تسييس الرياضة.. إزدواجية المعايير الغربية
لاتنفك دول الغرب تمارس الإزدواجية في المعايير تجاه كل شئ لم تسلم حتى الرياضة، شاهدنا كيف أن الفيفا الذي يسيطر عليه الغرب يعاقب اللاعبان ابو تريكة وكانوتيه وجريمتهما أنهما مسلمان تعاطفا مع غزة التي كانت تحت القصف.
ورفض الفيفا وقتها إدخال السياسة في الرياضة او كما زعمت.
معاقبة
اللجنة التأديبية بالاتحاد الإسباني لكرة القدم قضت بتوقيع غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف يورو (4.1 آلاف دولار تقريبا) على مهاجم نادي إشبيلية في ذلك الوقت فردريك كانوتيه، بسبب كشفه عن قميص كتب عليه شعار يعبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية خلال إحدى مباريات الدوري الإسباني.
ويعد تصرف كانوتيه هذا امتدادا لما شهدته الملاعب الرياضية في عدد من الدول حينها من مظاهر تعبر عن الاستياء من العدوان الإسرائيلي على غزة .
وكان كانوتيه، اللاعب المسلم ، والذي يلعب في صفوف منتخب مالي، قد كشف عن قميص يرتديه تحت قميص فريقه إشبيلية، كتب عليه “فلسطين” باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية بعد أن سجل هدفا لفريقه ببطولة كأس إسبانيا.
ورأت اللجنة التأديبية أن تصرف كانوتيه خالف المادة “137- ج” من لوائح الاتحاد، والتي تمنع اللاعبين من توجيه أي رسائل سياسية أو دينية على أرض الملعب، وهي المرة الأولى في إسبانيا التي يواجه فيها أحد اللاعبين الكبار عقوبة الغرامة المالية بسبب مخالفة كهذه.
تحذير
وسبق أن تعرض لاعب فريق النادي الأهلي ومنتخب مصر الوطني لكرة القدم محمد أبو تريكة لتحذير من الاتحاد الإفريقي للعبة؛ بسبب ارتدائه قميصا يحمل شعار “تضامنا مع غزة” خلال مباراة منتخبه مع نظيره السوداني في إطار منافسات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي جرت في يناير 2008 في غانا.
تناقض
ويرى مراقبون انه آلان الفيفا وكل المنظومة الكروية تغض الطرف عن الاساءة لروسيا والتعاطف مع أوكرانيا وكأن السياسة قد تغيرت ولكنه الغرب على اي حال لايتورع عن تحليل مايحرمه على الاخرين.
لم تغض المنظومة الطرف فقط بل شاركت بالقرارات اليويفا يقرر نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من روسيا لموقف سياسي وليس رياضي وأعلنت بريطانيا عن عدم مقابلة الأندية والمنتخبات الروسية في كل الألعاب وتظهر ضغوط تمارس من داخل بريطانيا على رجال الأعمال الروس دعت الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش لعرض نادي تشيلسي اللندني الذي يملكه للبيع وهو من أنجح الاستثمارات الرياضية حيث طوره رومان وجعله واحداً من أقوى أندية أوروبا.
وكانت عدة هيئات رياضية أوروبية ودولية قد قررت حظر أو وضع قيود على مشاركة الرياضيين الروس في كثير من المنافسات الرياضية المقبلة.
ولعل أبرز تلك القرارات منع المنتخب الروسي من خوض منافسات ملحق التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر.
كما أعرب عدد من الرياضيين عن تضامنهم مع أوكرانيا وشعبها.
َوقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”،الجمعة الماضي ، سحب تنظيم المباراة النهائية للنسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا من روسيا ونقلها إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك على خلفية اجتياح روسيا لأوكرانيا.
وكان من المقرر أن يستضيف إستاد غازبروم أرينا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، المباراة يوم 28 مايو (أيار) المقبل، لكن “يويفا” دعا،، لاجتماع استثنائي في أعقاب التصعيد العسكري ، بخاصة بعد طلب البرلمان الأوروبي تغيير مكان إقامة المباراة وعدم إقامة أي بطولات دولية في مدن روسية.
رد روسي
وردت وزارة الرياضة الروسية على خطوة اليويفا بنقل النهائي ووصفتها بالمؤسفة كما انتقد ألكسندر ديوكوف رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم، وهو عضو في اللجنة التنفيذية لليويفا، أيضًا قرار الاتحاد الأوروبي للعبة الخاص بنقل المباراة النهائية إلى باريس.
وقال ديوكوف في بيان عبر موقع الاتحاد الروسي على الإنترنت: ”نعتقد أن قرار نقل نهائي دوري الأبطال اتخذ لأسباب سياسية، ودائمًا تمسك الاتحاد الروسي لكرة القدم بمبدأ ”فصل الرياضة عن السياسة“، ومن ثم فلا يمكنه دعم هذا القرار“.
وأضاف البيان: ”كما أن الاتحاد الروسي لكرة القدم لا يؤيد القرار الخاص بنقل أي مباريات تخص فرق روسية إلى ملاعب محايدة، لأن ذلك يتعارض مع المبادئ، ويضر بمصالح اللاعبين، والمدربين، والجمهور“.
وعقب القرار قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين عبر تقنية الفيديو: ”من المؤسف اتخاذ مثل هذا القرار، وكان من الممكن لسان بطرسبرغ تهيئة الأجواء المناسبة لتنظيم مهرجان كروي“.
تسييس
ويؤكد الخبراء أن مايحدث هو إقحام السياسة بقوة في الرياضة وتسييسها بالكامل وأشاروا إلى أنه لاعجب في كل هذه الخطوات التي تقر تسيس الرياضة بالرغم من الرفض السابق لأن هذه هي المعايير والأخلاق الغربية!