بابكر يحي يكتب في (صفوة القول) .. ماذا يريد الإسلاميون من كرتي..؟!!*
*نعم ماذا يريد الإسلاميون من الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية علي أحمد كرتي ؟ ما هو الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به في الفترة السابقة ولم يقم به ؟ وهل كان مطلوب منه تبني مشروع إسقاط قحت بشكل آخر ؟ وهل يرى الإسلاميون أو بعضهم أن ما تحقق من أوضاع ليس كافيا ؟ وهل كان يتوقع البعض أن الأوضاع كان لها أن تسير بهذه الطريقة وهذه الوتيرة المتسارعة لولا وجود قيادة حكيمة تحسب للأمور بدقة وتنظر بأفق مفتوح للواقع والمستقبل الذي أمامها ؟ وهل نجح كرتي في تجنب الصدام فحافظ على ما يمكن المحافظة عليه من استقرار ؟ وإلى أي مدى صبر كرتي على الأذى فأخرج الحركة من أسوأ وضع تمر به منذ نشأتها على الإطلاق وأدخلها في مرحلة جديدة أقل سوء من سابقتها .. ؟!!*
*وعند افتراض نظرية أن كرتي لديه تواصل مع ما تبقى ممن يعتبرون إمتدادا للجنة البشير الأمنية – هل كان مطلوب منه أن (يصادمهم) وأن يواجههم ( بكرت الخيانة) وما إلى ذلك – أم كان من الأفضل أن يهادنهم بعد أن (انكسر المرق) ويسعى لترتيب البيت الداخلي بهدوء وينظر بشكل أعمق للتعامل مع مثل هكذا قضايا؟!!*
*في رأيي كمراقب أن الحركة الإسلامية أفلحت في تجنيب البلاد الانزلاق والإنفجار إلى ما هو أسوأ بكثير مما نحن فيه الآن ؛ ونجحت الحركة في امتصاص غضبة الشارع وهياجه ؛ وتجاوزت هذه المطبات بكل حلم ؟ ولم تقابل الحركة فجور قحت بالفجور – بل قابلته بالإحسان ؛ نجحت الحركة في نقل المواطن السوداني العادي من حالة الهياج والسخط والكراهية إلى حالة التعقلن والحكمة ، واستطاعت الحركة أن تبين للعقلاء إنها الأقوى، وإنها الأكثر رشدا – رغم حالة التوهان العامة ؟!!*
صفوة القول
*إن كان الإسلاميون يريدون موقفاً أقوى ومواجهة أصلب لمواجهة الزحف العلماني فإن المعركة الآن قد انتقلت من محيط القصر والقيادة إلى ساحات المجتمع العريض ؛ فشرر اليسار يوقد هناك وعلى الإسلاميين اطفائه حتى لا يتحول إلى نار ! وإن كان الإسلاميون يريدون حركة قوية فعليهم أن يعيدوا نظرتهم في اختيار مؤشرات ومقاييس القوة ! فسيكتشف الإسلاميون أنهم الأقوى ؛ وما يحدث في الشارع العام مجرد صخب يتظاهر به اليسار لإثبات أنه الأقوى – فشكراً جميلاً علي كرتي فما كان للحركة أن تتجاوز هذه المطبات لولا حكمته وسلامة تخطيطه ؛ وما كان للإسلاميين أن يكونوا في وضع أفضل لولا هذه الرؤية الثاقبة ؛ وليتذكر الإسلاميون أن حركتهم حركة دعوية مهمتها إصلاح المجتمع وربطه بقيم السماء والأرض – وفي سبيل ذلك تقدم التضحيات ؛ أقول وأعني ما اقول، والله المستعان.*