علي كل محمد عبدالقادر (صراخ القحاتة).. مايستفاد من الدرس..!!
علي كل
محمد عبدالقادر
(صراخ القحاتة).. مايستفاد من الدرس..!
تحسرت علي افادات صادمة لقيادات من قوى الحرية والتغيير تحدثت عن ظروف وملابسات اعتقالهم عقب قرارات الفريق اول عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر المنصرم.
كوادر قحت الذين ينطبق عليهم وصف (قيادات النظام البائد) حتي الان ملاوا الدنيا صراخا وعويلا وهم يشتكون من ظروف الاعتقال البائسة التي رمت بهم في حراسات الامن ، بعضهم قال انه اقتيد بملابس النوم، واخر من بين اطفاله بعد اقتحام بيته عنوة بلا استئذان، ومجموعة تحدثت عن اهانات وضرب واذلال لازم اجراءات توقيفهم صبيحة يوم القرارات البرهانية..
ابتداء ومنعا لاية مزايدات نذكر فقط اننا طالبنا وعلي الفور ومن مختلف المنصات التي نحدثنا فيها خلال ذلك اليوم بضرورة اطلاق جميع المعتقلين او تقديمهم لمحاكمات عاجلة وعادلة تنهي ظروف التحفظ الاستثنائي الذي لا يتوافق مع القانون، ونبهنا السلطات المختصة الي اهمية التعامل بالوعي الذي يرجح قيمة العدالة ويحترم ابجديات الدولة المدنية، ودعونا لتفادي الممارسات القديمة في التعامل مع الخصوم والتي رتبت ماحدث من اختناق في الافق بعد ان غابت العدالة وامتلات الحراسات بالمظاليم الذين مازال بعضهم يرزح بين جدرانها دون ذنب جنوه.
نرحب باطلاق جميع المعتقلين فهذا حقهم ، والعدالة ليست منحة من احد، ولكننا نذكر الذين ملاوا الدنيا صراخا وعويلا من منسوبي قحت بانهم مارسوا ذات الظلم الذي يشتكون منه اليوم علي اخرين دون ان تمنعهم النزاهة والاستقامة السياسية من استغلال القانون في التشقي واذلال الخصوم.
ايام معدودات قضوها بين الجدران شربوا فيها من ذات الكاس التي سقوا منها اخرين مازالوا ولاشهر عديدة يرزحون في ظلام الزنازين ويتجرعون مرارة الظلم والاسماء كثيرة و( علي قفا من يشيل)..
ازمة النادي السياسي السوداني في الاساس اخلاقية، يظل الواحد منهم علي قدر من ادعاء المثالية وهو معارض، وما ان تهب علي اشرعته رياح الحكم ويتولى امر الناس حتي يتحول الي سلطان مستبد جائر يستمتع بظلم الاخر والتنكيل بالخصوم دون وازع او قانون.
الشاهد ان القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال ومستشار رئيس الوزراء السابق ياسر عرمان لم يحدثنا يوما خلال (الحكم القحتاوي) عن الحريات التي كان من كبار سدنتها ودعاتها وهو يعارض نظام الانقاذ، لم ينبس عرمان ببنة شفة وهو حاكم لترسيخ دولة القانون ولم يقل كلمة واحدة بحق المعتقلين السياسيين وظروف توقيفهم لاشهر عديدة دون مسوغات موضوعية او اجرائية مقنعة، اخذته العزة بالخصومة والسلطة وصرفته عن الدعوة لصيانة مبدا العدالة، كان عرمان دائم التصفيق لتجاوزات لجنة ازالة التمكين بحق كثير من الابرياء، يتغاضي عن ممارساتها وتهديدها لحرية الاخرين وحقهم في العدالة ، خرج عرمان يحدثنا قائلا ان: التشفي كان سبباً رئيساً لاعتقال بعض الشخصيات، والتأخر في إطلاق سراح البعض الآخر، يقول ذلك ولا يحفظ له الارشيف منذ حدوث التغيير اي تصريح يدافع فيه عن الحريات او ينتقد اوضاعها التي تاخرت جدا في البلاد.
احزنني كذلك اقتياد وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف من بين اطفاله، فائز الشيخ السليك المستشار الاعلامي السابق لحمدوك قال- علي ذمته_ للجزيرة ان خالدا تعرض للضرب كذلك اثناء التوقيف ، وهو امر يجد كل الاستنكار ان صح، ونحمد للسلطات اطلاق خالد الذي يتمتع الان بحريته كاملة غير منقوصة ، ولكن خالدا مثل الاخرين لم تحدثه نفسه يوما باوضاع الحريات ، كان ينظر اليها من باب التشفي وشعارات البل التي احدثت تخريبا كبيرا في الحياة السياسية وكانت جزءا من الاحتقان الذي رتب قرارات البرهان الاخيرة، لاخالد سلك ولا منظومته السياسية في قوى الحرية والتغيير ولاحزبه ( المؤتمر السوداني ) اهتموا لامر العدالة التي اصبحت في عهدهم يتيما في موائد اللئام..
خالد ينتمي الي حزب الماحي سليمان والي سنار الذي تم اطلاق سراحه كذلك وهو من اكبر الذين تجنوا علي القانون ، اذا تاملنا فقط تعامله مع مصادرة ممتلكات رجل الاعمال الوطني الحاج معاوية البرير في مشروعي كناف وابونعامة، راينا كيف صودرت الممتلكات بغير وجه حق وكيف عين الماحي ادارة تنفيذية عدلت حتي توقيعات مجموعة البرير في الحسابات البنكية، وكيف دخلوا علي هذه الحسابات وتصرفوا فيها وكيف باعوا محصول الرجل وكيف وكيف؟؟!
حينما حدث ذلك كتبت مقالا عبر هذه الزاوية للدكتور عمر الدقير بعنوان (سنابل البرير وجراد الدقير) ملخصه ان (حسرة كبيرة تتملكني على حزب المؤتمر السوداني وتجربة الحكم تختبر شعاراته؛ وتثبت زيفها في كل يوم، شخصياً كنت من المراهنين على أن الحزب سيقدم تجربة مختلفة في العمل السياسي؛ لكن الواقع يؤكد أن ظني لم يكن في محله).
امس الاول كان الاستاذ ابراهيم الشيخ وزير الصناعة في الحكومة المحلولة يشتكي لطوب الارض من حرمانه السفر عبر مطار الخرطوم ، تجرع الشيخ كذلك من كاس شرب منه كثيرون علي ايام حكم حاضنته السياسية.. ولطالما كتبنا كثيرا عن القوائم السوداء منذ عهد الانقاذ وتجنيها علي حريات الاخرين في السفر والتنقل بعد ان واصلت لجنة التمكين في تغذيتها كذلك باسماء عديدة ..
عند اعتقال زميلنا الصحفي الاستاذ عطاف عبدالوهاب والزج به في حراسات لجنة التمكين كتبت: (خفت* *اصوات المطالبة باطلاق سراح عطاف* *ودخلت الشعارات التي كان يرفعها* *من يحكمون اليوم* *(صحافة حرة اولا صحافة) في* *اجازة مفتوحة.. صمت الجميع لان* *الحريات في حقبة الحكم المدني* *باتت توزع ببطاقة التموين الحزبية)..*
نحتاج جميعا الي وعي يتجاوز بنا الافعال الصغيرة حينما نكون حاكمين، استغلال القانون في التشفي والتنكيل بالخصوم ممارسات بائسة ينبغي ان تنتهي في السودان والي الابد، وعلي من تاخذهم الاقدار لحكم الاخرين تذكر ( ان البِر لا يَبلى, والذنب لا يُنسى, والديان لا يموت, فكُن كما شئت, فكما تَدين تُدان) .