وجه النهار.. هاجر سليمان: طرد فولكر
احتفل الآلاف من السودانيين فى السادس والعشرين من الشهر الجارى بذكرى تحرير الخرطوم التى حررها جيش الامام المهدى بتاريخ 26 يناير 1885م، ففى مثل هذا اليوم هزم جيش القائد عبد الرحمن النجومى جيش غردون المستعمر الانجليزى وحرر الخرطوم، وظل اتباع المهدى يقتلون كل من يجدونه فى طريقهم، الى ان وصل اليهم مكتوب المهدى بوقف عملية القتل وبعدها استجابوا للقائد وتوقفوا.
والسودانيون الذين خرجوا فى ملحمة احتفالاً بذكرى سقوط الخرطوم، تجمهروا حول مقر بعثة يونيتامس وطالبوا بطرد المستعمر الالمانى هذه المرة المدعو فولكر بيرتيس وبعثته من السودان، واكد المتظاهرون انهم سيخرجون فى مليونية اخرى تحت عنوان (طرد فولكر)، وهؤلاء الذين خرجوا اتسمت مليونيتهم بالسلمية التامة دون معاداة للأجهزة النظامية ولا أية تفلتات حتى انتهت المليونية مساءً، وسيعيدون الكرة مرة اخرى لفتح أذن الولد الالمانى وحثه على مغادرة البلاد، والغريب فى الامر ان فولكر وبعثته حرروا بياناً مطولاً مختصره ان البعثة لن تخرج لانها جاءت بموجب طلب سودانى ووجدت تأييداً أممياً.
وعلى فولكر ان يعلم تماماً ان وجوده بالبلاد غير مرحب به من كل الشعب الذى ينظر اليه كمستعمر جديد وليس بعثة من شأنها مساعدة السودان فى اتخاذ قراراه، وفولكر النازى ظل يحشر أنفه فى كل شيء, ويرسم ويخطط لمستقبل السودان، وفى الحقيقة انه يمهد لاستعمار كامل.. يعنى السودان يطلع من استعمار بريطانى تركى مصرى ويعود لاحضان الالمان احفاد هتلر، ولكن هذا لن يحدث طالما ان الراشدين والعقلاء موجودون.
وعلى فولكر ان يعلم ان الشعب لم يطالب به، بل طالب به رجل اتخذ قراره فى لحظة تيه جعلته يخاطب الامم المتحدة ويطالب بوضع بلاده تحت الوصاية بموجب البند السادس، ولو استمر الحال سننتقل الى الوصاية بموجب البند السابع، وهذا هو الاستعمار الاستحمارى بأسوأ أساليبه المرفوضة، وما نود ان يعرفه فولكر ان هذا الشعب ان ضاق خلقه فسيكون مصيره مثل مصير رفيقه (غردون) الذى كان يحمل سلاحاً محشواً بالرصاص، ولكنه فشل فى استخدامه وقتله رجلان يحملان السكاكين والسيوف، ونحن ايضاً كشعب قادرون على اجلاء البعثة ولكن بالتى هى احسن فى هذه المرحلة وبالسلمية، ولكن ان بلغ الشعب ذروته أخشى ان يخرج فولكر واعوانه فى (نعوش) محمولة على الاعناق.
والشعب السودانى شعب حر لا يحب التحكم فيه ولا التهكم عليه، فطفله عنيد ناهيك عن كباره، وصبيانه يواجهون الموت عزلاً، وهل اتاك نبأ شهداء الثورة الذين مازالوا يقدمون الارواح حتى الآن، فما بالك بكبارهم المحرضين؟!
سيخرج الشعب كل اسبوع فى جماهير هادرة تطالب برحيل (هتلر) اقصد (فولكر) وبعثته الاممية، وسيناهضون بشتى الطرق، ومع اية محاولات اساءة للشعب او أي من عناصره، سيحمل وقتها افراد البعثة رؤوسهم لا على اعناقهم وانما على أيديهم