أعمدة

د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود) .. لله ثم للتاريخ.. نصيحة أخيرة يا برهان

نكتب ما يمليه علينا ضميرنا إحقاقًا للحق وإبطالاً وإزهاقًا للباطل إن الباطل كان زهوقًا ؛فما أنا إلا من مدرسة ربتها الحركة الإسلامية على الصدع به مهما كلفني الأمر ولذا كان نصيبي من ذلك أن اعتقلت في عهد الإنقاذ مرات وظللت مطاردًا مرات ومرات..
ما نكتبه يعبر عن قناعتنا الشخصية ومن ذلك ظللنا نسطر المقالات الطوال مقالة تلو المقالة دعمًا ومساندة للقوات المسلحة التي لم أشرف أن التقيت أيًّا من قياداتها الحالية ولا أعرف أحدًا منهم ولا تجمعني بهم أي علاقة أو صلة لا من قريب أو بعيد ؛ فهي مساندة ودعم فرضه علي واجب وطني خالص أن هذه القوات المسلحة هي آخر ماتبقى الآن لبلادنا من حماية و درع وقاية فأي محاولة للمساس بها يعني فشل السودان وذهاب ريحه ذاك ما جعل كل الدوائر الأجنبية وأذنابها من قوى اليساريين تعمل ليل نهار على إضعافها والانتقاص من هيبتها وتشكيل رأي عام سالب فيها حتى يتسنى لها تفكيكها حينها سيسهل عليها استعمار البلاد استعمارًا كاملًا واستغلال موارده استغلالاً أمثل و إنهاك قواه إنهاكًا تامًّا وأخيرًا تقسيمه إلى خمس دويلات صغيرة لا قوة لها ولا رابط بين أبنائها ..
راجعوا كل تصريح لأي مسؤول أممي أو أجنبي ستجدون أن النقطة المركزية التي ينطلق منها هو تفكيك القوات المسلحة وليس دعمها وتدريبها ومعالجة مشاكلها فالهدف عندهم واضح لا لجلجة فيه والغموض ثم راجعوا تصريحات أذيالهم من خونة اليسار ستجدون أن القضية المحورية عندهم هي تفكيك القوات النظامية أسوة بأسيادهم لتنصرف إرادة كليهما وتتلاقي لتحقيق هدف واحد هو زعزعة الاستقرار عبر القضاء على القوات المسلحة وإضعافها وضربها ثم تفكيكها٠٠٠
فلا يظنن ظان أن هتافات المتظاهرين وصراخهم ضد البرهان والجيش والعمل على ازدرائه محض صدفة كلا وألف لا فإن ذلك كله عمل مخطط له ومدروس بعناية تامة لإحداث أثر واحد هو إضعاف الروح المعنوية لجيشنا وهزيمته نفسيا ومتى انهزم معنويًّا انهزم ماديًّا فما طاقات البشر المادية إلا انعكاس لطاقاتهم النفسية إصراراً وعزيمةً وإرادةً؛ فمتى سلبت تلك الإرادة والعزيمة خر الجسد صريعًا لايقوى على شيء..
هذه قناعتنا سنظل ندافع عنها دفاعا عن هذا الجيش لن يثنينا شيء في ذلك ولن يخذلنا مخذل..
لكن في المقابل هذا لايعني بأي حال من الأحوال أن نسكت عن منكر من الفعل والقول قالته قيادة الجيش أو اقترفته فليس هناك كامل مبرأ من العيب فالكمال المطلق لله رب العالمين وما دونه اجتهاد بشري يقبل الصواب والخطأ..
نكتب ذلك بين يدي ما راج في مواقع التواصل الإجتماعي ووسائطها المتعددة أن القضاء السوداني رفض بالأمس التجديد لبعض المعتقلين السياسيين قرار يحسب لصالح القضاء السوداني ويعيد إليه هيبته واستقلاله و حياده ويجدد ثقة الناس فيه بعد أن كادت أيدي اليساريين أن تقضي عليها مما جعل مدير سجن الهدى يرفض بقاءهم في دائرته احترامًا لقرار المحكمة والتزامًا بما يمليه عليه ضميره و ما تفرضه عليه مهنيته من جهة كونه شرطيًّا محترمًا يطبق صحيح القانون..
هنا قيل أن تعليمات صدرت من البرهان شخصيًّا بعدم إطلاق سراحهم وتم تحويلهم بعد ذلك إلى سجن كوبر..
قرار البرهان هذا قوبل بعاصفة من الاستهجان والاستنكار والازدراء الشديد في العالم الافتراضي وخلق حالة من الغضب الشديد لتجئ أولى ردود الفعل دعوات كبيرة انطلقت للتحشيد والخروج في تظاهرات ضد هذا القرار مناصرة ومؤازرة لهؤلاء المعتقلين المظلومين ثم مؤتمر صحفي لأسر المعتقلين تم عقده بالأمس تم من خلاله تحميل المسؤولية فيه كاملة للبرهان ٠
في تقديري أن البرهان وضع نفسه في مواجهة عنيفة مع الرأي العام الذي يرفض الظلم ويأبى التسلط والاستبداد..
فإن علمنا بأن هؤلاء المعتقلين قد دخلوا في إضراب عن الطعام وهم في أعمار متقدمة وحالة صحية ونفسية سيئة فإن أي تدهور يحدث لاقدر الله لهم سيتحمل البرهان نتيجته٠
السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه ترى لماذا يصر البرهان على معاداة الإسلاميين الذين كان أصيلًا فيهم؟ ثم لماذا يصر الآن على معاداتهم ويبذل عظيم الجهد لاستفزازهم على نحو ما حدث البارحة في وقت تبلغ درجة عداوة اليساريين قمتها ليضع نفسه في حصار بين قوتين كلتاهما أشد بطشًا و فتكًا من أختها..
أجزم أن من أوعز إلى البرهان وأشار عليه باستعداء الإسلاميين يبغضه أشد البغض ويمقته أبلغ المقت ويريد إيراده موارد الهلكة ، فإن مصلحته تقضي بأن يعيد النظر في خطه وأن يراجع حساباته معهم فهم ليسوا مثل اليساريين ذوي أصوات عالية وجعجة فارغة فقط إنما هم أولو قوة وبأس وأشد مراسًا وحنكة و خبرة فإذا ما استنفروا كانوا خفافًا عند الفزع ثقالًا عند الطمع٠٠٠ هأنذا أبذل له النصح لمصلحته ؛فإنه إن أراد أن يحكم فعليه أن يوطد علاقته على حلف وميثاق جديد مع الإسلاميين بحسبانهم أرعى للمواثيق وأوفى بالعهود بما استحفظوه وإلا فسيضطرهم إلى الخروج عليه وخروجهم هذا يعني ضياع كل شيء وذهابه أدراج الرياح .. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد٠٠٠
حاضرة:
إلى متى يظل المعتقلون السياسيون في حبسهم الطويل؟؟؟!!!
لماذا تتنكروا لشعاراتكم (حرية سلام وعدالة)؟؟؟!!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى