نقابة الصحفيين السودانيين قصص وحكايا
تقرير : نهلة خليفة
قيام نقابة للصحفيين السودانيين بعد أكثر من ثلاث عقود هي فترة نظام الانقاذ البائد لم تكن امرا هينا، مما يجعل توثيق وسرد ما صاحب تلك التجربة امر له دلالاته المهمة في هذا الإطار استعرض الصحفي الحقوقي الأستاذ فيصل الباقر مشوار الطريق إلى قيام نقابة الصحفيين السودانيين وقال انه نتاج رجوع لتجارب سابقة مثل تجربة الاستاذ محجوب محمد صالح وعبر جلوس للتشاور والتفاكر وسط مجموعات مختلفة من القواعد الصحفية وذلك منذ العام ٢٠٢١ ولتسع أشهر استمرت بخيارات متعددة وآراء كلها تصب في رغبة لقيام نقابة مشيرا إلى أنه لم يكن امرا سهلا،
وأشار الباقر في ليلة نقابة الصحفيين في ندوة بعنوان (كيف بدات القصة.. رواية من الاستاذ فيصل الباقر) حيث أوضح ان النسخة الأخيرة لقيام النقابة جات نتيجة استخلاص من مدراس مختلفة للنقابات مثل نقابة الفئة ونقابة المنشأة، وقال رغم العثرات التي واجهت مشوار قيامها الا قيام نقابة تسهم في التحول الديمقراطي كان امر اساسي وهام،
معبرا عن ذلك بمقولته الشهيرة ( اجتزنا صعوبات الجبال.. أمامنا الان صعوبات السهول ) وسرد الباقر الحوارات والنقاشات التي جرت مع عدد من الاكاديميين والصحفيين القدامى والتي تمخض عنها اجتماع ١٥ فبراير في جريدة التيار الذي اعلن فيه عن وحدة الأجسام الثلاث والذي اهتدي الي جمعية عمومية في يونيو بمهام محددة كتابة ميثاق الشرف والنظام الأساسي، وقال ان النظام الأساسي رغم ما شابه من ارباك بين نقابة المنشأة والنقابة المهنية الا انها تعالج بالتجربة والتصحيح،
وأشار الباقر الي ان النقابة كانت النقابة الأولى وفتحت الباب أمام النقابات الأخرى،مؤكدا انه قامت علي مبدا لكل حزبة النقابة للجميع، وقال لابد لكثب الثقة بين الأطراف،مشيرا انه بدأ من تجارب سابقة بقناعات شخصية وقال لابد من المواصلة في طريق وحدة قضايا النقابة، لافتا ان هناك من يرى انه على النقابة ان تكون نقابة راي وآخرين يرون انه علي النقابة ان تكون سياسية، وقال ان النقابة استعادة لنقابة الصحفيين الحقيقة بعد أن سلبها النظام البائد،
في السياق أوضح الصحفي وليد النور عن قائمة الوحدة الصحفية وقال ان مبادرات توحيد الصف الصحفي بدات من اعتصام القيادة وقال ان أول نشاط كان في جريدة المشاهد لتكوين النقابة ب١٦ صحفي مهتدين بتجربة الصحفيين القدامى َوبدانا بقانون ١٩٨٧ بنظام اساسي بصياغة تواكب متطلبات الوضع الحالي بنظام اساسي يلبى متطلبات كل الصحفيين، وتواصلت المبادرات واخيرا مبادرة الاستاذ فيصل الباقر في فبراير ٢٠٢١، شاكرا جهد السودانيين بالداخل والخارج لدعم نقابة الصحفيين السودانيين والتي تسهم بشكل اساسي في التحول الديمقراطي،
من جانبهم استعرض الصحفي الرياضي خالد ماسا تجربة شبكة الصحفيين ودورها كاساس لبداية جسم مطلبي يعبر عن قضايا الصحفيين منذ العام ٢٠٠٨ مشيرا ان تجربة القوائم المتنافسة في التجربة الانتخابية كانت فريدة تؤكد على وحدة فكرة قيام النقابة التي تمثل الإنجاز الحقيقي لفتح الباب للنقابات الأخرى والتي بدات لاحقا بعد تجربة قيام نقابة الصحفيين مثل نقابة المهندسين والأطباء،
من جانبة أكد الصحفي مصطفى حسين عن قائمة التحالف المهني للصحفيين انهم في قائمتهم غلبو الهدف الاستراتيجي على التكتيكي لقيام نقابة الصحفيين ، مشيرا انه رغم التحديات الماثلة انذاك من تمويل وهلافة الاانهم تغلبو عليها بوحدة الصحفيين ورغبتهم الاكيدة في قيام النقابة،
الي ذلك اكد نقيب الصحفيين الأستاذ عبد المنعم ابوادريس ان هناك تحديات حقيقة تواجه النقابة اهمها المحافظة على استقلاليتها ان تتعاطي مع السياسة لكن الا تمارس السياسة في ظل هذا التحاذب السياسي الموجود الان ، والتحدي الاخر الوضع الاقتصادي لعضويتها في ظل تراجع المؤسسات الصحفية، وظروف اقتصادية ضاغطة حيث انه نتيجة مسح تم اجراءه مؤخرا هناك ٢٥٠ صحفي وصحفية او ٤٠٪ من مايزيد عن ١٥٠٠ صحفي وصحفية هم تعداد السجل الصحفي، هجروا المهنة لمهن أخرى،وقال ابوادريس اننا تحاول النقابة ان تساعد فيها حتى لاتهجر المهنة،ليس الصحافة الورقية فقط تواجه هذا التحدي واشار ان الرسوم المفروضة هذا العام إذاعات آلاف ام ام هذا العام الرسوم التي فرضت عليها تضاعفت ٢٥ مرة مما يشكل خطرا ، وقال قبل الثورة كانت تصدر ٢٧ صحيفة ورقية سياسية الان سبع صحف فقط، اما الصحف الرياضية تقلص لصحيفتين، وقال انه تحدي وجود للمهنة لمواجهة هذا الوضع لا بد من التفاف العضوية حول نقابتها، واشار ابو إدريس للخطط والبرامج في مجالات مختلفة إضافة لمعركة الأجور حيث نعمل عل تكوين جمعية تعاونية متعددة الأغراض في مجالات مختلفة ومحاولة للحصول على خدمات للأخوة الصحفيين لتحسين وضع الاقتصادي للصحفيين، لافتا الي انه هناك امر اخر مؤرق ان تأتي أجسام مهنية أخرى عبر الصندوق الانتخابي لذلك نعمل على قيام النقابات من المهن الأخرى كتحالف منتخبة حتى نصبح عصبة يعبر بالتحول المدني الديمقراطي، وقال ان تحدي استعادة مقعد نقابة الصحفيين في المحيط الإقليمي والدولي لافتا انه مواجه بتعقيدات حقيقية لان الاتحاد السابق استطاع ان ينسج تحالفات وعلاقات ومصالح مع دول طبيعة حكمها شمولي لذلك يضع الكثير من المتاريس أمامنا لاستعادة مقعدنا في والاتحادات الدولية، ومن التحديات ان القانون السائد الان هو ٢٠١٠ لايعطي النقابة القائمة الان شرعيتها التي ناخذها من جمعيتنا العمومية و نظامنا الأساسي ومعروف في القانون ان الاتفاقات الدولية تعلو على القوانين المحلية وهي ما نستد عليهاز في حال مصادقة الدولة عليها، وقال اننا بهذا الوضع نعجز حتى عن فتح حساب بنكي، مجددا اننا تجاوزنا صعوبات الجبال ونواجه الان صعوبات السهول،
شارك الندوة الفنان خالد الصحافة والذي صدح باغنيات تفاعل معها كل الموجودين من صحفيين و اعلاميين ومرتادي الخيمة التي ذانت أمسيات الخيمة.