مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) *”الكاردينال” في ساحة المولد ..
مساء الجمعة الماضية ، كنّا على موعد داخل خيمة الطريقة القادرية سجادة الشيخ الجليل الأستاذ عوض السيد كركاب ، بجامع الخليفة في مدينة أم درمان ، وكانت ساحة المولد هي ذاتها التي صوّرها لنا بالكلمات شاعرنا الكبير الراحل محمد المهدي المجذوب ، ورسّخها في أذهاننا بلحن شجي ، فناننا الكبير الأستاذ عبدالكريم الكابلي ، ببداية لا نحسب أنها ستتكرر ، عندما قال ؟ ( ليلة المولد يا سرّ الليالي ) .
كانت أمسية الجمعة صورة حية وحقيقية لإحتفالات سنويّة بذكرى مولد نبيّنا الكريم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إحتفالات تتمدّد في سوحٍ كثيرة وتتوزع بين مدن ولاية الخرطوم شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً ، لكن يبقى الأصل لدينا في دواخلنا هو جامع الخليفة الكبير ، أو ساحة المولد كما درجنا على تسمية ساحات الجامع الواسعة غرب قبة الإمام المهدي عليه السلام .
أمسية الجمعة كنت هناك ، والمناسبة تكريم مستحق للأخ الكريم الدكتور أشرف سيد أحمد حسين ، المعروف بإسم الكاردينال ، وهو علم ما في ذلك شك ، ليس في عالم المال والأعمال فحسب ، فهو من قيادات العمل الرياضي بالبلاد ، وترأس نادي الهلال الأكبر جماهيرية مع نده المريخ على طول البلاد وعرضها ، وهو في ذات الوقت رجل مجتمع منفتح على الجميع ، ففي الوقت الذي تجده تيجاني الطريق ، نجده ينفتح على كل الطرق الصوفية ، وأحسب أن لديه قناعة راسخة لا تتزعزع بأن كل الطرق تؤدي إلى الله .
اتجه الكاردينال إلى السياسة فكان سياسياً صادقاً وسط مجموعة من المهرجين الذين يعرفون السياسة طريقاً ووسيلة إلى الحكم والسلطة ، بينما يرى الصادقون من السياسيين إن السياسة هي الخدمات وهي الإقتصاد والتواصل مع النّاس ، هكذا هو أشرف الكاردينال الذي أعرفه منذ وقت طويل ، فقد أنشأ المشافي ، وأهّل المدارس ، وسيّر قوافل الخير إلى كل الأصقاع ، وعرفه أبناء الشق الثاني من الوطن في الجنوب ، ويحسبه البعض هناك جنوبياً أكثر من كثيرين .
مناسبة تكريم الدكتور أشرف الكاردينال ، أعادت إلى ذاكرتي تكريمه من قبل جامعة الأحفاد للبنات ، والتي تم فيها منحه درجة الدكتوراة ، فقد شاد صرحاً علمياً داخل الجامعة إستحق عليه التكريم ، مثلما أعادت إلى ذاكرتي تبنيه لمبادرة التسامح والتي هي أول مفاتيح الإستقرار لوطننا ان خلصت النوايا ، وأعادت الكثير مثلما كنت أقول لأخي وصديقي العزيز. جمال عنقرة ونحن نجلس متجاورين ليلتذاك داخل خيمة الطريقة القادرية سجادة الشيخ الجليل الأستاذ عوض السيد كركاب .
والمناسبة نفسها كانت فرصة طيبة لأن نلتقي بأخوة وأصدقاء كثر ، من بينهم السياسيين وأهّل الرياضة ورموز المجتمع ، وحق لنا أن نشيد بمبادرة التكريم المستحق ، والتي جاءت من قبل رجل نعتبره واحداً من بحور العلم في بلادنا ، وهو الشيخ الجليل الأستاذ عوض السيد كركاب ، وأن نشيد بكل من أسهم في إنجاح تلك الليلة المباركة والتي جاءت مناسبة عظيمة في شهر عظيم .. تقبل الله صالح الأعمال و جعلها خالصة لوجهه الكريم .