مقالات

معا من أجل بناء ثقافة صحة وسلامة مستدامة لعمالنا .. بقلم د. دفع الله عبد القادر مختار

معا من أجل بناء ثقافة صحة وسلامة مستدامة لعمالنا
بقلم الدكتور دفع الله عبد القادر مختار إسماعیل
عميدكلیة الصحة العامة وصحة البیئة
جامعة الإمام المھدي

*سیتم الاحتفال بالیوم العالمي للسلامة والصحة المھنیة في ھذا العام 2022 في 28 أبریل وموضوع
الاحتفالیة ھذا العام “بناء ثقافة سلامة وصحة إیجابیة في المجتمع”.
ومن الملاحظ أن منظمة العمل الدولیة ھذا العام اختارت موضوع الاحتفال بعنایة وجعلت بناء ثقافة
الصحة والسلامة ھدف لھا , وكلمة الثقافة ھي نفسھا متعددة المعاني تعریفا ,مما یعمق المفھوم نفسھ ,
كما یقولون ” وجود أكثر من معني للكلمة من دلالات أھمیتھا .
ً يتراوح بين “السلوك المثقف” إلى “ا￾￾فكار في
من تلك التعريفات للثقافة ” تعريفا
العقل”، إلى “التركيب المنطقي”، الخ. إ￾￾ أن التعريف المفضل عند بعضهم هو أن

الثقافة “عملية تجريدية”، أي “تجريد مستخلص من السلوك” ولكنها ليست سلوكا
إذن یمكننا أن نشیر إلي أن ثقافة الصحة والسلامة المھنیة نعني بھا : العملیات والأنشطة المترابطة
والمستمرة التي تسعي بھا إلي التخلص من الأفكار والسلوكیات الخاطئة التي تتعلق بصحة العمال.
ومفھوم ثقافة الصحة ولسلامة المھنیة یتمدد لیشمل كل السلوكیات التي تتعلق بالعمل وعلاقة ھذه
السلوكیات بمسألة الإصابات والأمراض المتعلقة بالعمل.
ثقافة الصحة والسلامة المھنیة تعزز صحة العاملین وتدفعھم بشكل أساسي علي المحافظة علي صحتھم
من خلال تدعیم السلوك الایجابي الذي یرفع الكفاءة الصحیة الخاصة لھم.
ومن أھم أھداف ثقافة الصحة والسلامة المھنیة : السعي نحو تغییر المفاھیم الخاطئة الراسخة في ذھن
بعض العمال وأرباب العمل فیما یتعلق بالصحة والسلامة المھنیة, أیضا محاولة التشجیع أن تكون
الصحة والسلامة من الغایات المرجوة للعاملین وبالإضافة إلي ما تقدم محاربة السلوكیات الخاطئة التي
تفاقم الوضع الصحي في بیئة العمل فتؤدي الي انتشار الأمراض المھنیة وإصابات العمل.
وفي ھذه العجالة ندعو مشاركة الجمیع في نشر الوعي بقضایا الصحة والسلامة المھنیة علي كل
المستویات , الدولة , أصحاب العمل ,بین العمال ,مستوي الأسر والمجتمع ككل.
والسؤال المتبادر إلي الذھن ما ھي الوسائل التي من خلالھا یمكننا بناء ثقافة الصحة والسلامة المھنیة ؟
الكلام متشعب لكن من أھم تلك الوسائل التركیز علي الثقافة الخاصة بالفرد (العامل) ,واذكر كانت من
أنشطة إدارات الصحة المھنیة بوزارة الصحة نشاط مھم جدا یسمي ” الإرشاد الفردي ” وھذا النشاط
یقوم بھ كل أعضاء فریق الصحة المھنیة (مفتش صحة بیئة العمل , طبیب الصحة المھنیة ,مھندس
التصحیح المھني ,الأخصائي الاجتماعي , اختصاصي التغذیة…..الخ حیث یمر العامل علیھم إثناء
الكشوفات الطبیة الدوریة التي تجري لھم وحینھا تقدم لھم نصائح تعزز من ثقافتھم الصحیة لدرء
المخاطر والأمراض التي یتعرضون لھا في بیئة عملھم
ویمكن استخدام الوسائل المرئیة والمسموعة عبر الرادیو والوسائل المكتوبة كاللوحات الإرشادیة
والمعارض وغیرھا.
قضایا الصحة والسلامة المھنیة في بلادنا متشعبة ولكن رسائلنا إلي الدولة أن تعطي مزید من الاھتمام
لھذا القطاع وتتمثل مشاكلھ في : وقایة كل العاملین من المخاطر المھنیة ,وعلاج من یصاب منھم ,
والتعویض المستحق لمن تعرض لأحداث مھنیة وأیضا الرفاه الاجتماعي لجمیع العمال. ومسؤولیة
الدولة ھنا تتضمن تنظیم القوانین واللوائح وتوفیر معینات العمل للمختصین في مجالات الصحة
والسلامة المھنیة. وتضمین الصحة والسلامة المھنیة في المناھج باحترافیة تعزز ثقافة المجتمع بتلك
القضایا.
ومن المھم جدا أن یقوم أرباب العمل بواجباتھم تجاه قضایا الصحة والسلامة المھنیة من حیث وضع
السیاسات مع مشاركة العمال في برنامج الصحة والسلامة المھنیة وتوفیر إجراءات الصحة والسلامة
المھنیة والتأكد من وجود إدارات صحة وسلامة أو مختصین بأماكن عملھم وتكوین لجنة الصحة
والسلامة والعیادة الطبیة وتوفیر معدات الحمایة الشخصیة وغیرھا من المطلوبات….
المختصون بالصحة والسلامة المھنیة بمختلف مشاربھم (مفتشو الصحة العامة والصحة المھنیة ,الأطباء
,المھندسون وغیرھم من المھتمین )علیھم عبئ كبیر ,ھناك مشاكل متشعبة بما یختص بالقوانین المنظمة
للصحة والسلامة المھنیة تجدھا متفرقة بین الوزارات أو الإدارات في الوزارة الواحدة ,وزارة القوي
العاملة , وزارة الصحة ,التعدین ,البیئة ,المواصفات …..الخ فیجب توحید الجھود فیما یختص بتفتیش
بیئة العمل والسعي إلي جودة الكشوفات الطبیة المطلوبة حسب التعرض للمخاطر.
من المھم جدا أن یھتم العامل بسلامتھ وصحتھ المھنیة ومن المطلوبات أن یكون العامل مدرك بالمخاطر
المھنیة التي یتعرض لھا في عملھ ویكون متدرب جیدا علي أداء مھمتھ ویجب أن یتعرف علي حقوقھ
وواجباتھ جیدا ویستخدم بحرفیة أدوات الحمایة الشخصیة الموفرة لھ , ومعلوم أن مھارة العامل والتزامھ
بالموجھات تقلل تعرضھ للأحداث المھنیة في بیئة عملھ.
مع تھانینا لكل عمال بلادي بالیوم العالمي للسلامة والصحة المھنیة ونتعشم أن ینعمون بصحة وسلامة
مستدامة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى