غرب وجنوب كردفان!تعقيدات المشهد! وغياب هيبة الدولة ..فاطمة لقاوة
ظلت السياسة التهميشية المتبعة من قِبل حكومات المركز اتجاه الأقاليم والولايات ،تسير على وتيرة واحدة منذ تأسيس الحكومة السودانية الوطنية التي جاءات بعد خروج المستعمر،وعندما سقطت الانقاذ في أبريل ٢٠١٩،إزدات إعتداءات الحركة الشعبية جناح الحلو على الرعاة في ولايتي جنوب وغرب كردفان ،واتخذت طابع العُنف الدموي والسرقة وقتل الماشية بصورة ممنهجة ومدروسة ،واللجوء الى ارتكاب جرائم الخطف والإخفاء القصري لأبناء الرعاة .
حركة الحلو تسعى دوما الى توجيه شكل صراعها الى صراعات قبلية بين النوبة والعرب الرحل -المسيرية والحوازمة و…الخ)-بصورة قد تغرق السودان في أتون الحروبات الأهلية،إن لم يتدخل العُقلاء .
منذ سقوط الانقاذ أصبحت المعاناة في ولايتي غرب وجنوب كردفان ممتدة،والأوضاع مُقعدة فبجانب فقدان التنمية وتوقف الخدمات التنموية النوعية ،أصبح انسان تلك الولايات يعاني من الإنفلاتات الأمنية وهجمات حركة الحلو المتتالية والمستمرة ،والحكومات المحلية والولائية والمركزة غير مهتمة بأمن وأمان المواطن في الولايتين ،مما شجع الحركة الشعبية جناح الحلو على التمدد وأرتكاب جرائم حرب ضد انسان المنطقة وآخرها حادث منطقة كركراية الذي أختطفت فيه الحركة الشعبية عدد ٩من شباب المسيرية في المرحال الشرقي وقتلت إثنين وسرقت اكثر من ٨٠ رأس من الماشية ،بينما الإعلام الحكومي الرسمي مازال في إزدواجية التعامل والمواقف مع القضايا الإنسانية وكأن إنسان والولايات لا يرتقي الى مستوى الإهتمام،ونتسائل عن ما هو دور التلفزيون السوداني من الحادث الذي أدمى قلوب مجتمع جنوب وغرب كردفان؟وآين مواقف رئيس مجلس السيادة وحكومته من حادث الإختطاف المتكرر الذي تنفذه قوات الحلو ضد الرعاة ؟.
القارئي للأحداث يرى أن هناك مخطط ممنهج ومدروس من قبل حركتي عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز آدم الحلووالحركة الشعبية في جنوب السودان ، يستهدف الرعاة في الحزام الممتد من كردفان الى دارفور ،وبمباركة وصمت تام من قِبل حكومة المركز والمنظمات التي تدعي الإلتزام بمبدأ حقوق الانسان ،مما أفقد حكومات ولايتي جنوب وغرب كردفان السيطرة على الأوضاع وغابت هيبة الدولة تماماً ،وأصبح الرعاة يواجهون مصيرهم منفردين في حرب وجودية قد تتطور الى حرب قبلية ،والحركة الشعبية جناح الحلو تجاوزت كل الأعراف السائدة في المنطقة وأدخلت ظاهرة الخطف الفردي والآن تمارس الخطف الجماعي دون أن يجد الرعاة حماية ووقوف من جانب حكومة الخرطوم ،فهل سيستمر الوضع هكذا؟أم أن المعادلة ستتغير والمسيرية قد ينفد صبرهم؟!.
ننتظر ما ستفصح عنه الأيام.
ونواصل