عبدالماجد عبد الحميد يكتب .. إلي قيادات الوطني في كوبر .. عليكم بالفيل لا ظله !!
• داخل الجهاز القضائي هذه الأيام أزمة مهنية تؤرق مضاجع القضاة الذين يعايشون تجاوزاً للإجراءات القضائية بطريقة لم يشهد لها القضاء السوداني مثيلاً في تاريخه القريب ..
• مولانا أحمد محمد هرون تقدّم من داخل محبسه في سجن كوبر بشكوى ضد 30 قاضياً قاموا بالتجديد لعدد 26 متهماً دون مثول المتهمين أمام القاضي المعني بتجديد الحبس .. ومما علمته أن شخصيات قضائية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة ترافقهم رموز قانونية معروفة قد يمموا شطر سجن كوبر لمقابلة مولانا أحمد هرون لإقناعه بسحب الشكوى التي سببت حرجاً بالغاً للجهاز القضائي .. حرج ستكون له تداعيات سالبة في مقبل الأيام ..
• دعوة صادقة ورجاء من القلب أبعثه لمولانا أحمد هرون أن يتراجع عن الشكوى ويرفع وكيله إلي الله فأبواب السماء مفتوحة ولايخيب الله سبحانه وتعالي رجاءاً لمظلوم ..
• بحصافته وتجربته التي نعرفها يعلم مولانا أحمد هرون أن الذين يقفون وراء قرار التجديد للمتهمين بغيابهم هم ذاتهم الذين خدعوا الرئيس البشير ذات يوم وقالوا له إنّ مقامك في القيادة العامة غير آمن وعليه سنقوم بترحيلك إلي مقر آخر ريثما تهدأ الأمور .. والمقر الآخر هو سجن كوبر حيث يقبع البشير محبوساً في غرفة تسع سريراً واحداً فقط حتي لحظة كتابة هذه السطور !!
• ومايعلمه مولانا أحمد هرون بحصافته وتجربته الطويلة مع مرافعين وثعالب السياسة ومنافقي المواقف الرمادية أنهم لايواجهون خصومهم وجهاً لوجه وإنما يتآمرون من خلف جُدر !! .. وهؤلاء هم ذاتهم الذين يقفون خلف اعتقال أحمد هرون ورفاقه في سجن كوبر وهم ذاتهم الذين تراجعوا عن صفقة الاتفاق الذي كان يقضي بأن تبقي مجموعة القيادات المعتقلة حالياً في السجن لحين ترتيب الأمور وتهدئة الشارع .. وماحدث أن تلك المجموعة أبقت علي أحمد هرون وبقية القيادات في السجن وذهبت للنبش في قضايا وجرائم وبلاغات وتدبيرها لتقديمهم لمحاكمات جماعية وفردية سيبقي بموجبها شيوخ المؤتمر الوطني ورموزه في السجن لفتراتٍ ستطول !!
• ليس سراً أن هنالك من داخل ( الحوش الكبير) من يقول إن الذين يقبعون في سجن كوبر عليهم تقدير موقف البقاء هناك لفترة ستطول !!
• ولهذا .. ولغيره من المسكوت عنه علينا الطعن في الفيل .. لا في ظله !!
• الفيل الذي يعتقل قيادات المؤتمر الوطني ورموزه داخل السجون ليس الحرية والتغيير ولا أحزابها وجماعاتها التي تفرّقت وتشظّت وغادرت مسرح الفعل السياسي بلا عودة ..
الذي يعتقل قيادات المؤتمر الوطني ورموزه هو الفيل الذي يقف وراء تجديد الحبس بلا مسوغات قانونية ويماطل في إطلاق سراح بروف غندور وأنس عمر والدكتور محمد علي الجزولي وأخيراً الأستاذ محمد يوسف كبر والذي انتزع براءته من ساحات القضاة بعد معركة قانونية طويلة خاضها مع أسرته الصغيرة وثلة من الأوفياء والانقياء الذين كانوا يثقون في صحة موقف الرجل الذي وضع بصمته في دفتر الحكم في ولايات دارفور ..
• إن الذي يقف وراء التجديد والتوجيه لحبس المعتقلين من قيادات المؤتمر الوطني هو ذاته الذي يتآمر علي اضعاف حيوية وقوة التيار الوطني الإسلامي ليقف بصلابة في وجه الديكتاتورية الجديدة .. ديكتاتورية تتزيا بزي الثورة المصنوعة لتحقق أغراض وأهداف لا علاقة لها بأشواق أهل السودان في وطن تسوده قيم العدالة الحقة والمساواة غير الخاضعة لتقدير قلة من المنافقين الذين درجوا علي رمي الحجارة من خلف الأسوار التي يظنون وهماً أنها تقيهم من شمس الحقيقة التي ستكشف سوءاتهم ذات يوم .. طال الزمان .. أو قصُر !!