ابراهيم ابو خليل: الحكومة تسرق حقنا في البترول وتزيد أسعار الوقود كل أسبوع!!
توالت الزيادات في أسعار الوقود للمرة الرابعة على التوالي، حيث رفعت الحكومة أمس سعر لتر البنزين إلى 672 جنيهاً ليصبح سعر الجالون 3044 جنيهاً، وسعر لتر الجازولين إلى 642 جنيهاً، ليصبح سعر الجالون 2889 جنيهاً. وقد بدأت هذه الزيادات المتوالية منذ الخامس من شهر شباط/فبراير الماضي، حيث كان سعر اللتر من البنزين 362 جنيهاً، وسعر لتر الجازولين 346 جنيهاً؛ أي أن الأسعار ارتفعت خلال أقل من شهر واحد إلى أكثر من 100%!
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان نؤكد على الحقائق الآتية:
أولاً: إن السودان، وباعتراف الحكومة نفسها، ينتج أكثر من 58% من البنزين، وأكثر من 40% من الجازولين. ثم تبيعه لنا بالأسعار التي تسميها عالمية، وبسعر الدولار الذي صرع الجنيه السوداني وجعله في الحضيض بسبب سياسات الحكومة الخانعة لصندوق النقد الدولي الكارثية.
ثانياً: إن البترول المنتج محلياً ليس ملكاً للدولة، وإنما هو ملكية عامة، وهو من النوع الثالث من الملكيات التي جعل الشرع ملكيتها لجماعة المسلمين، وهو المعادن العد التي لا تنقطع، أي أنها غير محدودة المقدار والذي لا يمكن أن يَنْفَد كالبترول، والدليل على أنه، أي البترول ملكية عامة ولا يجوز أن يملك فردياً ما رواه الترمذي عن أبيض بن حمال: «أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَقَطَعَ لَهُ، فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمَجْلِسِ: أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ. قَالَ: فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ»، لذلك لا يجوز للدولة أن تملك البترول والمعادن التي لا تنقطع للأفراد أو الشركات، ومهمتها استخراج هذا البترول لمصلحة الناس وليس لمصلحتها، ولا لمصلحة الشركات الرأسمالية كما هو حاصل اليوم.
وبذلك يظهر أن الدولة تسرق حقنا في البترول، وبالرغم من ذلك تزيد أسعاره كل أسبوع لتتربح هي وبعض الشركات على حسابنا!
ثالثاً: حتى الوقود الذي يستورد بواسطة الشركات ترفع الدولة سعره بالضرائب التي تفوق 25% من سعر الوقود وباعترافها هي، وهذا حرام لأنه ضريبة غير مباشرة تعمل على زيادة الأسعار، وقد نهى ﷺ عن الدخول في أسعار المسلمين فقال ﷺ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقّاً عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
رابعاً: إن رفع أسعار الوقود (البنزين والجازولين) يتسبب تلقائياً برفع جميع أسعار السلع والخدمات، وهذا ما يحدث هذه الأيام من ارتفاع جنوني في الأسعار، وانخفاض متتالٍ في قيمة الجنيه السوداني ما جعل الحياة جحيماً لا يطاق.
ختاماً نقول لأهلنا في السودان، إن الذي أوصلنا إلى هذه الحالة من غلاء المعيشة وضنكها هو البعد عن منهج الله سبحانه وتعالى، والأخذ بمناهج الكافرين في السياسة والاقتصاد وغيرهما، ولن يهنأ عيشنا إلا إذا رجعنا إلى ربنا، وعملنا مع المخلصين من أبناء هذه الأمة لإقامة دولة الحق والعدل؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تجعل الحياة مربوطة بحبل الله المتين، وتعيد بأحكام رب العالمين، حقنا المسروق.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
21/03/2022م