(وطن النجوم ) .. علي سلطان .. الاتحاد- الناس والأمكنة
صورة قديمة في ألبوم الصور قديم مر عليها اكثر من عقدين من الزمان ولم أصدق أنه قد مرت عليها تلك السنوات ،، وخيل الي كأنها أخذت اليوم.. صورة تذكارية لآخر يوم عمل لي في جريدة الاتحاد الإماراتية، أنا والأخ أنور محمود من مصر.. كان يوم فراق حزينا.. سالت فيه الدموع و خنقنتا العبرات، كان سيف (التفنيش) وانتهاء التعاقد مسلطا على الجميع حتى أنا.. عملت17 عاما متواصلة دون انقطاع في جريدة الاتحاد برا وبحرا وجوا.. ولم انقطع عن العمل حتى في اجازتي السنوية.. كان الكثيرون يغادرون الجريدة وانا صامد.. ولكن جاءني خبر انتهاء عملى مفاجئا.. ومن نقل لي الخبر كان صديقي الاستاذ سعيد البادي مدير مكتب الاتحاد في دبي وقتها،، وبلغني الخبر عبر الهاتف ولم يقدر على ان يبلغني الخبر وجها لوجه..! وكذلك الحال مع صديقنا المشترك انور محمود.. ربما كان خبر تفنيشي والاستغناء عن خدماتي مفاجئا لي ولغيري.. ولكنها سُنة الحياة.
في نهارية الوداع تجمع الزملاء والزميلات في مكتب الاتحاد في دبي.. وكانت جلسة مشهودة سكبت فيها دمعا غاليا.. كانت الاتحاد بيتي وحياتي ومبعث سعادتي.. وظلت اعمل فيها عملا متصلا ومميزا دون كلل ولا ملل.
كان مكتب الاتحاد في دبي هو اهم مكتب للجريدة على مستوى العالم، بل كان المكتب الاول وينافس مكتب الرئاسة في ابوظبي.. وتعتبر دبي مركز اقتصاديا مهما ولهذا تخرج منها مئات الاخبار المهمة في كل المجالات والاصعدة . وتعتمد الصحف في الامارات على مكتب دبي في تغطية اكثر من 60% من نشاط الجريدة.. ولهذا كان التنافس الصحفي في دبي على اشهده والحرب مستعرة الاوار كل يوم بين سبق صحفي هنا واخفاق صحفي هناك.. التحقت بجريدة الاتحاد مراسلا متعاونا من امارة ام القيوين حيث كنت اعمل مذيعا في اذاعتها في عام1979 وظلت اعمل من ام القيوين حتى مارس1980 والتحقت بعدها بجريدة البيان التي بدأت الصدور من دبي مطلع عام1980تصدر من دبي مراسلا من ام القيوين وعجمان والشارقة.. وظللت مع البيان حتى عام1985 حيث قدمت لي الاتحاد عرضا مناسبا لاتفرغ للعمل مع الاتحاد وبالفعل انضممت صحافيا متفرغا لجريدة الاتحاد في يونيو1985، وانتقلت للشارقة حيث تسلمت عملي في مكتب الاتحاد بالشارقة.. خلفا للاخ الاستاذ الصحفي المصري الكبير فتحي سلمي.. وكان مكتب الاتحاد وقتها في وسط البلد بالقرب من غرفة تجارة وصناعة الشارقة.. ثم انتقلنا بعد ذلك الى شارع الملك فيصل وفتحنا مكتبا في عمارة اسبينس.. ثم انتقلنا بعد سنوات الى مكتب آخر في امتداد شارع الوحدة. وبعدها بسنوات تم نقلنا جميعا الى مكتب الاتحاد في دبي في موقعه الجديد في شارع الشيخ زايد.
خلال هذه الرحلة كان هناك( بشر) من لحم ودم يعملون طوال اليوم في اعلاء راية جريدة الاتحاد لتظل خفاقة ورائدة.. بين هؤلاء الناس و تلك الامكنة سنتحدث عن بعض الشخصيات التي كان لها اثرها في مسيرة الصحافة الاماراتية عبر جريدة الاتحاد الغراء التي صدرت لاول مرة من ابوظبي في 21 اكتوبر عام1969 قبل قيام الاتحاد حيث كانت جريدة الاتحاد تبشر بالاتحاد وتدعو له.
(وللحديث صلة)