أبشر رفاي في (رؤى متجددة)..على خلفية الازمة السياسية الراهنة 6 مشاريع ممسكة بتلابيب الوطن و 7 منقذ
لاشك ان الاقدار وخاتمة الاعمال تعتبر من اخطر تحديات علم الشهادة وصور الادراك البشري خاصة فيما يتعلق بمسيرة الحياة وخاتمة الاعمال ( وما تدري نفس بأي أرض تموت وماذا ستكسب غد) . ولا يدرى اي حاكم متي يعطى الملك ومتى وكيف ينزع ، ولايدرى معارضا مهما بلغت شراسته وشطارته هل سيبلغ مبتغاه الذي خطط له بنفسه وعقله وعلمه ام سيسقط دونه ومن هنا اصبحت وامست وما انفكت حسن خاتمة الاعمال مبتغى لا جدال حوله وفي سياق حسن خاتمة اعمال السياسة الوطنية ان الرعيل الاول من الاجداد والجداد والاباء والامهات قد كافحوا كفاحا مريرا بتضامن وايادي متشابكة من اجل انجاز الاستقلال المجيد وقد نالت عن جدارة اعمالهم النضالية المتواصلة بشقيها العسكري والسياسي المدني نالت حسن خاتمة الاعمال من الدرجة الحياتية التضامنية على النحو الذى جرى بتاريخ ١٩ ديسمبر ١٩٥٥ اعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان وبأجماع وطني شامل وفي ١/١ /١٩٥٦ برفع علم استقلال البلاد والذي رفع عبر صحائف الوانه مشروع الاستقلال والوطن الكبير وطن من اجل الجميع وبهم ، ولكن للاسف الشديد ان مشروع الاستقلال والوطن الكبير قد تقاصرت دون هامة وقامة الدولة والانظمة والحكومات المتعاقبة ، فسارت الامور على ماهي عليه من تحديات ومهددات كامنة ومحيطة صحيح بنسب متفاوتة حتى بلغنا المشهد الخطير الذي يحيط اليوم بالوطن والمواطن ومستقبله يحيط به احاطة السوار بالمعصم ، الامر الذي يؤكد حقيقة لا يختلف حولها اثنان وهي ان نار الاجداد (والعود برمي جمرايتو) مثل شعبي تلك النار التي اخذت بنورها وجمرها الوقاد تحرير البلاد من قبضة الاستعمار ، قد ولدت الرماد ، وياليت رمادها قد اكتفي بكيل حماد ، بل تعداه لكيل اعداد مقدرة منا ، فحقا أن موقد ونافخ كير السياسات القذرة مصيبة حقيقية وهو اما ان تبتاع منه او يحرق ثيابك او تشتم منه اكثر من ريحة منتنة ، فكم بربك تشتم اليوم من الروائح النتنة كريحة الكراهية والبغضاء ، ريحة الفتنتين القائمة والنائمة ، ريحة التأمر والانزلاق السياسي والامني ، ريحة الاتجار بالوطن والقضية ريحة الاتجار والسمسرة بالدماء ، ريحة الاتجار السياسي بالبشر ، ريحة المتاجرة بالشهادة وبالشهوات ، ريحة دلالة الوطن وصوت جرسها المزعج ، وريحةضياع الوطن . وحتى نكون اكثر دقة في هذه القراءة الموجهة للشعب وللمواطن السوداني اين ما وجد وكذلك للحاضر وللتاريخ وللمسئولية التاريخية ، نؤكد له من واقع قراءة تحليلية استراتيجية معمقة بان الازمة الوطنية الراهنة بكل ابعادها تقف خلفها سبع مشاريع خمسة منها في غاية الخبث ، والسادس مشروع المقدر لازم يكون ، مقدر سواء للوطن والمواطن وللحاكم والمعارض ، فالكل يساق ويمشى على كف القدر الى حيث مصيره المحتوم ، لاينفع معه نصح ولا لاءات ولا حوارات لا رجاءات لا خلافه . والمشروع السابع هو مشروع الوطن الكبير وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة والمصالحة الوطنية الشاملة على عهد وعهدة العدالتين الانتقالية والمستدامة . اما المشاريع الخمسة بالغة الخبث وهي للاسف الشديد مشاريع بكل