صلاح الكامل يكتب : صخب الحياة في ظلام الازمة!
> عندما تتقاطع إنعكاسات الضائقة المعيشية ومضاعفات الازمة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا مع (غث) العولمه وسوالبها، يضحي حال المجتمع سيما وسط قطاع الشباب، المعني الاول بحالة التوهان التي نعيش، حاله يغني عن سؤاله، مما يدعو وبإلحاح ان تقوم الورش وتعقد المؤتمرات وتدبج الدراسات في شأن نصف الحاضر وكل المستقبل (اي الشباب) .. الاسرة السودانيه (جلها) تتعرض لهزات عنيفه جراء هجمة ارتفاع كبير في مستوي المعيشة من غير نمو معدل إنتاج يمثل (عدلة) إتزان خلقي وقيمي وسلوكي، وهذا يحدث بين يدي ضائقة حقيقية يعيشها السودان تجاوزت (اللحم) وقطعت شوطا بعيدا في نخر (العظم)، يظهر إنعكاسها في تفشي العطالة وسط الشباب والتي تحدث انفراطا هائلا في منظومة القيم والسلوك بحسبان ان طيات النفس الانسانيه تنطوي علي حالة تناغم مع (الخارج)، وعادة في الشدة يظهر الجانب المظلم من نفس الانسان وفي الرخاء يبرق نور ساطع لذات الإنسان (ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﺧُﻠِﻖَ ﻫَﻠُﻮﻋﺎً ” ﺇِﺫَﺍ ﻣَﺴَّﻪُ ﺍﻟﺸَّﺮُّ ﺟَﺰُﻭﻋﺎً ” ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻣَﺴَّﻪُ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮُ ﻣَﻨُﻮﻋﺎً) الاية،
مما يجعل كل السلوك الانساني يندرج في خانة التأرجح مع النغم والتماهي مع النعم .
> من نوافل القول أن التنمية البشرية في جانبها الأكبر تهتم وتعتني بالإنسان بلحاظ كونه يمثل (العمود) الفقري وبه يتم صلاح الارض ويقوم فلاح الحقل وتكتمل عمارة المسجد ويعم النظام وتنصلح الخدمة العامة .. ان الذين يراهنون علي (حياة كريمة) بدون عناية بالانسان يعمهون في (ضائله) النظر و(ضلالة) المسير..مظان وجود الشباب في دورهم ومدرجاتهم وملاعبهم وورشهم حتي مواقع لهوهم (برءه وفاجره) ينبغي ان تصوب عليها (منصات) الإصلاح وتوجه لها (معينات) الإصحاح، ويلزم ان تصرف الحكومة _ أن وجدت_ اضعاف ما تصرف من مال وما تبذل جهد في التنمية والخدمات، علي تنمية الانسان والعناية بالمواطن جسدا ونفسا، الا فكل ما يصرف تخربه الايدي المرتعشه من قلة الخبرة ومعاقر (المدمنات) و(دواهي) الدهر الغشوم ! ولا تعتنيه او تعيه الانفس المرهقه من كثرة التازم وعلل الصخب الفراغ.
> باعتبار ان الحكومة_ اي حكومة_ يفترض فيها ان تكون (خادمة) للشعب وحارسه ووزرائها وولاتها وقياداتها آدواتها لهذه الخدمة وذيك الحراسة، وفي جانب المواطن يجب ان ينظر إلى مسؤوله ك(خادم)، والمسؤول يري في المواطن وجهته، رضاه وراحته، مبتغاه ورجاءه.. العناية ب(اسكراب) العولمه في ظل معالجة (فطيرة) يمثل كارثة، بحسبان انها قد تفتح البلاد علي مستحداثات (مخيفه) في نمط الجريمة وأعوجاج سلوكي وتشوه خلقي (محتمل) ومخافة ان ينتج هذا الصخب (عور) في دجي يغبش الوعي ويحجب الرؤي، فالوقاية خير من العلاج، يقولون.
> مؤسسات البلاد وقواها الحية وكياناتها المعنية (الدينية، السياسية، الحذرية والفكرية ووو) مدعوه لوضع الخطط التي (تعدل) مزاج الإنسان وتعبر به من مغارق الطوفان وآمواجه وتحميه من وعثاء الحياة وصخبها لتحفظ للبلاد خيراتها وتصون مواردها وتحمي حماها وكل ذلك لايتم الا بإنسان معافي في جسده، متوازن في نفسه، آمن في سربه، والحكومة عليها دعم تلكم المؤسسات وتفويضها واعطائها الاذن المفتوح والاذن الواعيه.
> مما لا خلاف عليه ان الفساد هو (الساحق، الماحق) لكل جهد وهو الذي يجعل اي محاولة اصلاح لا تفعل ادوات مكافحته ولا تعتمل الشفافيه في محاربته، يجعلها محاولة غير واقعيه، وفي الجانب ذاته فان الفشل يمثل كابحا كبيرا يعيق المعالجات، والفشل نعني به: عدم القدرة او (ضبابة) التخطيط وإخفاق البرمجه.. لست ادري؟ ماذا يسمي عدم نجاح قطاعنا الاقتصادي بعلمائه وخبرائه في إيجاد وصفة لإيقاف هذا التدهور؟!..
الوقت دقيق والظرف حساس، فليعلن عن تشكيل حكومة (قادرة) يلحظ عند تشكيلها الظرف الماثل المائل ويؤخذ في اعتبارها أهمية ان يكون الطاقم القادم متوفرا علي القدرة علي إنفاذ المعالجات بشكل عاجل، وان يكون قوامها ممن يعرف كيف يشخص الحالة ويقدم ويبتكر الحلول وينفذ الي القرار ويفترض له مضاعفات ويجعل لها معالجة مناسبة، لتفضي العملية كلها الي حل جذري ودائم لهذه الازمات، فتصغير امر الوطن وتقليل شأن المواطن في (اقالة فلان او تعين علان) تقيم مخل وتبسيط معيب، فقضايا الوطن ومعاش المواطن اكبر من الأشخاص وأهم من المهم.
> افق اخير :
> ينتظر من ولاة الامر وأهل الوجعة عقد مؤتمرات طارئة عجوله بمشاركة الكل في حل المشكلات، لتتكامل الأداور ويتم التفاعل، ليتهم يفعلون!.
> منشور في صحيفة الانتباهة الصادره اليوم الأحد ٢٠٢٢/١٢/٢٥م صفحة٦
