د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود) .. *شعبي ياصانع التاريخ*!!
ما أن وطئت أقدامي شارع الستين نهار البارحة مشاركًا شعب السودان خروجه العفوي نصرة ودعما ومساندة لقوات الشعب المسلحة إلا وجدتني أردد رائعة ((ود الأمين)) :-
ياصانع التاريخ ياشعبي
الذي سحق الضلال..
المجد لك ما أزهرت بالأرض
ألوان النضال..
الخلد لك ياصارم القسمات..
نعم إنه شعب السودان صاحب الإرادة القوية العظيمة المستقاة من قيم الإسلام الحقة وميراث الأجداد الذين سطروا ملاحم بطولية فدائية وتضحية في الذود عن حياض الوطن رافضين تزييف إرادة الشعب مؤكدين وقفتهم الصلبة ضد الاستعمار بكافة أشكاله وألوانه وخونته٠
الحشود بالأمس سجلت أرقامًا خرافية والحماس عال والصورة تنبيء ببلاغة متناهية بأن الجماهير أرادتها ليلة مختلفة في كل شيء..هذا رجل سبعيني يهتف: -(( الله أكبر الله ينصر الجيش)) وتلك حكامة تردد أهازيج السلام وذلك طفل يحمل صورة البرهان وهؤلاء شباب يرددون ((جيش واحد شعب واحد)) ماجعل مذيع الربط من أعلى المنصة يستلهم الشعار فيردده لتردد الحشود الضخمة التي غطت كل الشوارع والمسافات معه ذات العبارة و الشعار والنشيد..
لقد تفوق الشعب السوداني على نفسه وهو يعلن انحيازه الكامل لجيشه وبراءته التامة من أي محاولة يائسة للنيل من قواته المسلحة قيادة ومنسوبين ليس لأنه جيش السودان بل لأن أي مساس به يعد مساسًا بأمن البلاد وحدودها وأمانها مما يمنح العدو المتربص بطاقة عبور للنيل من تراب وطننا العزيز و وأمانه و طمأنينته وسكينته وسلامته العامة وأمنه القومي..
فلقد بلغت الفطنة والحذر بالشعب السوداني مبلغًا جعل كل مواطن يستشعر ضرورة وأهمية المحافظة على هذه القوات المسلحة مثلما يدرك أبعاد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قواتنا المسلحة الصامدة الصابرة الباسلة مايمكن الغازي المعتدي الدخول للسودان استعمارا له وتقسيما وسلبا ونهبا لموارده ضمن مخطط صليبي لئيم يجري الآن في المنطقة العربية على نحو ما تشهده من حروب ودمار وتخريب و دك لبنيتها التحتية تمريرا لصفقتهم (صفقة القرن) الأمريكية الداعية والداعمة لانفراد إسرائيل بالدول العربية كلها وتركيع حكوماتها وإجبارها على التطبيع مع الكيان الصهيوني.
هذا الوعي ماعاد محصورًا في العاصمة بل في كل أرجاء السودان من أقصاها إلى أدناها..
ومن ذلك الحراك الشعبي الكبير الذي انتظم ولاية القضارف فقد خرجت محلية باسندة جنوب القضارف عن بكرة أبيها في مسيرة حاشدة تعلن تضامنها وتأييدها المطلق لقواتنا المسلحة تلك المسيرة التي نظمها تجمع المزارعين ذلك الكيان الضخم الذي ولد بأسنانه ودشن أولى فعالياته بهذا اللقاء الحشد الذي خاطبه الفارس الجسور والرجل الصادق الشجاع كرم الله عباس الشيخ ليعلن للجميع وقفة إخوانه ورفاقه من المزارعين مع الجيش والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني كلمة قوية مفعمة بالوطنية استطاع أن يرسل من خلالها عدة رسائل للعالم أجمع بأن هذا الجيش السوداني يتمتع بتأييد مطلق من شعب السودان مسنود على ولاء الجماهير مستمد عافيته من سند وروح الشعب، هم المواطنون ظلوا يثمنون جهده ونضاله وجهاده في تأمين البلاد وحراستها من كل عدو متربص جبان..
لتنطلق شرارة الوعي تعم في هذه الأيام شوارع الخرطوم؛ فالهتاف البارحة قوي مُدَوٍّ يكاد يعانق عنان السماء ويهز الأرض..
أجزم أن مسيرة الأمس لها ما بعدها ؛فهي قد خاطبت كل الأطراف بأن الجيش والشرطة وجهاز الأمن قوات محترمة تجد السند والدعم من كل الشعب السوداني وأن الشعب السوداني لن يسكت من بعد البارحة على أية محاولة لتثبيط همتها أو الانتقاص من هيبتها وجلالها..
ثم خطاب للعالم أجمع بأن أي محاولة إقصاء وعزل للإسلاميين محاولة معزولة تفتقر إلى الحكمة والوعي والرشاد والسداد وستربك المشهد السياسي وتزيد الأوضاع تعقيدًا
؛فالأوفق للحالة السودانية التعايش السلمي واحترام الآخر بلا عزل لكيان أو إقصاء للآخر
وقد خاطبت البرهان بأن يعيد رؤيته للأشياء حسب المستجدات الجديدة فقد مد الإسلاميون له جسور التعاون والدعم واصبروا على ظلم كثيف نال منهم فهل يهتبلها سانحة للقضاء على خصومه اليساريين الذين يتربصون به ويناصبونه العداء من واقع أن هؤلاء اليساريين ليس هناك قوة تخيفهم وتستطيع كبح خطورتهم عليه غير الإسلاميين فهو الآن يحتاج إلى حاضنة سياسية تدعم سلطانه وتحمي ظهره..
وأخيرا لابد له من الخروج ليعانق جماهير الولايات وليبدأ بالقضارف فسيجد فيها مايسره فهم أهلي وعشيرتي أهل كرم وجود وعطاء نعم فليبدأ بالقضارف فيها كرم الله رجل محمول على السخاء٠