عملاء السفارات تحت مجهر السيادي
أكد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو إلتزامهم بتسليم السلطة لوطنيين بعد الوفاق الوطني الذي يفضي للإنتخابات، وسخر من مناداة البعض للعسكر بالعودة للثكنات، وقال: (سنعود للثكنات بعد مجيء حكومة منتخبة عبر صناديق الإنتخابات، وغير ذلك لن نسلمها لمن يتلقون مرتباتهم من السفارات). وأضاف: (مستعدون للذهاب إلى منازلنا ناهيك عن الثكنات).
ونوه دقلو خلال مخاطبته، تجمع شباب البني عامر والحباب بدار البني عامر بولاية البحر الأحمر إلى أن هناك سياسيين قاموا بتعبئة سالبة للشباب وأوهموهم بأن هناك إتجاه لبيع الميناء، وأردف: (نقول لهؤلاء نحن لسنا عملاء لنبيع موارد الشعب السوداني). وندد نائب رئيس مجلس السيادة بالسياسة التي إنتهجتها حكومة الفترة الإنتقالية السابقة والتي قال إنها إتخذت أساليب غير قانونية مما أدى إلى تدمير البلاد، وتوقف المنحة السعودية الإماراتية.
ودعا حميدتي كافة قطاعات الشعب السوداني إلى الوحدة والتكاتف وقبول الآخر دون إقصاء لأحد، مشدداً على أهمية تصفية الضمائر لينهض السودان وتخفيف معاناة الشعب السوداني التي إستمرت طويلاً، ودعا الشعب السوداني إلى عدم إحتقار إمكانياته وقبول الدونية في التعامل مع الآخرين. وقال إن موارد البلاد كفيلة بجعلنا نضع رجل فوق رجل في إنتظار من يريدون الإستثمار في بلادنا، مشيراً إلى أن ذلك لن يتم دون وضع خارطة طريق جديدة ترسم ملامح بناء السودان.
من جانبه قال المحلل السياسي محمد سعيد أن الإختراق الذي يحدث للسودان من قبل بعض السفارات الأجنبية يجب أن يتوقف. خاصة وأن رائحة العمالة فاحت في كثير من التحركات والدعوات التي يتم تنظيمها لقيادات سياسية رهنت قرارها للأجنبي وصارت تتحرك بأمره وتقول بخططه.
وأكد محمد أن حديث نائب رئيس مجلس السيادة حديث وطني يؤكد أن دقلو حريص على إستقلال وسيادة البلاد وإمتلاكها لقرارها بعيداً عن الإملاءات وفرض العملاء ليحكموا بدون رغبة الشعب وإرادته. مشيراً إلى أن التجارب السابقة في أكثر من دولة تؤكد أن الإرتهان للأجنبي يقود إلى عواقب وخيمة تسهم في التدمير ولا تحقق أية نتائج ملموسة. بل تتضرر الشعوب وربما يتضرر العملاء أيضاً بتركهم يواجهون مصيراً مجهولاً بعد إنتهاء الأغراض التي إستخدموهم من أجلها.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن نائب رئيس مجلس السيادة لا يتحدث من فراغ. وبالتأكيد فإن لديه معلومات موثوقة عن جهات وأفراد تتلقى دعماً ومرتبات من السفارات الأجنبية لتنفيذ أجندة. وأكد الخبراء أن الأيام القادمة ربما تشهد الكشف عن هؤلاء العملاء الذين يريدون أن يحكموا ليمرروا خطط من يمنحنوهم المرتبات. وأشار الخبراء إلى لجوء بعض قيادات الحكومة السابقة للإختباء في إحدى السفارات إلى جانب حمل كثير منهم لجوازات أجنبية وتعيين مستشارين أجانب داخل مكاتبهم مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية بالبلاد.