تجمع المهنيين والشيوعي حل الخلافات على حساب المواطن
يلاحظ المراقبون التحولات الدراماتيكية في مواقف تجمع المهنيين والحزب الشيوعي تجاه عديد القضايا الوطنية، بلغت حد التخوين للذين يقفون مع الاتفاق السياسي ويدعمون الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة في السودان، مما يطرح جملة من التساؤلات تتعلق بتخوفات تجمع المهنيين والشيوعي من خطوات حمدوك باستقطاب مفصولي الحزب أم أن الحزب العجوز والمهنيين باتوا خارج حسابات المجتمع الدولي وبالتالي بدوا يراهنون على الشارع ورفع السقوفات لإسقاط الحكومة، أم هل يأس هؤلاء من داعميهم ولجوء لمعادلة الشارع لإثبات الوجود ثم السؤال الأبرز لماذا كل هذا على حساب المواطن.
ويقول مراقبون أن رفع السقوفات بالحديث عن تسيير المواكب والمليونيات لاخراج المكون العسكري وحمدوك من السلطة في أعقاب ميل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على مجموعة مفصولي الحزب الشيوعي واعتبارهم حاضنة سياسية تقدم له المشورة.
ويرى الدكتور عوض جبريل أن الهجوم المكثف لتجمع المهنيين والشيوعي على مؤيدي الاتفاق السياسي دليل واضح على فقدانهم لاوزانهم وتجاوز لدورهم الأمر الذي نتج عنه هذا الشعور العدائي.
وأبان أن تصرفات التجمع والشيوعي باتت تعكس بكل وضوح حالة الارتباك التي افرزتها سلوكياتهم تجاه الراهن، حيث لم يكن أكثر المتشائمين أن يتوقع التحول في مواقف تجمع المهنيين الذي كان ينادي بالقوات الأممية واصبح ينتقد ممثل الأمين العام رئيس ينتامس فوكلر بيريس في محاولة لكسب عطف ود الجماهير في صراعهم مع حمدوك َالمكون العسكري في الوقت الذي ينتظر فيه السودانيون التوافق بين مكوناتهم لإكمال مسيرة الثورة وتحقيق انتقال سلس من شأنه قيادة البلاد إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية يختار الشعب السوداني بمقتضاها من يمثله في الحكم.
إلا أن استاذ القانون الدستوري بالجامعات السودانية الدكتور أحمد أبو قرجة يقول إن السودان في حاجة ماسة إلى التوافق في ظل التجاذبات السياسية والتشظي الداخلي والاستقطابات الحادة حتى يتمكن الغرب والقوى الإقليمية من التعامل َمعهم بعد ضمان مصالحهم في خيرات السودان والا البديل مزيد من التشظي في ظل الفوضى الخلاقة.