(علي كل) .. محمد عبدالقادر يكتب: البرهان.. الغلاء والتوهان وضياع البوصلة!
ترى هل يعلم الفريق اول عبدالفتاح البرهان ورفاقه في كابينة قيادة الدولة ما الت اليه احوال الشعب السوداني ( الفضل ) مع ارتفاع وتيرة الغلاء وضياع بوصلة الامن والاستقرار وتنامي االازمات وعدم توفر الخدمات.
هل يعلم البرهان ان الاوضاع انتكست بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الي اسوا مما كانت عليه، وان احلام الناس في الاصلاح انتهت الي ماس يومية اجهزت علي احلامهم وكتمت انفاسهم بعد ان تدهورت اوضاعهم المعيشية وباتوا يستيقظون صباح كل يوم علي وقع زيادات جديدة في كل شئ من الكهرباء والوقود والخبز وحتي (الدكوة والليمون والتبش).
مازلنا نبحث عن القرارات التصحيحية المرتبطة بمعاش الناس، ونتساءل يوميا هل يشعر الحكام بما جرته سياسات دكتور جبريل ابراهيم وزير المالية علي المواطن المغلوب علي امره.
في احد لقاءات الفريق اول البرهان بالقيادات الاعلامية كنت قد وجهت له سؤالا حول موقفهم من الازمات اليومية التي يعيشها المواطن ، فاجابني انهم ينظرون كذلك باسى بالغ لاحوال الناس ولكنهم لايستطيعون التدخل في ظل وجود حكومة قحت التنفيذية التي كانت قد اوردت الناس الهلاك في ذلكم الوقت..
ترى ما هو راي البرهان في ما يحدث هذه الايام من زيادات مهولة في كافة السلع، ولماذا لا يحرك وعسكره ساكنا يضع الامور في نصابها بعد ان افلتت من تماما جراء التصاعد القضيحة في اسعار الدولار و السلع والخدمات ومع تراجع الدولة عن دعم وحمابة المواطن.
كان بالامكان افضل مما كان لو انتبه البرهان الي ان التصحيح الذي بشر به في خطاباته يجب ان يطال السياسات قبل الاشخاص، ادخلتنا سياسة القحاتة واصرار حمدوك وجبريل والبدوى علي رفع الدعم عن السلع في ( جحر ضب) ، فلماذا تصر الدولة بعد ذهاب حكومتهم علي بقاء السياسات والاجراءات الاقتصادية المرتبطة بتلكم الحقبة، ومن اين سياكل السودانيون في ظل هذا التدهور المريع بعد ان تجاوز الدولار تخوم الستمائة جنيه ووصل سعر رغيف الخبز الي خمسين جنيها واصبحت الكهرباء سلعة للمترفين فقط وقفز سعر جالون الوقود الى الفي واربعمائة واربعين جنيها ومازال الحبل علي الجرار.
كيف سمح البرهان بان تنتكس البلاد بسبب قراراته التصحيحية حتي بات الناس ياسون علي ماضى حمدوك ويحنون الي عهد البشير ولماذا يظل حتي الان حريصا علي انتهاج ذات السياسات الاقتصادية التي انهكت المواطن السوداني ومازالت ترهقه وتكلفه من امره نصبا…
لا احد يدري ما يريده قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان ورفاقه في كابينة القيادة العسكرية، والي اين يمكن ان تمضي الامور في ظل التدهور الماثل، ومع انسداد الافق وغياب الحلول واستمرار المواكب ويقوط الشهداء واعتماد الدولة علي المواطن في تصريف شؤونها وادارتها للاقتصاد علي طريقة ( البصيرة ام حمد).
مازالت البلاد بلا حكومة مع دخولنا في الشهر السادس منذ ان اتخذ البرهان قراراته في مواجهة حكومة حمدوك، لماذا تسلمون المواطن الي كل هذه الازمات وتجعلونه عرضة لفك الغلاء المفترس .
برر البرهان لقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر بحرصه علي ابعاد الاحزاب السياسية واعادتها الي دورها حتي تستعد للانتخابات لكنه عاد ليسلمها قياد الامور ويتشبث بالمبادرات ومحاولات احداث التوافق التي تقودها ذات الاحزاب..
ابرز ما جاء في مسوغات قرارات البرهان التي وصفها بانها تصحيحية هو الحرص علي استكمال هياكل السلطة الانتقالية، مضى وقت كثير والحال يراوح مكانه ، ( ازداد الطين بلة) لاننا فقدنا الان مجلس الوزراء ورئيسه ، حتى الدولة توشك ان تضيع الان بفعل حالة التوهان وفقدان البوصلة وفراغ هياكلها العريض..
توشك الدولة ان تضيع والقائمون علي الامر لا يستشعرون وجود اية ازمة، لايكترثون لاحوال الناس ولا يضعون نصب اعينهم ازمات المعيشة والغلاء الطاحن وفواتير الحياة التي تتضاعف في كل يوم..
ترى الي متي سيستمر هذا الحال، ومتي سيجني المواطن ثمار صبره علي مغامرات الحكام ، فلقد طالت معاناته في ظل الاوضاع التي لاترحم..