المسارات .. حراك ماراثوني لإكمال سلام السودان
انعقد بالقصر الجمهوري اجتماع اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان برئاسة النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وعضوية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وبحضور عدد من اعضاء مجلس السيادة واعضاء اللجنة. وقررت اللجنة خلال الاجتماع، تعديل القرار الرئاسي الخاص بلجنتي مسار الوسط والشمال ليصبح قراراً واحداً للجنتين برئاسة الفريق الركن ياسر العطا. واتخذت اللجنة قراراً بعقد اجتماع، لمسار دارفور برئاسة محمد حسن التعايشي، وآخر للمنطقتين برئاسة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي. وفور انتهاء الاجتماع إنخرط رؤساء لجان المسارات في اجتماعات ماراثونية لإنجاز المهام.
مسار الوسط:
وترأس عضو مجلس السيادة الفريق الركن ياسر العطا، الإجتماع الأول للجنة العليا لمتابعة تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان، مسار الوسط. وأوضح عضو اللجنة العليا، عمر عثمان عبد العزيز، ان الإجتماع بحث كيفية التوصل لرؤية مشتركة بين اللجنة العليا للمسار وأهالي الولايات الثلاث من خلال التنسيق والتعاون الكامل مع الولاة. وأضاف ان الإجتماع أمن على تحديد آلية لتنفيذ القضايا المتبقية، من مصادر تمويل مختلفة تشمل وزارة المالية والجهد الشعبي والمنظمات المجتمعية الوطنية والإقليمية والدولية. وأشار الدكتور عمر عثمان إلى أن الإجتماع بحث كيفية معالجة إختلالات توزيع الثروة والمشاركة في السلطة التى لم تحدد فى إتفاق مسار الوسط بالصورة المطلوبة.
مسار الشمال:
وبشأن تفاصيل اجتماع مسار الشمال الذي ترأسه أيضاً عضو مجلس السيادة الفريق الركن ياسر العطا أكد مجد الدين خليل محمد، عضو المكتب القيادي لحركة كوش وكبير مفاوضيها، أن الاجتماع أمن على تنفيذ كل المطلوبات الواردة في مصفوفة اتفاقية جوبا. وأضاف مجد الدين، ان المطلوبات في مجملها خدمية تهدف لتنمية إنسان المنطقة، مشيراً إلى أن اللجنة لديها العديد من المشروعات، ستقوم بمتابعتها مع الولايات المختصة، حتى ترى النور قريباً.
مسار المنطقتين:
من جانبه رأس عضو مجلس السيادة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، اجتماع اللجنة العليا لتنفيذ ومتابعة مسار المنطقتين. وقالت بثينة ابراهيم دينار وزيرة الحكم الاتحادي، إن الاجتماع تم خلاله تشكيل وتكليف لجنتين، تعنى الأولى بالترتيبات الأمنية، والتي تشمل تحديد نقاط تجميع القوات وفرز الجيوش حتى مرحلة وصولها إلى مراكز التدريب وتجميع السلاح وإيداعه في المخازن. واللجنة الثانية معنية بالجزئيات السياسية المتصلة بكيفية تنفيذ اتفاق المنطقتين، والمتمثلة في رصد الآليات التي نص عليها الاتفاق، والتي تشمل المفوضيات والهيئات وتصنيفها على المستويين الاتحادي والولائي، مع المطالبة بالإسراع بتشكيلها بهدف الشروع فوراً في تنفيذ اتفاق المنطقتين.
مسار دارفور:
وترأس عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي إجتماعاً ضم كبار مفاوضي مسار دارفور. وأوضح عضو اللجنة أحمد تقد لسان، أن الإجتماع ركز على معايير الإشراف علي إختيار والي ولاية وسط دارفور والكيفية التي يتم بها الإختيار. واضاف تقد، أن اللجنة وضعت بعض الموجهات والمؤشرات والمعايير يمكن اللجنة الإشرافية للاستعانة بها في كيفية إختيار أصحاب المصلحة للوالي في المرحلة المقبلة. وأضاف أن اللجنة وضعت في الحسبان سلامة الإجراءات وشمولية المشاركة بجانب معايير موضوعية أخري تستصحبها وتسترشد بها اللجنة الإشرافية لتمكين أصحاب المصلحة في الولاية لاختيار الشخص المناسب لمنصب الوالي.
مسار شائك للحلو وعبد والواحد:
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن هذا الحراك الكبير يعكس مدى الحرص على تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان وجدية الأطراف الموقعة عليه في الوصول به إلى الغايات المنشودة مستندين في ذلك على متانة البنود والضمانات التي حواها الإتفاق. وأشار الخبراء إلى الضفة الأخرى التي يجلس عليها عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وما يعتريها من تمزق وتشتت بفعل رفضهما لرغبة أهالي تلك المناطق في تحقيق السلام واختيارهما لمسار صعب وطريق شائك ملئ بالأطماع الغربية والأجندة الشخصية. وقال الخبراء: (نلاحظ أن الغرب والولايات المتحدة يعلقون على كل شاردة وواردة لكنهم لا يتحدثون عن تعنت الحلو وعبد الواحد ولا يحثوهم للتوقيع على الإتفاق حتى صاروا عقبة كؤود تحول دون تحقيق ما يطالب به كل أبناء السودان الخلص وهو أن تنعم ربوع الوطن بالسلام المستدام).