كمال علي يكتب في (بلا ضفاف).. أليس فيكم رجل رشيد يفض هذا الاشتباك.؟؟؟
استقالة الدكتور عبد الله حمدوك وان كانت صادمة ومؤسفة وجاءت في توقيت غير مناسب وفي منعرج مفصلي الا انها حتما ستمر كما مرت مياه كثيرة تحت الجسر خلال الأعوام القليلة السابقة برغم ماتخلف من ارتباك للمشهد قد يقود الي مالا يحمد عقباه لتبقى البلد في كف عفريت يقلبها كيف تشاء.
كل العالم شهد وسمع ورأي الضغوط الكثيفة التي تعرض لها حمدوك وكم ناشته السهام والاقلام والكلام وراي العالم صمود الرجل في وجه عاتيات الريح والضيم الذي واجهه ببسالة من العسكريين والمدنيين على السواء وحتما سيأتي يوما تنجلي الحقيقة ويعلم الناس اي مرارة تجرع الرجل.
واجه الرجل كل الصعاب ليعبر ببلاده الي حيث المراقي التي تليق بها لكن الاجندات وضعت العراقيل في طريقه وطريق برنامجه واشواقه وتطلعاته وخذلته الحاضنة والشركاء ايضا وتعثرت خطي حكومته وتنكبت عن الجادة والصراط المستقيم واوشك الوطن على الفناء.
وان كان لرحيل حمدوك له مابعده من تفاقم الازمة وانفضاض الشراكة والتوجه نحو المجهول والمصير المحتوم عبر دماء ورهق وعنت وازمات وتعطل مصالح العباد وانهيار تام في مختلف ضروب الحياة ليجد الشعب السوداني نفسه إزاء قدر ربما اودي به إلى التهلكة ويصير الي ماصارت اليه دول كانت قوية متماسكة يأتيها رزقها رغدا ففعلت مانفعل الان فهوت في اتون الجحيم والمحرقه وهذا مايحذره المراقب الحصيف.
دعونا نتساءل سؤالا مشروعا أليس بين القوم رجل رشيد يفض هذا الاشتباك بين العسكر والمدنيين وبين العسكر والثوار المحتجين الذين يدفعون وحدهم الثمن من دمائهم الزكيه وشبابهم الغض في حين كان الواجب ان نهيئ لهم ولشعبهم سبل العيش الكريم والمستقبل المشرق عبر تعليم وتوظيف ولكن هيهات هيهات فقد انفض السامر وتفرق الناس ايدي سبأ وبات الوطن مثخنا بالجراح الغائرة وطعنات أبنائه الغادرة ولا نستثني أحدا.
مايلفت النظر في خطاب الاستقالة البليغ المعافي المحتشد بالوفاء والوطنية ان الرجل ذكر انه التقي في اليومين السابقين بكافة القوي الحية من مدنيين وعسكريين وقوي المجتمع المدني وطرح أمامهم كافة التحديات ووضعهم أمام مسؤولياتهم حتى يكونون في الموعد تماما وفي مستوى الأحداث انقاذا لهذا الوطن المتشظي والذي تمزقه الصراعات والأزمات والاحتراب والاقتتال والتشرذم.
رحيل حمدوك لا يعني نهاية المطاف ولا انسداد الافق كما يزعم السياسيين ولكنه مرحلة ومنعطف وابتلاء واختبار وحواء السودان رحمها ولود ولكن تبقى العبرة والاعتبار واستصحاب التجارب… ويبقى ادب الاستقالة يوسم اسم و مرحلة حمدوك فليت أصحاب الكنكشه يعتبرون.
الان السودان في منعطف خطير وأهله في حالة العصف الذهني ويكون او لا يكون فهل من رجل رشيد يفض الاشتباك القائم.
ويبقى الأمل… وما أصعب العيش لولا فسحة الأمل…. وهذا زمان الشد… فاشتدي زيم.
الله يتلطف بالبلاد والعباد.
ونعود.