أعمدة

ام اسماعيل تكتب في (بالدارجي كدا).. بيوت الطين والأنين .. وجرعة حزن شاعر الدوبيت

المناقل وكل البوادي ادمعت قلوبنا بعد أن جفت محاجر العين من الدموع ، الشعب في كل مكان كلامة ممزوج بالأنين … ودهشتني كلمات الشاعر برعي حماد شاعر الدوبيت وصاحب موسيقى الشعر المنظمة واليوم هربت القوافي ألماً مع المنكوبين وهو يكتب اليوم بعيدا عن القوافي سارداً الكلمات وبالدارجي كدا بدل القوافي نثر مكتوب وقال الشاعر / برعي حماد كلمات بدلاً عن القوافي : (……..*جرعة حزن*
الحنين إلى البيوت التي ذابت كالسكر في القهوة ، لا مرد لقضاء الله فالحمدلله على كل حال
بعد أن كنا في أمن وأمان شاربين آكليين ساكنين و مطمئنين
كانت كل عين تبصرنا ترى فينا الراحة والسعادة والبساطة
إلا أننا للأمانة في بعض الأحيان نتضجر من ظروفنا وتضيق صدورنا ولكن ما إن أتينا إلى الوسادة ذهبت عنا كل المشاعر السالبة و أكتظت قلوبنا بالأمل و الإيجابية والفرج القريب
لم نكن ذات يوم نتوقع أن تتغير كل الاشياء من حولنا في لحظة هكذا …. !!
تأتي الأمطار وتجيء السيول مهرولة نحونا ليلاً فلا تدع بيتاً إلا غمرته من كل النواحي حصاراً ليس بعده حصار فما يكون لها إلا أن تقول له إخضع وانهار فينهار كالشيخ الكبير الذي أردته السنين دون إرادته فيصبح مغلوباً على أمره أمام الايام بعد أن كان قوياً ولا ترهقه الظروف يصبح كل ماضيه ذكرى يتجرع كأساتها مراراً وتكرارا
الامطار والسيول إرتفع منسوبها كثيراً كثيرا بدموع الأمهات والاخوات والخالات والعمات
إرتفاعاً كبيرا مما ولدت في دواخلنا نحن الرجال شعور أليم جداً جداً شعور المغلوب عليه وأهله ينتظرونه
اصبحنا كالعصفور الكسير نرى الكثير ولكن العين بصيرة والايدي اثيره لا نستطيع أن نساعد احد كما ينبغي ولكن نحاول ونحاول ونحاول حتى ننسى أنفسنا من شدة التركيز على كسر غيرنا
لله ما اعطى واخذ فالحمدلله حمداً يبلغنا عفوه و رضاه
هذا العام لن ننساه أبداً فلقد تعلمنا فيه الكثير
عام 2022 عام حزين جداً فيه ما فيه من الدموع
الان فقدنا كل شيء
فقدنا الفراش والغطاء والشراب والغذاء والاساس والكساء
وجميع ما نملك من بعير وسيارات وما دون ذلك حتى البيوت تلاشت كالضباب كانها ما كانت ذات يوم هنا
لا بقاء في هذه الدنيا
إن البقاء لله وحده لا شريك له
هذا درس عظيم عسى ولعل أن يكفر به ربنا سيئاتنا ويكرمنا من فضله بالخير والعافية والسرور
ويزيل بصبرنا ظلام وضيق القبور ويحشرنا الجنة ذمرا يوم النشور
تعرف الرجال بالمواقف الان عرفونا أهلنا على حقيقتنا هل هربنا منهم أم وقفنا معهم
وكذلك نحن عرفنا اصدقائنا وعرفنا المنظمات الخيرية التي تقف مع الناس وعرفنا الحكومة على حقيقتها
لكل زمان رجاله فالعجب العجيب كان من قوات الدعم السريع
أرسلت قوافل ضخمة إلى كل مناطق المتضررين في شتى ربوع الوطن فلقد شاهدناها تجري بأيديها وأرجلها من اجلنا
في وقت قصير رغم صعوبة الطريقة وصلتنا تحمل كل ما نحتاجه
والله شاهدناها لذلك شهدنا لها والله خير الشاهدين
حقيقة من لا يشكر الناس لا يشكر الله
والله نعجز عن الشكر ولكن بلسان المتضررين شكراً جزيلاً جميلاً لكل شخص ساهم ولو بالقليل
ايضا كل الشكر والتقدير والاحترام
لدولة الإمارات العربية
فلقد ارسل لنا طائرات مليئة بالضروريات من الغذاء وغيره
شكراً إلى ما لا نهاية شكراً وشكراً وشكراً وشكراً وشكرا
صراحةً لم نكن نظن انها سوف تأتي إلينا مساعدة من اي جهة
تملكنا الخوف من المجهول نفذ صبرنا جميعاً ولكن تركنا الأمر لله و توكلنا على الله
وحقاً من يتوكل على الله يرزقه الله من حيث لا يحتسب
ختاماً لا تأمن الدنيا
فنحن ما كان لدينا هم ولا غم ولا كان ينتابنا شعور مخيف
ولكن المستقبل ليس له ضمان
اليوم نشتهي أن ننام نوماً عميق
في تلك البيوت ونستيقظ باكراً نصلي فيها احيانا ودائماً نشرب فيها الشاي معاً عند صياح الديك ونتناول الفطور
في بيتنا ناخذ قيلولة النهار
ثم يحين موعد الغداء ونجتمع مرة هكذا الايام اخرى تلو الاخرى
ولكن الامس كان واقع واليوم أصبح حلم بعيد
تلك البيوت إشتقنا لها
ياليتها ما ذابت كالسكر في القهوة وكنا فيها حتى الان )

*خالص إحترامي*
*🖋 أم إسماعيل*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى