(٣٠) يونيو ما بين حجر الحريات الصحافية وعبور الكباري .. متاريس تكسرت عندها المليونية
في الذكرى الثانية لأحداث 30 يونيو خرج الألاف من السودانيين الى شوارع الخرطوم وجميع ولايات السودان تحت مطالب تعديل مسار الثورة وإسقاط الحكومة، وانهالت الإنتقادات والهتافات من قبل المتظاهرين على الحكومة وسياساتها العقيمة التي لا تمثل الثورة .
واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مما نتج عنه اصابات متفاوتة بين المتظاهرين .
واستخدمت الشرطة الغاز لمنع محتجين من عبور جسر يربط أمدرمان بالخرطوم أثناء توجههم إلى القصر الرئاسي، واندلعت العديد من المواجهات ببينهم في الشوارع القريبة من الجسر .
وتجمع الكثيرون من المتظاهرين بالقرب من مجلس الوزراء، ولكن تم منعهم من التقدم نحو المجلس من قبل الشرطة، وتم استخدام الغاز المسيل للدموع ضدهم .
وفرضت القوات الأمنية تكتيم إعلامي، ومنعت وسائل الإعلام من نشر أي تفاصيل بخصوص إصابات وسط المتظاهرين، واعتقلت بعض الصحافيين الذين نشروا أخبارا ووثقوا عمليات فض المظاهرات، وكان منهم مراسل شبكة الجزيرة، على أبو شلة، حيث انتشرت تسجيلات لعملية إعتقاله على وسائل التواصل الإجتماعي.
وبحلول المساء أعلنت الغرفة المركزية التي تتابع سير المواكب والمسيرات بالعاصمة الخرطوم ومدن الولايات المختلفة بتكليف من النائب العام مبارك محمود، عن عدم تسجيل أي حالات وفاة أو إصابة في العاصمة أو الولايات، وهو ما يتنافى مع التقارير التي خرجت من جهاز الشرطة .
حيث أكدت الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية عن إصابة 52 عنصر من منتسبين الشرطة، في محاولاتهم تأمين المتظاهرين، بحسب ما أفاد البيان الصادر عنهم .
في الوقت التي تنفي فيه الحكومة وجود أي مظاهر عنف أو تفرقة للمتظاهرين، وتؤكد عن عدم وجود إصابات بين صفوف المواطنين والشرطة، لم يكن هناك تنسيق مع وزارة الداخلية وخرجت أخبار متناقضة فضحت فشل الحكومة في إحتواء الموقف .
الحكومة قامت بتشويه صورتها بنفسها في الوقت التي تحاول فيه دعم موقفها أمام الشركاء الغربيين، لحماية مصالحهم والخروج بأقل الأضرار من هذه المرحلة .
وكانت هناك دعوات قوية داخل الشرطة لإضراب في يوم 30 يونيو، واحتج منتسبين الشرطة أمام وزير الداخلية يوم الإثنين الماضي في واقعة خطيرة مهددين بعدم تأمين الإحتجاجات المرتقبة ، وهذا يؤكد على حالة الفوضى داخل الحكومة وعدم قدرتها على حل أي من الأزمات، بل أن الأزمات تتصاعد كل يوم بشكل خطير مما ينذر بنهاية خطيرة إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه .
كل التطورات التي حدثت في الأيام القليلة الماضية تدعو للقلق داخليا وخارجيا، فالحكومة الإنتقالية فقدت مصداقيتها في الشارع السوداني، ولم تعترف بأن الشعب يتظاهر ضدها وضد سياساتها، وألقوا باللوم على أنصار النظام السابق، وهم “الشماعة” التي تعلق الحكومة عليها كل فشل بشكل مستمر .