تصريحات مثيرة للإتحاد الأوروبي بشأن السودان
قال رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في السودان السفير روبرت فان دن دوول أن الأطراف السياسية السودانية معنية بتحديد آلية أمنية تضمن عدم إنهيار الحكومة المشكّلة إذا فشل التوافق بين الأطراف. وقال فان دوول إن المفوضية الأوربية لا تنحاز لطرف سياسي دون آخر، وإنها تدعم الشعب السوداني في تعدده وتنوعه، مؤكداً أن المشهد السياسي يجب أن يكون مفتوحاً أمام جميع الأطراف للمشاركة بصورة متكافئة. وأضاف فان دن دوول في لقاء مع الجزيرة مباشر، أنه ليس من صلاحيات الأسرة الدولية أن تقدم الحلول السياسية للسودان، مضيفاً أن الإتحاد الأوروبي والمؤسسات السياسية الدولية تطالب القوى السياسية السودانية بالإنخراط في حوار سياسي جديد بهدف الوصول لأرضية مشتركة للخروج من الأزمة الشاملة التي تحاصر البلاد.
وفي السياق إنعقدت بوزارة الخارجية، في الخرطوم جلسة مباحثات سياسية في إطار الحوار بين السودان والإتحاد الأوروبي، حيث رأس الجانب السوداني السفير دفع الله الحاج علي وكيل وزارة الخارجية، بينما شارك من الجانب الأوروبي سفير الإتحاد الأوروبي بالخرطوم، وسفراء كل من إسبانيا وفرنسا والقائمين بأعمال سفارات السويد وألمانيا وإيطاليا. وتناولت الجلسة عملية إستئناف الحوار السوداني الأوروبي بالشكل الذي يحقق إرتباطاً وثيقاً يفضي إلى إحداث تفاهمات مشتركة وبناءة تخدم مصالح السودان وتعزز علاقاته مع الإتحاد الأوروربي. وأعرب وكيل الخارجية السفير دفع الله الحاج علي عن أمل السودان في أن يعزز الطرفان علاقات التعاون بينهما والإنتقال بها إلى آفاق أرحب في المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وجميع القطاعات الحيوية لا سيما الزراعة والصناعة والتعدين.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمود حسن أن المجتمع الدولي بما فيه الإتحاد الأوروبي إقتنع أخيراً بأنه لا جدوى من إنتظار كيانات فاشلة لم تستطع الإتفاق فيما بينها فكيف ستدير دولة. وأكد محمود أن دول الإتحاد الأوروبي تبحث عن مصالحها في السودان، وهي لا تقدم دعومات وتأييد لمجموعات وكيانات خاملة فشلت في إدارة الحكم بالبلاد، وعجزوا عن المحافظة على كراسي الحكم، وعصفت بهم الخلافات، وكالوا الإتهامات لبعضهم البعض، وإنصرفوا للتخوين وتصفية الحسابات، حتى إنزلقت البلاد إلى مربع الأزمات والتوترات. وقال محمود أن الإتحاد الأوروبي بتصريحاته بأنه لن يدعم طرف دون الآخر صدم قوى إعلان الحرية والتغيير لأن هذه التصريحات تعني أن قحت فقدت أكبر المساندين والداعمين لها مما سيؤدي قريباً إلى إنهيار الكيان.
وتعليقاً على تغير الخطاب الأوروبي تجاه مجريات الأحداث في السودان، قال الخبير والمحلل السياسي محمد سعيد أن الخطاب لا يحمل أية تفاصيل عملية، مما يؤكد أن الإتحاد الأوروبي ليست لديه خطط سياسية ولا إستثمارية ولا برامج واضحة في السودان، وإنما يريدون بظهورهم في هذا التوقيت أن يقولوا (نحن هنا)، لكنهم ليست لديهم رؤية واضحة ولن يستطيعوا تقديم شيئ للشعب السودان في الوقت الحالي. وأكد محمد أن أوروبا تمر بضائقة إقتصادية مخيفة نتيجة لتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهناك عجز في الموارد والطاقة، وهم يبحثون الآن عن بدائل في السودان لإقالة عثرة إقتصاداتهم المهددة، ولن يستطيعوا تقديم أية دعومات، لكنهم سيطلقون الوعود ويستميلون العديد من الأطراف لتحقيق مبتغاهم وبعدها يتنصلون كما يفعلون في كل مرة.