اسف لا تستحي في استخدام الشعب والثورة والثوار سلما بضم السين خارجيا وداخليا وسقالات لبلوغ اهدافها المثيرة للصراعات والفتن والجدل وهي ١– مشروع تصفير الدولة ٢– مشروع تسفيرها ٣- مشروع تسخيرها ٤– مشروع تصغيرها ٥– مشروع تسليمها للاجنبي وللمجهول . وتجنبا لمثل هذه المألات الخطيرة نذكر بعدد من الماثر في مقدمتها الاثر الشريف ( وطنوا انفسكم ) وفي الاثر الانساني وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ، وبلادي وان جارت علي عزيزة واهلى وان ضنوا علي كرام . وكذلك نحن جند الله جند الوطن حيث لم نكن يوما جنودا لاحد . ومن درر الدكتور الكاربلي عليه رحمة الله ، ابنوه احموه وطن الجمال . هذا وبينما نحن في خواتيم الاسطر الاخيرة من كتابة هذه القراءة حول الازمة السياسية الراهنة تفاجئنا عبر شاشات التلفزة بتقديم الدكتور عبد الله ادم حمدوك لاستقالته من منصب رئيس الوزراء عبر كلمة رصينة ضافية توجه بها للشعب السوداني الابي استقالة استندت على جملة من الحيثيات المركبة شخصية سياسية دستورية اخلاقية تاريخية شاملة اتفق معنا تماما وعلى ماظللنا نكتبه ونصدح به بان القضية السودانية قضية بنيوية وليست بينية كما تتمظهر اليوم مجددا وبصورة في غاية التضليل والضبابية المقصودة فدكتور حمدوك الذي لم نلتقيه في حياتنا قط لخص القضية بانها هيكلية ونحن قلنا من قبل بنيوية فسأل عن ذلك المحللين والمتابعين ، اهم ما ورد في كلمة دكتور حمدوك بانه قد تصدي للمسئولية من اجل الوطن والشعب ومكتسباته في ظروف تاريخية حرجة بالغة الدقة والتعقيد والخطورة . واليوم مودعا الامانة مجددا منضدة صاحب الامانة الحقيقي الشعب السودان الصابر الصامد واصفا اياه بأنه الاجدر والاقدر من بعد الله على تحمل المسئولية وصون الوطن والمحافظة على امنه واستقراره وكرامته ، مناشدا كافة القوي الوطنية ومن خلفها الشعب بضروة التوافق من اجل كلمة سواء ولو على الحد الادني من صيغ التوافق والاجماع والتصالح الوطني واصفا ذلك بأنه السبيل الاوحد الذي يجنب البلاد مخاطر التشتت والانزلاقات التي ستذهب بالوطن وبالجميع الى حيث المجهول والعدم . دكتور عبد الله ادم حمدوك بكلمته الوطنية الضافية الرصينة المؤثرة وضعته القراءة والرؤى المتجددة مباشرة في خانة الفصيل المتقدم وفي طليعة دعم واسناد مشروع الوطن الكبير وطن يسع الجميع من خلال اعمال توسعة العقول وشرح الصدور وبسط البصائر واحياء الضمائر ورسال بصر الوطنية كرة كرتين وهذا لن يتأتى الا بتحري قيم التجرد ونكران الذات وتغيير الانفس قبل دعاوي اي تغيير . نعم تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقنا تكسرت احادا وفي ارثنا السوداني الاصيل الفش غبينتو خرب مدينتو ، والولد ولا خراب البلد ، وثلاثة مابدور الخراب ، بيت الحكم ، وسيد المال ، وابو العيال الصغار ، فالمثل نسقطه مباشرة على صاحب الامانة الشعب السوداني وعلى مكونات شركاء الثورة والفترة الانتقالية والقوي الوطنية واخيرا على الذين بطروا بالنعمة ونعمة الاستقرار الطويل فأخذوا يدقوا اللبن في شدوقهم وعن دق اللبن في الشدوق اسألوا العطاوة بطرفهم التفسير الدقيق …. اللهم اني قد بلغت اللهم فشهد . ابشر محمد حسن رفاي علوي ( رؤى متجددة )