أعمدة

(مجرد سؤال) .. رقية ابوشوك .. “تروس الشمال”

يازميل يلاك النقوم
لي شمال وطني نزورو يوم
لي عروس النيل والشتل
والبقر والضأن والابل
اللبن راقد للطفل
وعيشنا في الازيار ماكمل
الجروف طرحت سنابل
وخيرنا فائض ومالي المحل
اقتبست هذه الافتتاحية من قصيدة طويلة ل احد شعراء الشمال” تحت مسمي “يلاك النقوم” والتي حكي فيها عن كرم الشمال واهله وعن تاريخ السودان المنحوت في جبل البركل وغيرها من ثوابت الشمال واهله
فعندما كنا ندرس بالصف الاول بالمرحلة الابتدائية بالولاية الشمالية كان تأتي الينا مشرفة الفصل لتسألننا عن مهنة الوالد لتسجلها ضمن البيانات ويتم حفظها في السجل الدراسي .. كانت معظم المهن تتمثل في : (مزارع _ تاجر _ معلم) .. كانت مهنة المزارع تنال اعلي النسب حيث الزراعة هي المهنة الاساسية لمعظم الاسر ..كنت انا ازيد على مهنة والدي يرحمه الله الذي كان مزارعآ ..ازيد عليها “مهندس وابورات” فهو لم يتخرج من الهندسة ولكنه يعالج مشكلة الوابورات الزراعية واعطالها والتي كانت تدار مكناتها ب”الجازولين” او “الجاز” كما يحلو لهم وذلك في وقت لم تكن هنالك كهرباء عامة وماكان من انارة كان عبر الجنريترات وغيرها فالانارة للمنازل فقط .. وهكذا استمر الحال الي ان جاءت الكهرباء العامة ودخلت كل البيوت بعد سد مروي
فالولاية الشمالية عانت ماعانت ولكن رغم ظروفها المعروفة للجميع خاصة وانها لم تنال حظها الكامل من التنمية من مختلف الحكومات والانظمة المتعاقبة .. رغم ذلك الا اننا لم نسمع يومآ بانها ولاية متمردة او وقفت في وجه الحاكم و الحكومات بالرغم من ان نصيبها كما ذكرت لايساوي شيئآ يذكر في العمليات التنموية والتعليمية والصحية .. فمعظم مناطقها حتي وقت قريب لايعرف الاسفلت مكانآ في شوارعها وطرقها .. فطريق شريان الشمال كان بفكرة ابنائها ومساهماتهم من داخل وخارج السودان .. فحتي المدارس معظمها تبني بجهدهم الذاتي والشعبي، وكذلك المشافي .. كانوا ومازالوا يستجيبون لكل نداءات الوطن
نعم هؤلاء هم اهل الشمال الذين يعشقون الزراعة والارض فاذا ماتوفرت لهم كل معينات الزراعة لكانت هي فقط توفر قمح السودان وذلك بحكم مناخها الشتوي الذي يتيح لها زراعة آمنة للقمح وكذلك محصول الفول المصري الذي يحتاج الي شتاء كشتاء الولاية الشمالية
فالزراعة كما هو معروف فقد ارتفعت تكلفة انتاجها فكسر تكلفة الانتاج تكون بزيادة الانتاج والانتاجية وزيادة الانتاج والانتاجية تتم بتوفير معينات الزراعة بطرق ميسرة .. فكيف اذا ارتفعت فاتورة كهربتها؟
الآن عادت المتاريس بالشمالية بعد التراجع من تعرفة الكهرباء بتعرفة اخري عالية .. عادت المتاريس مطالبة بالتراجع عن التعرفة التي ستؤدي الي انهيار الزراعة في وقت تحتاج فيه البلاد الي زيادة الانتاج وتوسبع الرقعة الزراعية بشقيها “الزراعي والحيواني”
فالسؤال الذي يفرض نفسه لماذا التراجع عن تعرفة الكهرباء التي تمت اجازتها وتم بموجبها تجميد التعرفة التي بسببها اغلق شارع الشمال لتعود التروس مرة آخري
نتمني ان يتم التراجع الفوري عن القرار خاصة وان هنالك توجيهات قد صدرت امس في اجتماع مجلس السيادة الانتقالي بمعالجة السبب الاساسي للاحتجاجات بطريق شريان الشمال والمتمثلة في زيادة تعرفة الكهرباء للمشاريع الزراعية كما اشار اجتماع المجلس الي اهمية الطرق القومية وانعكاسات اغلاقها وتأثير ذلك علي الاقتصاد الوطني ومدي تضرر المواطنين من جراء ذلك
نتمني ان تتم المعالجة باسرع وقت حتي يعود طريق بوابة الشمال كما كان وبالتالي ينعكس ذلك على العمل الاقتصادي والزراعي
يجب ان يراعي ايضآ ان شعبنا صبر في ظل الراهن الاقتصادي الذي انعكس على كل ضروب الحياة وعاد الي اذهاننا سنة ستة وعام الرمادة
واخيرآ نشكر مجلس السيادة الانتقالي على هذه التوجيهات

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى