بينما يمضي الوقت
بينما يمضي الوقت
لا تسرقوا لسان الشعب
أمل أبوالقاسم
كم هي مستفزة تلكم العبارة التي يتنطع بها هتيفة القنوات الفضائية وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يناضلون من خلف الكيبورد وشاشات التلفاز من بلاد العم حام وغيرهم وهي ترديدهم وبصورة مستمرة (الشعب قال كلمته) والشعب قال وقال وقال… الخ.
عن اي شعب يتحدث هؤلاء؟ هل عن شعب السودان ام شعوب وحكومات البلاد التي يدينون لها بالولاء؟ انا فرد من هذا الشعب وافخر باني سودانية فقط بلا اي إنتماء حزبي أو سياسي ولله الحمد والمنة، لكن كلمتي لا تشبه كلمة اي منكم ومثلي ملايين من هذا الشعب الذي يضم عشرات الملايين من البشر السواد الأعظم منهم والنسبة الأكبر مواطنون فقط لا علاقة ولا دراية ولا يهمهم من أمر صراع النخب السياسية التي تسرق لسانهم شيء فقط يتطلعون للقمة عيشهم واستقرارهم وأمنهم وأسرهم التي تشرد بعضها فيما توفي الآلاف منها جراء الاصطراع السياسي على مر الحقب وهذه الحقبة المظلمة تحديدا.
(٢)
واهم من يظن ان كل الشارع الذي يخرج من شباب السودان ملك لهم فلا يغرنكم هذه الجموع التي ظلت تخرج منذ ثورة ديسمبر والي الآن فتنسبونها لكم ايها الساسة كبار وصغار ومراهقين (أعني مراهق السياسة) وما اكثرهم ويكفيكم وانتم تعلمون وجميعا نعلم يكفيكم نظرة على ردود الأفعال حيالكم سوا في المواكب او تعقيبا على تدوينانكم في مواقع التواصل الاجتماعي وانتم لا تسلمون من (الردم) والتخوين والهتافات المناوئة لتعلموا حجمكم الحقيقي.
صحيح ان الكثير خرج تلقاء نفسه لأهداف يرومونها لم تتحقق سابقا وغضوا عنها الطرف ولن تتحقق بهكذا آلية.
(٣)
كذلك كم هي باردة تلكم العبارة التي ظل يرددها ذات الهتيفة (الثورة محروسة) والحقيقة ان الثورة سرقت وبيعت في سوق الله أكبر،، الشباب تمكن فعليا من خلق ثورة عظيمة بذلوا فيها الغالي والنفيس لكنهم وبعد ان تمكنوا من إسقاط النظام عادوا ادراجهم من حيث اتوا ليتمكن منها هتيفة الخارج والداخل من الفاشلين الذين اوردوا البلاد موارد الهلاك، فلو حرس الشباب صناع الثورة وليس المناضلين عن بعد، لو حرسوا ثورتهم فعليا بالخروج بذات الطريقة وهم يرفعون لاءات ضد طريقة الحكم بأن لا للتمكين، لا للمحاصصة، لا لتسيس العدالة، لا لانهيار التعليم، لا لفوضى الحكم ولا لا.. الخ.. لم حدث ما حدث الآن ولما احتاج الحكام لفعل ما فعلوا الآن.
(٤)
لا شك ان الشباب هم عماد الدول فليتكم تكونوا قدر المسؤولية وبالمقابل ليت الحكومة تكون قدر تطلعاتكم واحتياجاتكم. فلا تفرطوا في وطنكم وتتركوه نهبا لتطلعات واطماع الخارج وهذه الفترة تحديدا تشهد تكالبا خارجيا منقطع النظير.
هناك ممن يعبثون بأمن واستقرار السودان عن طريق اذرع خارجية بعلم بعضها ببنما الآخرين يساقون بلا دراية وبحسن نية منهم يمهدون له الطريق.
قالها القائد العام رئيس المجلس السيادي الانتقالي ان هناك قوى خارجية تعمل على تأجيج الصراع السياسي والتنفيذي في البلاد وهو كذلك فعليا، هناك من يسعى لتفكيك المنظومة الأمنية وما أمر شيطنتها ومحاولة استفزازها لجرها لما يخصم منها ، فضلا عن محاولة اضعافها، إلى جانب خلخلة أمنية ليسهل عليها الانقضاض، ودونكم ما يحدث في غرب البلاد وشرقها وغير ذلك الكثير.
(٥)
اقول للذين يملأون الدنيا صراخا بأنهم ماضون في ثورتهم حتى دحر العسكر وانتزاع المدنية كاملة مستشهدين بثورة ديسمبر ان الظروف الآن تختلف عن ذي قبل كون المرة الفائتة انحاز العسكر للثورة، كما ساعد أيضا فتح القيادة من قبل قادة نكاية وتصفية حسابات وغير ذلك من ذات الصراع السياسي.
نسيت ان اقول ان هذا السودان العظيم ملك للجميع وليس ورثة لمجموعات وحرية الرأي بما يخدم المصلحة العامة الوطنية الخالصة متاحة للجميع.