السودان ومجلس الأمن .. التحليق بأجنحة الفيتو الروسي – الصيني
ضمن جدول أعماله المعتاد سيجتمع مجلس الأمن الدولي خلال شهر مارس الحالي لبحث الأوضاع في عدد من الدول، أبرزها السودان. ومن المتوقع أن تضغط بعض الدول الغربية للخروج بقرار يدين المكون العسكري الذي أمسك بزمام الأمور في البلاد عقب قرارات 25 أكتوبر وبدأ التمهيد للضغط على أعضاء المجلس لإصدار قرار بتصريحات من رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس، قال فيها إن السودان على حافة الإنهيار ثم أتبع ذلك بحوار في تلفزيون السودان شدد فيه على أن الأوضاع في السودان تتطلب إرادة سياسية وأنه تم التوافق على جوهر القضايا فيما جاء الإختلاف في التفاصيل حيث تم الإتفاق على مجلس السيادة وأختلف على تكوينه وكذلك تم الإتفاق على المجلس التشريعي وأختلف على شاغلي المناصب .
وإكمالاً لكروت الضغط تكاثرت زيارات المبعوثين بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية. وقال مسؤول أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية (معظم مالك) أن الوضع في السودان متدهور مشيراً إلى أنه إلتقى كل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وأكدا له أنهما يتفهما أن الأوضاع الحالية في البلاد غير مستقرة، وأعلنا إلتزامهما بعملية سياسية شاملة في محاولة للتقدم بالأوضاع إلى إتجاهات أفضل.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن مثل هذه التصريحات باتت خطة مكشوفة للتأثير على القرارات قبل جلسات مجلس الأمن، وتصوير السودان وكأنه على حافة الإنهيار، ويتطلب ذلك تدخلاً عاجلاً ولكن الشاهد أن كل تدخلاتهم السابقة فشلت تماماً في تأسيس واقع جيد للسودان فمبادرة يونيتامس لا زالت تلملم أطرافها وتحاول تفادي الفشل كما فشلت كل خطط بريطانيا في فرض شخصيات عبر المدنية، وحكومة حمدوك الأولى والثانية أكبر دليل على ذلك وأكد الخبراء أن التدخلات الغربية غير مجدية ولن يؤثر التلويح بالعقوبات على قرار السودان كما ذكر قياداته أكثر من مرة.
وقال الخبراء أنه في ظل وجود حلفاء أقوياء للسودان في مجلس الأمن كروسيا والصين الذين يمكنهم إستخدام حق الفيتو لإجهاض أية مشروع لفرض عقوبات عبر مجلس الأمن، صار السودان مهاباً ويحلق بأجنحة قوية ولا يبالي كثيراً للعقوبات التي جربها لأكثر من 30 عاماً ولا زال تحت وطأتها حتى صار الترهيب بها بلا معنى مشيرين إلى أن حصار السودان إقتصادياً طوال العقود الماضية لم يؤثر عليه لوجود أصدقاء حقيقيين أسهموا في تحقيق التوازن الإقتصادي والأمني ووفروا إحتياجات السودان من الغذاء والدواء وقطع الغيار وغيرها.
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن روسيا التي تعد أحد أبرز حلفاء السودان وفي ظل الأزمة الأوكرانية قدمت له دعماً سخياً عبارة عن باخرة تحوي أكثر من 19 طناً من القمح وأكد خالد أنه رغم أزمة الغذاء التي تهدد العالم هذه الأيام إلا أن روسيا لم تبخل على السودان وقدمت له فعلياً المساعدة بسلعة نادرة، بخلاف الدول الأخرى التي لا تقدم سوى الوعود والوعيد. مؤكداً أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مؤخراً إلى موسكو أحدثت الكثير من الإختراقات في مسار العلاقات بين البلدين. متوقعاً أن يجني الشعب السوداني ثمار الإتفاقيات واللقاءات التي جرت خلال الزيارة قريباً.