مصطفى ابوالعزائم يكتب في (*بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) أحداث الأمس .. واليوم .. وغداً..
ما تناولناه خلال الأيام القليلة الماضية ، وجد إهتماماً من قبل كثيرين ، من بينهم أساتذة أجلّاء ، مفكّرون وكُتّاب وأهل صحافة وإعلام ، وبعض المهتمين بالشأن العام ، في السّودان وما حوله في المنطقة ؛ ومن بين الذين تفاعلوا مع ماكتبناه ، كان أستاذنا الكبير أسامة سيد عبدالعزيز ، وقد تناول في رسالة بعث بها إلينا من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقيم هناك منذ أكثر من ثلاثة عقود ، لكنه لا ينقطع عن زيارة وطنه ، ويتواصل مع قضاياه دائماً وأبداً ، وقد تناول بالرأي والتعليق والمعلومة ، ما كتبنا عنه من قبل حول قضية سد النهضة الأثيوبي ، وقد تضمّنت رسالته القيّمة ، ما سبق أن تناوله في صحيفة « الأيام » أوائل ثمانينيات القرن الماضي ، من خلال تحقيق صحفي أثار جدلاً كبيراً عند نشره آنذاك ، مع الإتفاق أو الإختلاف معه .
ذكر لي أستاذنا أسامة ما معلوماً لزملائه في ذلك الوقت ، وهو كان أول من تنبأ ب ( حرب المياه ) وأنها ستبدأ نهاية الربع الأول من الألفية الثالثة ، لكنه ذكر في تحقيقه التحليلي ذاك ، إن السّودان غير معني بتلك الحروب ، لوفرة المياه الجوفية وكمية الأمطار السنوية التي تستقبلها أرضه ، بل ذهب أبعد من ذلك ، بأن ذكر إن السّودان سيكون المستفيد الأول حال تنفيذ مشاريع ستة سدود اُعْتُمِدتْ في أنهار ومصبات بحيرات دول حوض النيل ، وهو ما يعني إمكانية ترويض النيلين الأبيض والأزرق ، ومنع الفيضانات المدمرة ، وإنسياب المياه بقدر معلوم طوال العام ؛ وهو ما يعني التحكّم في الري الزراعي .
أثار ذلك التحقيق أو التحليل نقاشاً كبيراً واسعاً ، لكن للأسف لم تتبنى جهة بحثية ما تم نشره آنذاك ، رغم إن القضية ما زالت قائمة ، وكل الملفات مفتوحة إلى يومنا هذا .
ثم وصلت إلي رسالة إلكترونية أخرى وأنا في قاهرة المعز ، أتلقى العلاج الذي آمل أن تكون فترته قصيرة ، تلقيت رسالة من الأخ الكريم الأستاذ إبراهيم عثمان عبدالرحمن ، أحد أبرز قيادات جمعية الإخوة السّودانيّة السعودية ، الأمين العام السّابق للمكتبة الوطنية السّودانيّة ، علّق فيها على مقال نشرناه قبل أيام تحت عنوان ( الأسلحة الفتاكة لهدم المجتمعات ) تلخّص في ضرورة العمل الجاد للقضاء على الشائعات والأخبار المصنوعة التي تفتّ من عضد شعبنا ، وتفرّق بين أبنائه ، من خلال تحقيق أهداف محددة ، وتعمل على صناعة رأي عام سالب تجاه قضايا محددة ، وأشرنا في ذلك المقال إلى جهود نبذلها والأخ الأستاذ عادل سنادة في الترتيب لإعداد ورشة عمل خاصة عن صناعة الرأي العام .
صديقنا الأستاذ إبراهيم عثمان عبدالرحمن ، جاء في رسالته ما يلي :
أحسنت كتابه المقال ، وأتفق معك في أهميه الموضوع وخطورته والحاجة إليه في هذه الفترة ، وأرى أن تشتمل الورشة على معلومات حول الإشاعة من وجهه نظر تأصيلية ، وحكمها في الشرع الإسلامي وأيضاً أثرها على الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، وشرح كيف تهدم وتحطم المجتمعات عن طريقها ، وأيضاً حرب الإشاعات من الدول الكبرى المسيطرة على الإعلام في صناعه التغيير و مفاهيم الشعوب
حضور ومشاركه علماء الدين والفقهاء والأطباء والقياده السياسيه وعلماء النفس
حقيقة لقد استوقفتني رسالة الأستاذ إبراهيم عثمان عبدالرحمن ، مثلما استوقفني تعليق الأستاذ أسامة سيّد عبدالعزيز ، وهناك تعليقات كثيرة حول عدد من القضايا آمل أن نتناولها في مقبل الأيام .
Email : sagraljidyan@gmail.com