صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. نحن ما محتاجين لميثاق محتاجين إلى ضمائر!!
منذ أن تم التوقيع على الوثيقة الدستورية بين المكون المدني والعسكري لم تهدأ الصراعات و الخلافات بينهم.. بل في كل مرة يظهر نوع من عدم الثقة نظرا لتعديل الوثيقة دون الرجوع إلى الآخر وظللنا في تلك )(الحالة التخوينية،) حتى أجرى الفريق البرهان ثورته التصحيحية في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي في ما اعتبرها المكون المدني انقلاب مكتمل الأركان، وجرى بعد ذلك صراع علني بين الطرفين قاد إلى عدد من المسيرات المليونية ومازالت الرافضة للإجراءات التي قام بها القائد العام للقوات المسلحة ومازلنا في تلك الحالة على الرغم من الاتفاق الذي وقع بين الفريق البرهان والدكتور عبد الله حمدوك وعاد بموجبها رئيسا للوزراء لمباشرة مهامه وتم إطلاق سراح المعتقلين وتغيير الحال بين الطرفين إلى الأفضل ، نحن كمراقبين نستطيع أن نقول الحال أفضل بكثير فعادت لحمدوك سلطاته وصلاحياته حتى القرارات التي اتخذها الفريق البرهان بعد ثورته التصحيحية ألقاها حمدوك وأصدر قرارات أخرى جب بها قرارات البرهان، وهذا يدل على أن الفريق البرهان ليس طامع في السلطة وإلا لتمسك بالقرارات السابقة التي اصدرها، أن الفترة الانتقالية تحتاج إلى نوع من التعاون المرن لأن التشدد لن يزيد البلاد الا دمارا وخرابا، الان نسمع عن وثيقة جديدة لاندري هل ستكون بديله للوثيقة الدستورية ام إضافة لها ام وثيقة جديدة لاعلاقة بها بالوثيقة الدستورية التي شهد عليها العالم، أن الوثائق التي توقع الان او يجري الأعداد
للتوقيع عليها لن تفيد في ظل الصر اع و الخصومة بين المدنيين والعسكريين، اننا في حاجة إلى ضمائر حية ووطنية بين كل أبناء الوطن الواحد حتى نمضي بالبلاد إلى غاياتها وأهدافها ومراميها… فالوثائق لن تقدم ولن تؤخر فالذي ينفع البلاد الغيرة على البلد والعمل من أجله.. ان دول العالم لم تتقدم الا بالوطنية عكسنا فنحن لم نفكر في وطننا بل نفكر في كيفية تحسين كل فرد وضعه الاجتماعي والمعيشي له ولافراد أسرته فالقروض التي تقدمها لنا دول العالم لم نستغلها في المكان المخصص لها.. بل تحول إلى جيوب المسؤولين فانظروا إلى الوزراء والمسؤولين الذين يقطنون الطائف والمنشية وكافوري وغيرها من المدن التي نشأت حديثا بولاية الخرطوم من أين أتى هؤلاء بالمال الذي بنوا به ناطحات السحاب في تلك المناطق؟ أن الضمير لدى المسؤول السوداني منعدم تماما ولو كانت هناك قوانين رادعه لما قامت تلك الغابات الاسمنتية عن طريق استغلال النفوذ والسرقة ونهب مال الدولة، أن الضمير السوداني غائب تماما فنحن محتاجين إليه أكثر من تلك المواثيق التي يجري الاعداد لها فكم من ميثاق تم وأقيمت له السرادق والاحتفالات ولكن لم يمض وقت الا واصبح الميثاق حبر على ورق، لذلك نطالب أن يتحد أهل السودان على قلب رجل واحد وان يعملوا على راحة ورفاهية الشعب بدلا من الاهتمام بقضايا انصرافية، لاتقدم ولاتوخر… فابعدونا من تلك المواثيق المكرره عديمة الفائدة.