الامارات .. ثالث أكبر منحة للسودان ضمن خمس منح إنسانية في العالم
تقرير: هبة الحوري
لم تكن العلاقة بينهما وليدة سنوات بضع كما لم تكن كغيرها من السياسات الخارجية أو العلاقات، خاصة بالنسبة للسودان فبينما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، تتنسم أولى نفحات الحرية عقب استقلالها، في سبعينات القرن الماضي، كان السودان أول الدول التي أقرت بها كدولة ذات سيادة مستقلة ومن هنا بدأت رحلة من الإخاء واواصر المحبة بينهما امتدت لسنوات، قاربت الخمسون عاما دون أن تنقطع رغم الكثير من المتغيرات والتدخلات التي اعترتها والتأرجح ما بين الفتور والعافية لكن ظل التواصل مستمرا، وحافلا بالعطاء على مر التاريخ.
تعدد المحاور
على الرغم من الكثير من المتغيرات التي اعترت العلاقة بين البلدين الا ان جسور الثقة ظلت بين الشعبين على امتدادها وكذا بين الحكومات رغم تعاقب الأنظمة وتعدد المحاور والتغيير في منهجية التعامل وقد لعبت الإمارات دور كبير في ثورة ديسمبر المجيدة وساندت المجلس العسكري الممسك بزمام البلاد وقتها كثيرا وقامت بتقديم معونات اقتصادية كبيرة إلى جانب المملكة العربية السعودية حيث اعلنتا إرسال معونات تقدر قيمتها ب ٣ مليارات دولار لدعم السودان تحول الدولتان 500 مليون دولار إلى البنك المركزي، قبل ارسال معونات غذائيةو طبية ومنتجات نفطية بقيمة مليارين ونصف المليار دولار في تلك الأثناء بدأت الإتهامات توجه نحو الإمارات لاعتبارات انها محور يبث الشر في اواصال الدولة السودانية، ولديها أهداف واطماع في خيرات السودان، وكانت تلك الاتهامات يطلقها منسوبي النظام السابق لعرقلة العلاقات بين البلدين، وذلك أعقاب تغيير بوصلة العلاقات بين نظام البشير والإمارات مؤخرا، والتوجه نحو قطر الداعمة للإخوان المسلمين، ولأجل ذلك كان مؤيدي النظام يسعون لأحداث قطيعة بين البلدين غير أن انفتاح السودان للعالم الخارجي والحضن الدولي في المرحلة القادمة لايتطلب صراعات لذلك كان التوجه من قبل الحكومة سيما الشق العسكري هو تعزيز العلاقات مع الامارات.
مكاسب كبيرة
التعاون في عهد مابعد البشير مع الامارات على الرغم من متانته،الا انه انتابته بعضا من الرياح العاتية التي عملت على آثارتها أحزاب قوى الحرية والتغيير التي ظلت ومازالت ضد هذا التعاون، وقد بدأ ذلك واضحا من خلال المبادرة الإماراتية لحل أزمة الفشقة،والنقد الذي واجهته للحد الذي وصل حد التخوين للمكون العسكري.
ووفقا للمحلل السياسي وهبي السيد فإن الإمارات لعبت دورا هاما في حل أزمة السودان وحقق السودان فائدة قصوى منها.
ويذهب في ذات المنحى إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلعب دورا محوريا في الاقليم ويجب الاستفادة منها وتعزيز العلاقات معها لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، لجهة ان السودان بحاجة إليها لدعمه والوقوف معه في ظل المشهد الانتقالي الذي يشوبه التوتر والنزاع
ونجد أن السودان حقق مكاسب كبيرة من خلال علاقته مع الامارات، فقد ضحت الإمارات مليارات الدولارات في خزينة الدولة السودانية،وخلال السنوات الخمس الأخيرة فقط، بلغ دعم دولة الإمارات الذي قدمت للسودان 3.3 مليار دولار.
وفي ذات السياق يرى المحلل السياسي أبوبكر عبد الرحمن أن العلاقات السودانية الإماراتية واحدة من العلاقات المتميزة والحافلة بالعطاء على مر التاريخ،حيث تحتل الإمارات العربية المتحدة مكانة اقليمية ودولية متميزة تجعلها تتربع على عرش دول المنطقة، لا سيما دورها في سلم دعم السلام العالمي.
رصيد قيم
وعد ابوبكر المنحة الاماراتية هي ثالث أكبر منحة ضمن خمس منح إنسانية في العالم، ملمحا إلى أن هذا المنطق تتخذه أبوظبي بصورة جدية في لعب دور إقليمي متميز يتناسب مع طموحها المحلي والدولي، من خلال سياستها الخارجية الراعية للسلام العالمي والهادفة إلى الاستقرار والتنمية.
وأكدا في الوقت نفسه أن السودان يمتلك رصيد قَيم من العلاقات مع دولة الامارات تعتبر أنموذج للعلاقات الأخوية الراسخة والممتدة في اعماق الجذور.
ويذهب أبوبكر في حديثه إلى أن الإمارات عقب الثورة قدمت دعمها السياسي والاقتصادي واللوجستي لشعب السودان، بعد خلاصه لحقبة الابتزاز التى كان يمارسها النظام السابق في توزيع علاقاته السياسية والاقتصادية بحد تعبيره. منوها إلى الإمارات قدمت الكثير للسودان
غير انه و في الأونة الأخيرة درجت بعض الجهات التى جزء بعمل لأجندة منظمة في طبيعتها تخدم اتباع النظام السابق، وأخرى تعمل لدوائر مجهولة واجندة خفية على تشويه صورة هذه العلاقات من خلال اصطيادها في الماء العكر بعكس الصور المضللة وبث الشائعات المقرضة التي لا تسندها أي أسانيد ولا مؤشرات،وبل ومحاولة شيطنتها بمواضيع لا تمت للواقع بأي صلة.
وقال: هذه السلوكيات هي بذلك لا تمس الامارات كما يعتقدون، وانما تمس أمور وقضايا هي من صميم الأمن القومي للدولة، إذ أنها تستهدف بالأساس الوقيعة والإضرار بالعلاقات الحافلة والمتميزة بين البلدين ووضعها في جيوب التوتر والتدهور من خلال تزييف الحقائق الواقعية على الأرض ومحاولة تصوير المشاهد بمنطق مغايير وهو ما لا يصب في صالح البلدين الشقيقين.
مناشدة
وناشد “بكري” القائمين على صنع السياسة الخارجية في الدولة من أجهزة رسمية ومنظمات مجتمع مدنى قوى سياسية إعطاء العلاقات السودانية الاماراتية أولوية قصوى في فهما ودعمها لإحداث التعاون المنشود، من خلال المنفعة المشتركة، كما يبنغى أن يعزز هذا الاتجاه بتوجيه جمعيات الصداقة الشعبية السودانية الاماراتية، ومراكز الأبحاث بتسليط الضوء على العلاقات السودانية الاماراتية حتى يتثنى للجميع التعرف على طبيعة هذه العلاقات، والرحلة الطيبة التى صاحبة نمو هذه العلاقات، وذلك يضع الجميع على الحقائق المجردة حتى يعمل المجتمع والدولة في تناغم وتنسيق تام، من أجل قيادة نقلة نوعية في تاريخ العلاقات بين البلدين وذلك لخدمة الإستقرار والسلام والتنمية والإزدهار الذي يعود بالنفع لصالح الشعبين الشقيقين.