أعمدة

يوسف عبد المنان يكتب.. بوميات ٢١ أكتوبر بين قحت كن؛؛

خرجت صباح اليوم منذ السادسة والنصف صباحا ممنيا النفس بمشوار صباحي أضع من خلال عائده على الأقل ثمن الخبز حافيا وشق التاكسي أو الترحال شوارع الثورات الصامته الا من أكوام من البشر وكتل من النساء العفيفات الشريفات المقهورات أمام المخابز كل امنيتهن عشرين رغيفة حتى بات الفران أغلى وأهم شخصية في الحي وتتمنى الفتيات أن يتزوجن من ( بتاع فرن)
نسائم الشمال تهب باردة على الخرطوم إعلانا بانقضاء الخريف والناس في خوف ووجل مما قد يحدث في هذا اليوم وقد تصاعدت نبرات التحدي بين معسكري التحالف الحاكم المنشق بين القصر والقصر ليس مثل انقسام الإسلاميين بين القصر والمنشية ولكن يتطابق معه في أسباب الانقسام وكلاهما انقسامات سلطوية لغياب الآخر الذي يجعل التحالف متماسكا وتلك قصة نعود إليها في ثنايا هذه الخواطر العجلي
عند الوصول لمنطقة السلاح الطبي وجدت الشارع مغلقا بأمر الثوار الأحرار كما يصفهم جعفر نميري وإغلاق الشارع لم يجد من يقاومه قدمت بطاقتي الصحافية لشاب في عمر بناتي رحب وقال لكن ياعم الشارع مغلق بأمر الثوار اتخدت طريقا أخرى حتى بلغت السلاح الطبي وكأني احتمي بالجيش من عسف المدنيين وقسوتهم وسمح لي بعبور الكبرى بعد أن ترجل الرفيق التجاني الطاهر وكنت متكيء على ساعده بصفته من أهل السلطة وجنود حمدوك المخلصين ولكنه إثر العودة لام درمان بعد أن أيقن بأن سوق الطاقة الشمسية في مثل هذا اليوم سيكون بالطبع مقفلا
قبل الوصول للسوق العربي استوفقني شاب وشابه في عمر الزهور وطلبا مشوار للسوق الشعبي الخرطوم بيدهما شنطة واحدة ركبا وأخرج الشاب علبة سجاير برنجي فاشعل سجارة لنفسه وأخرى لزوجته أو رفيقته لاادري فطلبت منهما إطفاء السجائر وقلت لهم عفوا لأسباب صحية انا لاتسمح بتعاطي السجائر بالعربة فقالت لي الفتاة لكن ياعمو دي حريتنا الشخصية فطلبت منها النزول عند سوق نمرة ٢ وترجلا من سيارتي
واتجهت نحو مطعم الاحباب الذى يمثل ملتقى للصفوة الحديثة من الموظفين والتجار. ويطوف عليه بعض الدبلوماسيين ويتكي على آرائكه جماعات السلطة بثوارها والراكبين سروج سلطتها اجتمعنا من غير ميعاد من اخواني فضل الله رابح باناقته ونشاطه الدؤوب وحامد ضيفان الشهير بكرزاي وصلاح مركز الصحافي المرموق ومايجمعنا الثلاثة روابط الدم الكردفاني ووشاج الصداقة وبعد إفطار الفول والقراصة انصرف رابح سراعا وطلبت من صلاح مركز أن نعيد الماضي من الاول ونزكر هنا طوافنا مع صلاح على مقر اعتصام القيادة العامة قبل سقوط الإنقاذ واخرجنا حينها بنتيجة واحدة إذا لم تتخذ القيادة القرار الصائب في ثلاثة أيام ستصبح الإنقاذ في ذمة التاريخ وقد حدث ذلك بعد يومين ولكن نقول مااشبه الليلة البارحة ولكن دعنا التأمل في المشتركات بين اعتصام القصر واعتصام القيادة الذي أطاح بالبشر
اعتصام القيادة دوافعه تغير نظام شاخ وهرم بعد ٣٠ سنه من الحكم المطلق
واعتصام القصر دوافعه إصلاح عربة السلطة المعطوبة وإعادة جميع أعضاء نادي الحرية والتغير لمحطة التأسيس الأولى
واعتصام القيادة كان مدعوما من قيادات داخل السلطة ( صلاح قوش وحميدتي وعوض ابن عوف وعمر زين العابدين؛) واعتصام القصر مدعوم علنا من اركو مناوي حاكم دارفور ووزير المالية جبريل إبراهيم ومدير شركة الموارد المعدنية وربما هناك داعمين آخرين نحن لانعلمهم
في مطعم الاحباب وانا أهم بركوب عربتي البيضا وكعادة اهلي البقارة اقوم بتشكيرها وتدليلها لأنها عربة صغيرة محدودة القدرات فأقول لها ( البيضا حمارة الوكيل لابتمشي لابتشيل)
داعبني الأخ الصحافي خالد أحمد وهو من قادة تحالف قحت ومن المسؤولين عن الصحافة والصحافيين قائلا يااستاذ ماتمشي معانا المسيرة دعما للديمقراطية والحكم المدنى نظرت إليه مبتسما وقلت اخي خالد من هم الديمقراطيون واين هم المدنيين؛؟
