قحت وهدسون!المُوَّدِر بِيَفتحَ خَشٌّمْ البَقَرَة بقلم : فاطمة لقاوة
مُنذ سقوط الإنقاذ تسلقت أحزاب قحت ظهر الثورة السودانية ،ودفعت بكوادرها الذين لا يفقهون أُسس العمل الإداري ،ليتسيدوا المشهد في كل قطاعات الدولة ،مما قاد إلى تأزيم الأوضاع وتعقيد المشهد السياسي السوداني وإنسداد آفاق الحلول وإنعدام الرؤية،وخلق بيئة سياسية هشة ،يتسيدها الغِش والمراوغة وبث الإشاعات من قِبل بعض الأحزاب التي تعيش أزمة التشرذم والإنقسامات الداخلية، وفقدان الثِقة بينها وبين المجتمعات التي لم تعد تؤمن بإكاذيب السياسيين التي لا تتماشى مع واقع الحال ،وخوف تِلك الأحزاب من أن ينفضح أمرها إذا أصبحت الإنتخابات المبكرة واقع مُعاش،لذلك صار جُل الهم عند الأحزاب :أن تستثمر في شحن الشباب الثوري بأفكار سالبة لا تخدم الوطن وتحافظ عليه وخلقت عداوة بينهم وبين مؤسسات الدولة العسكرية.
معروف أن من أصعب أنواع الصِراعات هو ذاك الصِراع الذي ينشأ من أجل إزاحة نظام قائم ،وعندما فقدت قحت السُلطة التي وصلتها عبر التسلق ومارست من خلالها تبديل التمكين بتمكين ،وفجأة صِحت على كابوس الخطوات التصحيحية التي إتخذها البرهان ،لجأت إلى إستخدام أساليب لا أخلاقية في صراعها من أجل الرجوع إلى كراسي السُلطة،غير مُهتمة بدماء الشباب ومعاناة- تلك المعاناة التي خلقتها كوادر قحت في قطاع الإقتصاد ،عندما طبقت سياسات البنك الدولي الإقتصادية بهدف فرض واقع سياسي جديد على شعب السودان -الشعوب متجاوزة للقيم السودانية التي كانت بمثابة سقف تِقف عنده كافة الصراعات السياسية السابقة.
قحت التي كانت ترفع صورة الجنرال محمد حمدان دقلو على طول نفق القيادة وهُتاف الجميع “حميدتي الضكران ” ،والتي ممثلها وقع على الوثيقة الدستورية بجانب الجنرال حميدتي ،ووزراءها يمدحون الرجل ليلاً نهارا ويزورونه في مقر قيادته ،ويتقبلون دعمه اللامحدود لخزينة الدولة ،وهو يدير ملف السلام في جوبا بكل صدق ، تنقلب فجأة إلى خِصم لدود ضده وتسعى إلى تشويه صورته ،ويخلقون من حبة الأحداث الفردية وسط جنوده قُبة إعلامية مزيفة ظناً منهم أنهم ،سيهزمونه! إلا أن أفعال الرجل وخطواته الصادقة تسبق مكائدهم وتردها عليهم ،ويظهر ضعفهم وهوانهم وهم يظهرون فرحتهم ببث فيديو هُتاف لشابين وسط جموع هادرة من أهل الشرق الذين إستقبلوا الجنرال محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة!!!أن يهتف شخصين فقط بعد اللقاء الثالث تقريبا ،وسط السيل الهادر من المستقبلين ،هذا يوضح جلياً :أن هؤلاء الهِتفة لم يكن هُتافهم عفوياً!بدليل الحشد العظيم الذي كان في إستقبال أهل الشرق لإبنهم البار الذي جاء ليقف على همومهم ! ما تم من هتاف محصور يُعتبر غِيرة من قحت بسبب المكانة التي نالها حميدتي وسط أهله في شرق السودان !!.
شخصية حميدتي القيادية وخطواته الناجحة التي يقوم بها وفق المهام المُكلف بها من قِبل المجلس السيادي، وتصريحاته الحاسمة التي يطلقها بلغةِ تخرج من القلب وتصل إلى القلب ، جعلت نيران الغيرة تشتعل داخليا في قلوب قحت وخارجيا عند المدعو (هدسون) الذي بدأ على شاشة الجزيرة في هزيان ،يتحدث بطريقة تُبين حجم الضربة القوية التي أصابته ومن معه بألم لم يقدروا على الصبر عليه ،لذلك هدسون أطلق كلمات أثبتت هزيمته النفسية وسهامها أرتدت عليه.
حديث هدسون ما هو إلا فرفرة مذبوح وخوف من التحولات الكُبرى القادمة والتي ستعيد ترتيب وتشكيل الأوضاع عالمياً والجنرال حميدتي كسر قاعدة هدسون ومجموعته التي تعودت على إخضاع القادة في المنطقة بإستخدام العصا والجزرة .
في القوانين !والنصوص كلمة “جنجويد”وكلمة “مرتزق”اللتان أطلقهما هدسون لا ينطبقان على الجنرال حميدتي ،لأن الجنجويد كلمة أطُلقت في حيز زمني معروف -(٢٠٠٣-٢٠٠٤)- ولظروف معلومة ،والمحكمة الجنائية الدولية أفتت في حكمها ،إما كلمة “مرتزق” إذا كان المقصود بها مشاركة الجنود السودانيين في حرب اليمن ،فإن المشاركة جاءات عبر قرار من الجيهات السياسية التي كان يمثلها الرئيس السابق في السودان ،وعندما جاء رئيس الوزراء وطاقم وزارته ،ورئيس مجلس السيادة وأعضاء مجلسه ،لم نسمع يوما بعضو من هؤلاء دعاء إلى إجتماع وطالب بسحب القوات السودانية ،لذلك الأولى أن يصف هدسون القيادات السياسية المعنية بالمرتزق وليست الجنرال حميدتي!! الذي ملك قلوب كل الغلابة من الشعب السوداني بمجهوداته المميزة وأعماله سحبت البساط من تحت أقدام قحت ،مما جعلهم وهدسون !!مُودرون يفتحون خشم البقرة باحثين عن سلاح قوي يهزمون به الجنرال ولكن هيهات لهم من أن ينالوا ذلك بإذن الله.