أعمدة

ويبقي الود إنه ضابط عبقري ملهم الدكتور عمر كابو

 

صاحب فطرة إنسانية وملكة إبداعية وروح وثابة واعتداد بالغ بعسكريته ((الشطة)) اعتداد قل أن تجد له نظيراً٠
عسكريته الفذة هذه منحته طاقة جبارة خلاقة مكنته من إنجاز تلك الطفرة المعمارية الهائلة للقوات المسلحة٠
إنه الفريق الأول مهندس عبدالرحيم محمد حسين ثراء من العطاء يلهم الدرس وانجازات خارقة عظيمة أتعب بها من يأتي بعده٠
زيارة خاطفة لشارع القيادة تجد نفسك أمام إبداع فني من الدرجة الأولي لمهندس فنان اسمه عبدالرحيم محمد حسين حيث أبراج القيادة العامة تقف شاهقة شاهدة علي عبقرية الرجل وسحره وقدرته علي الإنجاز قدرة تستوجب التأمل٠
هو نفسه عبدالرحيم محمد حسين الذي أنجز أبراج المهندسين بأم درمان وهو نفسه الذي شاد عشرات المطارات ومئات القاعات وهو نفسه الذي أشرف علي مشروع تطوير وتأهيل الضباط وتدريبهم خارج وداخل البلاد٠وهو نفسه الرجل الذي بني أبراج الضباط في كل ولاية ومدينة٠٠ ومن ثم توجه بإرادة صلبة لتطوير السلاح الجوي صناعة للطائرات ومخازنها وآلياتها وصيانتها والسلاح البحري قوارب متطورة٠
وحين انتخبته القيادة والياً للخرطوم بذل جهداً مقدراً فيها صيانة للطرق وتطويراً لمواصلاتها ومشافيها ومدارسها وقراها وخدماتها الضرورية٠٠٠
تسترجع الذاكرة الزمن القريب أنه ذات جمعة قدمنا لمنزله لمناقشة بعض القضايا الطارئة في الحي فأسرع إلي استقبالنا في حفاوة تدل علي نبله وكرمه ومعدنه الطيب رغم أنه لايعرف أحداً منا معرفة شخصية بل توسل عدم الإستماع إلينا إلا بعد أن نتناول معه طعام الإفطار لنخرج بعدها وقد استجاب لكل مطالبنا بلا استثناء٠
نعم فالرجل كلما اقتربت منه تكتشف أنه صاحب نفس موطأة الأكناف شفيفة ربما غيبت تلك الصفات عن قسماته انضباط العسكرية وصرامة (الكاكي) ورهق المسؤولية٠
نفس شفيفة تتغني من هدير الموج وخرير الماء وحفيف الشجر وتغريد الطيور٠
عبدالرحيم وطني غيور سهر الليالي الطوال تأميناً لتراب الوطن ودفاعاً عن حياضه فكأني به يناجيه كما ناجاه الشاعر أبو قرون عبدالله أبوقرون في رائعته:((عَزة وعِزة)):
ياعزة قومي ماتسمعي
الهمس البقول يا أمة نومي
واستيقظي وفكي الحصار
واتوشحي الأمجاد إزار
٠٠٠٠٠
سرب إلي جوانحي بعضاً من السرور لم أستطع كتمانه بعد أن انطلقت دعوات صادقة نبيلة تلتمس الاحتشاد والتداعي يوم٢٤ أكتوبر الجاري وقفة وفاء لهذا الفارس الشامخ الذي استطاع أن يختط لنفسه مجداً خاصاً: ضابطاً عظيماً ومهندساً فذاً هندسة بشقيها العقلي والحسي٠
فما حدث له في هذه الحياة من أحداث جسام وما عاناه من مشكلات وصعاب استطاع أن يتغلب عليها ويقهرها بارادته القوية واصراره علي تحقيق غاية الأهداف٠
آن الأوان أن تنتبه قواتنا المسلحة إلي أن تاريخها الباذخ وسيرتها العطرة وكبرياءها الواثق يفرض عليها ألا تركن لإذلال قياداتها تنفيذاً لأجندة الأجنبي أكثر من ذلك٠
فمثل البشير وبكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين وصديق عامر يجب أن يكرموا لا أن يحبسوا حيث لايليق ذاك بكرامة القوات المسلحة السودانية التي علمت الشعوب معني الوفاء لرجالها وقياداتها وكبارها٠
أطلقوا سراح عبدالرحيم وأخوانه تقديراً لمسيرتهم وبصمتهم التي لا تخطئها عين٠

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى