تقارير

تشكيلات عسكرية تجرد التظاهرات من السلمية

أصدرت قوات الشرطة بيانا حول أحداث 25 أكتوبر، وما جرى خلال التظاهرات في الخرطوم، والخرطوم بحري، وأمدرمان. وقالت الشرطة أنها تعاملت مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب، وتحمل أعلام بألوان (أحمر – أصفر – أسود – أزرق)، وشعارات تدعو للعنف بزي موحد لكل مجموعة (فنايل – خوز – كمامات قفازات – نظارات)، ويحملون أدوات كسر وقطع وتتبعهم دراجات نارية مجهولة.
وقالت الشرطة أن المجموعات مسلحة تسليحا كاملا وموحدا بالدرق والغاز والملتوف والخوازيق المصنعة وشنط جراية في الخلف. وهناك من يوجهون قادة الجماعات ويصدرون التعليمات للمجموعات بأسلوب الكر والفر، وقطع الطرق والإعتداء على المواقع العسكرية بصورة متكررة داخل حرم المنطقة العسكرية.
وأكدت الشرطة أن ما ذكر يدل على أن هناك متظاهرين غير مدنيين، ويؤكد ذلك خلو المواكب من الأعلام والشعارات الحزبية والسلمية، مع غياب الذين دعوا للحراك لتحمل المسؤولية، وإصرار المتفلتين على التدمير والتخريب، يدل على المؤامرة وإنتمائهم لجماعات وتنظيمات غير مشروعة، لا تريد الإعلان عن نفسها. وقالت الشرطة أن ماحدث في مواكب 25 أكتوبر يؤكد وجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلتة وخلايا نائمة تستخدم السلاح الأبيض والناري، وعبوات ناسفة تستهدف أمن العاصمة تحت تأثير المخدر والمواد السامة، فوجدت ضالتها في المواكب وتعمل لتحقيق أهدافها تحت غطاء سياسي.
وقال البيان أن هذه المعلومات تؤكدها السجلات الجنائية للجرائم والمضبوطات خلال العام الماضي، وهو واقع بشهادة الجميع، وعلى مرأى ومسمع المنظمات الإقليمية والدولية وممثلي دول العالم. وناشدت الشرطة قادة الحراك بتحديد موقفهم من هؤلاء الذين يدعمون التفلت والخراب وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن، وبين الإحتجاج السلمي والتنظيم الحزبي المشروع للمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار، كما ناشدت وزارة العدل والجهاز التشريعي بفرض إجراءات إستثنائية لتمكنهم من مواجهة تلك الجماعات لحسم الفوضى وردع وتقديم الجناة للعدالة الناجزة والمحاكمات الإيجازية، في مواجهة الجرائم ضد الدولة وحيازة الأسلحة والمخدرات وإيواء المتفلتين، لبسط هيبة الدولة وإحكام سيادة القانون حفاظاً على أمن الوطن والمواطن.
وخلال التظاهرات التي إنتظمت في العاصمة يوم 25 أكتوبر تعرض العشرات من المتظاهرين لإصابات، كما تعرض أيضا أفراد الشرطة لإصابات بعضها خطيرة. ونشر موقع قوات الشرطة على الفيسبوك صورا لوزير الداخلية الفريق أول شرطة (حقوقي) عنان حامد محمد عمر وهو يتفقد المصابين من القوات الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات، مما يؤكد فرضية وجود غناصر مسلحة وسط المتظاهرين.
من جانبه قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي محمد سعيد أن بيان الشرطة كشف عن وجود قوات مدربة وسط المتظاهرين في شكل تشكيلات عسكرية، وهذا يؤكد إنعدام السلمية التي يتحدث عنها بعض الساسة. وقال محمد أن التشكيلات العسكرية ستقود إلى مواجهات مسلحة أشبه بحرب المدن والشوارع، التى ظهرت في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وهو نموذج يمضي بالبلاد إلى مربع الحرب الأهلية والإنفلات الأمني الكامل.
وقال محمد أنه يجب الإنتباه للخلايا العسكرية التي تغري الجماعات الإرهابية بالعودة إلى السودان وتفعيل نشاطها، مستغلة التظاهرات المسلحة كغطاء لتنفيذ عمليات إرهابية في السودان وبقية دول الجوار. ولم يستبعد محمد وجود طرف ثالث له إرتباط بجهات خارجية ويسعى لتأسيس قوة مختلفة تخطط لنقل المواجهات إلى مربع مشتعل عنوانه الشراسة والإغتيالات والدماء.
وقال محمد أن بعض التنظيمات مثل غاضبون بلا حدود والفيالق الحمراء وملوك الإشتباك جردت التظاهرات من مصطلح (السلمية)، لأن بعضهم تلقى تدريبات عسكرية وأمنية مكثفة، ظهرت خلال تحركاتهم في المواكب، مشيرا إلى أن بعض هذه التنظيمات أعلن عن نفسه صراحة خلال كثير من التظاهرات، التي ظهر فيها عنف المتظاهرين بصورة واضحة. وأكد محمد أن بعض الأعضاء بهذه التنظيمات يمكن أن يشكل خطورة كبرى على أمن البلاد، إن تم تدريبهم بواسطة جماعات إرهابية، تنظر بعيون مفتوحة لما يدور في السودان الآن، وتنتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض وتوجيه الضربات المدمرة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى