أعمدة

الطيب المكابرابي يكتب في (موازنات) .. حوار السودان حوار الطرشان

بالامس وانا في قاهرة المعز كنت اتابع بدايات وانطلاقة مايسمونه بالحوار السوداني الذي ترعاه الامم المتحدة والايقاد والاتحاد الافريقي بغية الوصول الى رؤية مشتركة تدار بها البلاد في فترة انتقالية يتم الاتفاق عليها من خلال ذلك الحوار..
منذ الوهلة الأولى ومن قبل ان يلتئم الجمع بادرت احزاب وكيانات باصدار بيانات استباقية الغرض من بعضها تثبيت مواقف ووضع شروط مسبقة وغرض الاخر وضع المتاريس والعراقيل أمام عربة الحوار كيلا تنطلق كمايراد…
البيانات الاستباقية إتى بعضها اكله في اليوم التالي (يوم بداية الحوار) حيث اصدرت الأحزاب والكيانات ذات المواقف المائعة بيانات تسير في اتجاه عرقلة الحوار وتتبرا من هذا الحوار وتلك مواقف مشهودة ومعلومة بل مؤكد وجودها عند من اعتادوا اتخاذ مواقفهم بناء على مواقف اخرين وبعد معرفة إتجاه الرياح..
هذا الحوار وبحسب فهمنا هو حوار سوداني برعاية اخرين..اي ان المتحاورين هم ابناء السودان ويديرون حوارا حول قضايا لابد من وجود حلول لها حتى تمضي البلاد الى الامام…
هو حوار حول من يحكم البلاد بوجهة نظر من يقولون لن يحكمنا العسكر وحوار حول كيف يحكم السودان من وجهة نظر من يقولون (مدنيااااو) وحوار حول النظام الذي يجب ان يسود والى اي مدى يجب ان تطول أو تقصر فترة الانتقال ومن يديرها وكيف؟؟؟
هذه النقاط لا نظنها تتطلب اتخاذ مواقف مسبقة والقول بان الحوار لن يصلح مع فلان أو علان ويتعللون بان من يحكم الان لا فائدة من الحوار معه وقد فعل وفعل في وقت ما ..
الحوار المطلوب والذي تتعقد جلساته ليس حوارا مع برهان أو الجيش وليس حوارا مع الحركات المسلحة التي دخلت القصر باتفاق سلام وليس مع احزاب تناوبت حكم هذا البلد وفشلت ايما فشل في تحقيق اي شئ بل تركت هذا البلد موصوما بمالايستحقه من صفات العجز والخمول وقلة الحيلة وكثرة الشقاق…
الحوار المطلوب والذي يجب ان يكون بأمر المتحاورين هو حوار حول مستقبل هذا البلد حكما واقتصادا و جيشا وعلاقات جوار وإن يصر المتحاورون فيه ان كانوا جادين على وضع كل المخرجات المتفق عليها موضع التنفيذ وفي مدى زمني محدد يتفق عليه ويضمنه الرعاة الدوليون..

أما ان يقف البعض بعيدا ويدعي ان هذا الحوار غير مجد وغير مفيد فاننا لانرى فيهم إلا معرقلين ومعوقين للمسار الديمقراطي الذي اساسه الحوار ولانراهم الامتهربين من التزامات قد يقرها الحوار ولن يصمدوا ازاءها ان اقرها وهي الانتخابات ولذلك يلجاون الى العرقلة وتسفيه الحوار والمتحاورين وتلك مقدمة للانقضاض على المخرجات ووصفها بما يحلو لهم من الصفات.
نتمنى ان تكون الالية الثلاثية وغالبية الشعب السوداني الذي اكتوى بنيران هذه الاختلافات ..نتمنى ان يكونوا قد علموا جيدا من المعرقل ومن الذي يحارب ادوات الديمقراطية ويصر على ان يكون دكتاتورا حاكما وصاحب كلمة لا يخالفه فيها احد وإن تتخذ الالية بل المجتمع الدولي تحاهه مايستحق من العقاب ليعتبر به اخرون من هواة السياسة في هذا البلد المضام.

وكان الله في عون الجميع

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى