أعمدة

صلاح حبيب بكتب في (ولنا رأي.. هل باع حمدوك الحرية والتغيير ام حكم العقل؟!!

عاد الدكتور عبدالله حمدوك إلى منصبه رئيسا للوزراء بعد القرارات التي اتخذها الفريق البرهان القائد العام للقوات المسلحة في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، أن عودة الدكتور حمدوك يعتبرها البعض بأنها خيانة للحرية والتغيير الذي أتت به للمنصب، ولكن الفريق البرهان في خطاباته وأحاديثه للفضائيات بأنه نظف الملعب للدكتور حمدوك الذي لم يستطيع اللعب بسبب الحرية التغيير والوصايا المفروض عليه، أن الاتفاق الذي وقع بين الطرفين يؤكد أن الفترة المتبقية من عمر الانتقالية لابد أن تمضي مهما كلفتهم الظروف وهذا يؤكد أن المساحة التي كان يتحرك فيها الدكتور حمدوك لن تمكنه من أحرز اي هدف حتى لو (ضربة جزاء) ، لذلك الاتفاق الذي تم والمساحة التي منحها له البرهان جعلته يتحرك بكل حرية ولم يلتفت إلى شتائم الحرية والتغيير فبدأ في تنفيذ خطة لعبه للمرحلة القادمة طالما العسكر هيا له الميدان للتحرك فيه بكل حرية، اما الحرية والتغيير أو الأحزاب التي لم يعجبها الاتفاق وظلت في دعوات مستمرة لمليونيات كل فترة لا أظنها ستغير في المشهد ولا أظن سيعرها حمدوك أدنى اهتمام طالما بدأ ممسكا بزمام الأمر للعبور بالمرحلة إلى غاياتها، لذلك على الحرية والتغيير الذين يرفضون الاتفاق عليهم العمل بسياسة الأمر الواقع وان يوجهوا تلك الجماهير إلى عملية البناء والإصلاح وإعادة ماتم تخريبه خلال المليونيات السابقة، فالحكومة أصبحت عبارة عن كوشة ولا أعتقد أن الثوار الذين قاموا بالثورة العظيمة سيعجبهم الحال الذي نحن عليه الآن، خاصة وأن الاحتفال بالعيد الثالث للثورة لم تتبق له إلا أيام قليلة.. فعليهم أن يعملوا عملا يحسب لهم بدلا من التظاهر الذي لم يقدم أو يغير من موقف المكون العسكري، أن الفريق البرهان لن يتراجع مما قام به إلا في حالة انقلاب عليه وهذا غير وارد ولا أظن الذين يطالبون بالمدينة سيرضون بالانقلاب العسكري، لذلك لابد أن يعمل الجميع مع بعضهم البعض لتجاوز الخلافات والصراعات التي اخرتنا من العبور بتلك الثورة العظيمة إلى أهدافها ومراميها ، أن الدكتور عبد الله حمدوك لم يخن العهد مع الحرية التغيير بل هو جزء منهم، ويعمل من أجل إرساء دعائم الثورة اما الذين يريدون له تغيير مواقفه بعد الاتفاق مع البرهان فهذا غير متوقع والعسكر لن يسمحوا بذلك، فدعونا نتحمل ما تبقى من فترة لنستعد للانتخابات القادمة التي ستأتي بالتأكيد بمن يريدهم الشعب، فالدكتور حمدوك وما قدمه خلال الفترة الماضية من مكاسب للسودان اولا إلقاء الديون، ورفع اسمه من قائمة الإرهاب والحصار الاقتصادي، فتلك مهام لن تستطيع اي قوي أن تحققها خلال فترة وجيزة فعلينا أن نعض على تلك المكاسب بالنواجز.. وعلينا المضي للإمام لتحقيق بقية المكاسب الأخرى، بدلا من الخلافات التي لم تحقق لنا انتصارا واحدا ولو في كرة القدم التي فقدنا فيها سمعة السودان الطيبة في كل المحافل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى