أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. هل يتوقع قيام الانتخابات في موعدها !!

منذ أن بدأ الصراع بين المكونات السياسية وعدم الوصول إلى اتفاق في ما بينها عقب ثورة ديسمبر المجيدة تنادت قوي أخرى على قيام الانتخابات المبكرة لحسم الصراع والوصول إلى حكومة ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع ترضى جميع الأطراف ولكن الذين يطالبون بتلك الانتخابات لايدركون خطورة تلك الانتخابات المبكرة في ظل انقسام حاد بين معظم المكونات السياسية، أن قيام الانتخابات التي ترضى الجميع محتاجة إلى مال وفير يساعد في قيامها خاصة وأن المجتمع الدولي يريد تطبيق الديمقراطية في كل بلدان العالم.. ولكن حتى نضمن ديمقراطية شفافة تحتاج إلى عمل سجل كامل لكل أهل السودان وهذا السجل يتطلب من الذين يشاركون في العملية الانتخابية أن يذهبوا بإرادتهم لتسجيل أسماءهم بالإضافة إلى إعداد قانون يضمن عدم فساد تلك الانتخابات بشرط أن يقوم بهذه المهمة المستشارين القانونيين أو المحاميين أو كل من له علاقة بعمل القوانيين وعلى تلك اللجنة المعنية بإعداد القانون الا تكون لها أي علاقة بالدولة حتى لاتفصل القانون لجهات معينة، أن قيام الانتخابات تتطلب أيضا التعداد السكاني وهو أيضا يتطلب مال كبير فالسودان دولة مترامية الأطراف وكل منطقة تبعد عن الأخرى بمئات الكيلو مترات والإعداد يتطلب بقاء المواطنيين في أماكنهم ولكن طبيعة المواطن السوداني في الولايات المختلفة تجده متحرك في فترات انعدام الماء أو الكلا ولذلك من الصعب إجراء التعداد بالنسبة له في المنطقة التي يكون متواجدا فيها سواء في فصل الصيف أو الخريف وهذا يعني أن هناك بعض الأشخاص لن يتمكنوا من المشاركة في العملية الانتخابية لهذا السبب، اما المشكلة الأخرى انعدام الأمن خاصة في مناطق دارفور التي تعج الان بالصراع القبلي والعملية الانتخابية تحتاج إلى الاستقرار السياسي والأمني حتى المدن الكبرى الان تشهد مليونيات متعددة بسبب الصراع بين المكونيين العسكري والمدني، فإذا لم تهدأ تلك الحالة فمن الصعب قيام الانتخابات في الزمن الذي ضربته بعض القوى الخارجية وحددت العام 2023 موعدا لقيام تلك الانتخابات ولكن في ظل تلك الظروف من الصعب قيامها فهي تحتاج إلى سنوات أخرى ربما إذا هدأت الأوضاع وسارت الأمور على ما يرام ربما العام 2025 يمكن قيامها لكن دون ذلك فلن نضمن قيامها الا اذا استعجلت القوى السياسية قيامها اي(كلفتتها) ولكن في تلك الحالة سوف يشتد الصراع بينهم باعتبار أن أصابع تدخلت لهزيمة قوي على حساب القوى الأخرى وهذا وارد لأن كل الانتخابات التي جرت بالبلاد لم تسلم من عمليات التزوير حتى ولو جاءت(نريهة مية المية) لأن هناك من لايرضون الهزيمة حتى لو كانت الهزيمة حقيقية فلابد أن يتعللوا بأن العملية شابتها شبهة فساد وتزوير ، لذا لابد أن تتريس القيادة السياسية قبل الخطو في العملية الانتخابية لأن التعجل ستكون عواقبه أخطر مما نحن عليه الآن، فعلى قيادة الدولة أن تكمل مؤسسات الدولة قيام البرلمان الذي سوف يجيز قانون الانتخابات واختيار أعضاء المفوضية التي سيؤكل لها الإشراف على الانتخابات، إضافة إلى الاتصال بالمجتمع الدولي الذي سيعمل على توفير المال اللازم لها مع تحديد المقر الذي سيتم الإشراف على العملية الانتخابية بالمركز والولايات، ثم العمل على اختيار المراكز التي ستجرى عملية تأهيل وتدريب المشاركين فيها، لذا فإن التعجل في قيام الانتخابات خلال العام 2023 سيكون متعجلا فلابد من التريس لضمان انتخابات حرة ونزيهة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى