤيته حول( كيف نحكم السودان)؟!
رشفة أولى:
المواطن السوداني بات مهموما جل يومه يعتصره الضيق والقلق والتوتر والتفكير والبحث والحزن جراء وضع الوطن الذي يشبه حالة ولادة متعسرة لجنين أكمل شهره العاشر ولم ير الدنيا بعد.
وصلتني مبادرة مكتوبة بوعي عميق من سوداني حصيف عنوانها( كيف نحكم السودان)..كمساهمة من سوداني لم يعجبه مآل الحال لعلها تحرك راكد السكون والخمول من علماء وسياسيين ومراكز بحوث ليدلوا بدلوهم في تغيير الحال الى أفضل حال.
رشفة ثانية:
سأحاول جهدي أن أستعرض باختزال شديد فحوى 28 صفحة من هذه المبادرة..( مشكلة السودان جهوية إثنية زاد تعقيدها المثقفين..وأن الاحزاب السودانية التي ولدت وطنية آثرت البقاء في مربع الطائفية والأسرية وتخلت عن جوهر الفكرة الديمقراطية واخطر مافي كثرة الاحزاب الضعيفة بالسودان هو أنها تصبح لقمة سائغة للاجندات الخارجية والسفارات والمخابرات الاجنبية المعادية..بالتالي تحول الشعب بمختلف اجناسه من الولاء للوطن الى الولاء للشخص أو الحزب أو الكيان او الجهة والوطن قد ياتي بعدها أو لا ياتي)..استعرض صاحب المبادرة التجارب السياسية منذ عشية الإستقلال معلقا عليها برؤية خاصة ناضجة غير مسبوقة.
(جذور الازمة الحالية هو تنامي شعور عدم الثقة بين الشق المدني والشق العسكري وسببه الرئيس هو التهميش الذي مارسته التجارب المدنية الديمقراطية للمؤسسة العسكرية وإدخالها في معارك لإعتبارات حزبية وليس اعتبارات وطنية.)
(يعاد تقسيم السودان الى الاقاليم الخمسة التي استمرت بنجاح من الاستقلال لعقود من الزمان.).
قبل الانتخابات اقترح الكاتب جملة من التعهدات على الشق العسكري أهمها(التعهد بعدم السعي للحكم أوممارسة العمل السياسي)..وكذلك تعهدات على الشق المدني بمختلف مكوناته اهمها(عدم الإرتهان لأي إرادة خارجية).
تحدثت المبادرة بالتفصيل عن كيفية تنفيذ العملية الانتخابية التي تضمن مشاركة الجميع بفرص متوازية ومتساوية وأن الخطوة الاولى هى( إجراء الإحصاء السكاني).
(الانتخابات وحدها هى التي تحدد من يحكم السودان بينما الخاسر ينقاد للحاكم بكامل وعي واخلاص( ماجعل الله قلبين في جسد واحد).).
رشفة آخيرة:
ومزارع سوداني مثقف من منطقة( رومي البكري)يقدم مبادرة عنوانها( كيف نحكم السودان)..مبادرة لم تترك شاردة ولا واردة حول الخروج من مأزق المرحلة الإنتقالية الى فضاءات دولة مدنية حقيقية..مبادرة تستحق أن تدرج في ملف أي مساعي لمعالجة الازمة السياسية السودانية..و..معاكم سلامة.