نظر أحدهم لوجهي وبدأت عليه علامات الغضب من أسئلتي فقلت في نفسي إنما تاسو على الحب النساء
أوقفت عربتي بالخرطوم شرق قرب برج التضامن بعد نصيحة مجانية وغالية اسدتها لي اختي التي لم تلدها امي فطومة بت حسن حياة حميدة بالابتعاد قدر الاستطاعة عن منطقة الاعتصام خوفا من نشوب معركة ذات حجارة بين القحاته المنقسمين
دخلت من شارع القصر ووجدت لافته كبيرة عليها صورة حمدوك مصلبه باللون الأحمر وشباب تفيض حماستهم من الفئات العمرية ١٥ سنه وحتى ٣٥ سنه يهتفون بحماس
الموت ولا حمدوك.
كأنهم يستعيدون ذلك الهتاف الجوع ولا الكيزان
تأملت في الوجوه وحركة الأجساد المتعبة جراء رهق المسير وقلت أين ذهب بريق حمدوك وإجماع الناس حوله بعد التغير؟
واين كلمة شكرا حمدوك ووصف المؤسس وهنا استحضرت قول الإمام الشافعي
إذا أقبلت الدنيا على امرء إعارته محاسن غيره
وان أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه
فماذا فعلت الدنيا بحمدوك وقد تخلي عنه الرفاق بعد عامين وبضعة أشهر؟
إذا كان الصراع داخل قحت من أجل السلطة ماالذي يجعل آخرين خارج السلطة يساندون تيارا ضد الآخر؟؟
وبالتالي اسأل نفسي انا من لأناقة ولا حاشي ولاتلب كبير له في الصراع السلطوي لماذ التعاطف مع قحت الثانية والوقوف بعيدا عن قحت الأولى؟
والي أين يتجه الصراع وهل تحسمه المسيرات والحشد والحشد المناوي ام هناك سبل أخرى؟
وجدت في اعتصام القصر الجعليين الغاضبين من حمدوك واختياراته لامرأة ناصبة رموزهم العداء ووجدت الشكرية والبطاحين والبرنو والمساليت والزغاوة والرزيقات واهلي خزام وهم عموديات داخل نظارة الرزيقات التي تتسع ولاتضيق ووجدت النوبة اجنق وميري ومورو وعطورو وغلفان ووجدت المسيرية والكبابيش وكنانه واولا حميد وشنابله وشنخاب وسليم وجمع واحامده ووجدت حركات كفاح مسلح بعدد الحصى تحرير السودان ومنابر لحركة العدل والمساواة وحركة تمازج وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي ووجدت تجار وراسمالية غاضبين على حكومة حمدوك وراء كل رجل أعمال قصة نهب وابتزاز ومصادرة واعتقال ومساومة وتخويف ووجدت آلاف المفصولين من الكهرباء والسدود و٥٩ صحافي مشرد من سونا وأطباء وقضاة وصيارفة جميعهم جمعتهم المصائب يلعنون حمدوك وود الفكي ولجنته
عودة للسؤال لماذا الوقوف مع مني اركوي مناوي والوقوف ضد حمدوك الأقرب إلا رحما كما قال أحد الإخوان من أبناء كنانه منطقة كركره وهو ينشط في اعتصام القصر
كانت اجابتي له مثل اجابتي للأخ فضل محمد عبيد الله وهو تاجر ورجل أعمال جاء من بابنوسة بغرب كردفان لمساندة مناوي وجبريل والتوم هجو ومسار ومبارك الفاضل
الوقوف بالقرب من اعتصام القصر تفرضه على المرء دعوة الأحزاب المساندة له وإعلانها الجهير بالمطالبة باستقلال القضاء ووقف ترهيب القضاة بالفصل واختيار القضاة لوحدهم من يتولى رئاسة القضاء وإيقاف مصادرة أملاك السودانيين والاستيلاء على أموالهم بدعوى انهم فلول دمائهم مستباحة والمصالحة الوطنية الشاملة والالتزام بالانتخابات الحرة وتعين المجلس التشريعي وحل لجنة إزالة التمكين وتكوين مفوضية محاربة الفساد وإيقاف اعتقال الناس من غير جرما وإرساء قواعد العدل وحرية التعبير والصحافة
هذه القيم السامية مع توسعت المشاركة والالتزام بنصوص الوثيقة الدستورية بتشكيل حكومة كفاءات مستقله بدلا من حكومة محصاصات تجعل كل سويا ومنحازا لقيم العدل والمساواة مساندة هذه المجموعة بغض النظر عن بقية تفاصيل برنامجها مقابل مجموعة ترفض كل ذلك وتبث خطاب كراهية عنصري بغيض وتطلق لسانها في تحقير القوات المسلحة والإساءة إليها بفاحش القول وساقط الشعارات

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى