خفايا وأسرار الزيارة غير المعلنة لوفد إسرائيلي بالتزامن مع الوفد الأمريكي
سجل وفد إسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي زيارة سرية غير معلنة للعاصمة الخرطوم، والتقى حسبما تسرب رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ولم يعلم بعد تفاصيلها رغم ان بعض المصادر أكدت انها انحصرت في التعقيدات السياسية في الخرطوم وما تبعها من ارباك عطل عجلة الانتقال الديمقراطي السلس، لكن مراقبون يقطعون بأن قضية التطبيع هي أساس الزيارة.
ويرى مراقبون ان توقيت هذه الزيارة، لم يأتي مصادفة مع زيارة الوفد الأمريكي الرفيع برئاسة مساعدة وزير الخارجية الامريكي، التى حط طائرتها في الخرطوم بعد حضور اجتماع لأصدقاء السودان في العاصمة السعودية الرياض، ولم تأتي أيضا حبا في السودان وسعيا لحل مشكلاته.
ويشكك الخبير والمحلل السياسي عثمان علي نصر هنا في نوايا الزيارة المتكاملة، ويقطع بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم يعرف عنها طول عمرها قيادتها لأي عمل طوعي أو غيره من الأعمال ذات البعد الانساني ما لم يكن لديها مصلحة تعزز تحركاتها التي تقوم بها، ويضيف نصر هناك تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والوفد الاسرائيلي، ويرى أن جميع الدول الغربية على راسها امريكا دائما ما تصطاد في الماء العكر وتسعى دوما لتحقيق مصالحها ويضيف نصر أن هذه الدول تعلم أن التوقيت غير مناسب لمثل هذه الزيارات والسودان يعيش حالة احتقان وفي المقابل هناك مبادرة اممية لابد من اعطائها الفرصة ، ولكنهم قصدوا ذلك لتحقيق أهدافهم، في خضم هذه الأجواء المشحونة.
ويراهن نصر على أن الوفدين مجتمعين التقيا الحكومة السودانية وكان الجند الأول هو تمرير عملية التطبيع بين السودان واسرائيل من واقع أن التوقيت هو الأنسب والشارع السوداني مشتعل والاحزاب منشغلة بالصراع على كراسي السلطة.
ويضيف نصر يجب ان يكون معلوما ان التنسيق بين امريكا وإسرائيل للالتقاء في الخرطوم ليست من أجل السودان، بل من أجل تحقيق اهدافهم.
وتسعى الولايات المتحدة جاهدة لاكمال ملف التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب باعتبارها واحدة من فروض الطاعة والولاء الواجب على واشنطن فعلها.
وكان البرهان سجل في وقت سابق زيارة إلى إسرائيل بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وجدت وقتها استهجانا من قبل قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة لحكومة حمدوك، التى كانت ترى أنه ليس من سلطة الحكومة الانتقالية النظر في مثل هذه الملفات وانها في الأصل سلطة لرئيس الوزراء ولا يجدر بالبرهان المبادرة بمثل هذه الصفقات لكن البرهان فاجاهم وأوضح لهم أن هناك تنسيق بينه ورئيس الوزراء وقتها د. عبد الله حمدوك.