أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) الجرعة الثانية في الحارة التاسعة .

جزى الله صديقنا وأخانا وزميل الدراسة والصبا الباكر ، رجل الأعمال الفاتح عبودة ، ورحم الله والده الراحل ، العم محمد علي عبودة ، وقد كان إبنه الفاتح نموذجاً للبر ، نموذجاً للإبن الصالح ، فقد قدم خدمة جليلة وعظيمة ، لأبناء الحارة التاسعة ، في مدينة الثورة ، بإنشاء وتشييد مركز صحي حديث على روح والده رحمه الله ، وهي الحارة التي إنتقلت إليها الأسرة من الحارة الأولى ، التي جمعنا فيها الجوار .
المناسبة .. المناسبة هي أن مركز عبودة في الحارة التاسعة ، هو أحد المراكز التي تم الإعلان عن توفّر الجرعة الثانية من لقاح الكورونا ، خاصة لقاح إسترازينكا ، وقد سعدت مع كثيرين تلقوا الجرعة الأولى من هذا اللقاح ، وظلوا في إنتظار الجرعة الثانية ، شهوراً عدداً ، وإذا قدّمت نفسي نموذجاً لمن تلقوا الجرعة الأولى ، فقد ظللت أنتظر ثلاثة أشهر كاملة لأتلقى الجرعة الثانية والمكملة للتطعيم ، حتى أنني وبصراحة فقدت الأمل في إكمال التطعيم ، إلى أن أعلنت وزارة الصحة مؤخراً هذا الخبر السعيد .
اللقاحات الخاصة بالكورونا أو الكوفيد 19 تصل إلينا من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين ، وروسيا ، وهذه لست متأكداً منها ؛ لكن المدهش والمثير للعجب والغضب معاً ، إنك تصل إلى مراكز التطعيم ، فتجد الخبرة السُّودانيّة الموروثة والمتوارثة جيلاً عن جيل ، في إنتظارك ، فتارة لا تجد الموظفة المكلفة بالتسجيل ، وتارة تجد من يقوم بالتحكم في عمليات الدخول إلى غرفة التطعيم ، وتارة تجد من يطلب منك العودة غداً ، وهكذا .
لكن الدهشة الأكبر تكون عندما تعرف إن وزارة الصحة السُّودانيّة ، أعلنت بأن نسبة التطعيم لم تتجاوز نسبة الواحد في المائة ، لأن مثل هذا الإعتراف يقود إلى سؤال بسيط ، وهو أين تذهب اللقاحات التي وصلت إلينا من الخارج ، وهي لقاحات لا يمكن بيعها ولا يقبل بها غير الذين يحتاجونها .
بعض الخبراء يقولون إن هناك بعض الفشل قد صاحب عملية التطعيم ، بسبب القصور الكبير من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الصحة ، في الصرف على برامج التثقيف الصحي ، وهي من المفترض أن تصاحب هذا المشروع العظيم ، خاصة وإن هذه اللقاحات تواجه حملة ضارة وسالبة ، تتلخص في أن هذه لديها آثار جانبية صحية خطيرة ، تنقل المرض ولا تحمي منه .
نذكر تماماً حملات التطعيم ضد شلل الأطفال ، خلال العقود والسنوات الماضية ، وكيف كانت تنجح بتضافر الجهود ، وتكامل الأدوار بين وزارة الصحة الإتحادية ووزارات الصحة والولائية ، بالتعاون مع وزارة الإعلام وكل الأجهزة الإعلامية المسموعة والمرئية والصحف ، وإعلام المحليات المتحرك في المدن والأحياء والقرى ، ولكن يبدو أن الذي يأتي دائماً لا يقرأ كتاب الذين سبقوه ، فيدفع المواطن المسكين الثمن .
على كل ، لم يفت الكثير ، ويمكن معالجة القصور ، إذا ما أحسنا إدارة الوقت ، حتى نكمل العمل كله بصورته المطلوبة ، وحتى لا تفسد اللقاحات وتنتهي فترة صلاحيتها .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى