أعمدة

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي (قيد في الأحوال) .. إلى أمريكا ودول الترويكا : “إنتوا كُلُّكُم عليّا ليييه؟؟!

أعلن المبعوث الأممي “فولكر بيرتس” قبل أسبوعين ، عن توصُّل الفصائل السياسية السودانية إلى تفاهم مشترك بشأن تشكيل حكومة مدنية إنتقالية ، وإجراء إنتخابات عامة في غضون عامين، وذلك على خلفية مبادرة نقابة المحامين التي ترفضها العديد من التيارات السياسية، من معظم الأحزاب اليمينية ، والحزب الشيوعي ، وحزب البعث، إلى جانب رفض الشارع ولجان المقاومة ، الذي ظهر جلياً في مسيرات يومي 21 و 25 أكتوبر ، الأمر الذي جعل مشروع التسوية يتضاءل، وخاصةً من قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” التي عرفت ” قدر نفسها” ، حين أكدت المسيرتان استمرارهما في رفع شعار “اللاءات الثلاث”. وزاد الموقف تعقيداً إنحياز المجتمع الدولي لمبادرة نقابة المحامين بإصداره بيان من الإتحاد الأوربي ، وكندا ، وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية وأسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، أهم مقتطفات ذلك البيان ، قال ( نعتقد أنّ مبادرة نقابة المحامين السودانيين، تمثل إطاراً ذا مصداقية وشمولية لقيادة المفاوضات، ونلاحظ أنها حظيت بأوسع دعم من أي مبادرة حتى الآن)!

ومن بيان المجتمع الدولي أعلاه وضح جلياً للسواد الأعظم من الشعب السوداني ، أنّ هذه الدول قد انحازت تماماً لمكون سياسي دون الآخرين ! ، وأنها مع هذه التسوية التي لا تعيد أي قوى سياسية مرفوضة لها ، وبهذا الإصرار يري المراقبون أنّ القرار السياسي السوداني أصبح مرهون بيد المجتمع الدولي بنسبة 100٪ ، والدليل على ذلك، ورغم رفض الشارع له أمس ، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بأنّ” بلادها مستعدة لاستخدام جميع الأدوات المتاحة ضد الذين يسعون إلى عرقلة التحول الديمقراطى” ، وذلك بالضغط على الطرفين “الثنائيين” بالموافقة، علي نهج المثل السوداني (دُق القراف ، خلِّ الجمل يخاف) !، وعلى الفور أطلقت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعوتها باستعداد وكالتها لتوسيع الدعم ” توسعة” يعني !… وكأن السيدة “سامانثا باور” مديرة الوكالة، تقول للشعب السوداني “التسوية مقابل الغذاء “، وتنسى “المغبّية” أنّ الشعب السوداني هو صاحب المقولة المشهورة :(المشتهي الحنيطير يطير) في عِفّته وعدم لَيْ يده وإذلاله ، مقابل إطعامه حتى (ولو بات القَوَيَ)!، وما “هُوْ بايت”!

والغرب أتى.. والشرق أتى.. تتقدمهم أمريكا، وأوروبا، ودول الترويكا ، وبعض الدول الشقيقة ، التي لم تعرف في تاريخها للديمقراطية “هَوَي”!!… كل هذه الدول متفرغة تماماً هذه الأيام، للضغط بالموافقة على التسوية . وكأني أشهد مشهد “شاهد ما شافش حاجة”! و”عادل إمام” داخل المحكمة ، عندما يرعبه مشهد حضرات القضاة والمستشارين، ويطلقها صيحة :(إنتوا كُلُّكم عليّا لييييه؟؟؟! …….. ده انا غلباااان)… ويبكي، وينتحب… حتى “هاتولوا كوكاكولا” هدّأت من روعه !!!

لكن الشعب السوداني هنا، في عاصمة اللاءات الثلاث ، يقول وبحرقة شديدة.. وقد قالها أمس شبابه العاري الصدور بكل شجاعة وبسالة : (إنتوا كُلُّكُم عليّا لييه؟؟! ……لكن… ده انا السودااان ! )

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
26 أكتوبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى