(موازنات) ..الطيب المكابرابي اجتماعات الدمازين .. فقدنا البوصلة
خلال اليومين الماضيين انعقدت في عاصمة اقليم النيل الازرق اجتماعات سميت باجتماعات الجبهة الثورية وخرجت بكم من القرارات والتوصيات.
نقول سميت باجتماعات الجبهة الثورية لان الامانة العامة لهذه الجبهة بحسب بيان حركة العدل والمساواة ان الامانة العامة لم تدع لهذه الاجتماعات وحركة العمل والمساواة احد مكونات الجبهة الثورية لم تشارك وغير معنية بالمخرجات ولهذا فقط نقول انها سميت بالجبهة ولا نقول فعلا انها اجتماعات هذه الجبهة..
في بيان صدر في ختام الاجتماعات لمسنا ان المجتمعين متمسكين فقط باتفاق جوبا للسلام وانهم لن يقبلوا اي مساس بهذا الاتفاق وان على الجميع المضي قدما في تنفيذه بما في ذلك مسارات الشمال والشرق والوسط…
هذا المخرج وهذا الاصرار ياتي ويتجدد في وقت علم فيه الكل بان اتفاق جوبا لم يكن عادلا ولا منصفا لكل اهل السودان وإن اجزاء واسعة من هذا البلد اعلنت معارضتها لبنوده خاصة مايلي تلك المناطق من تقسيم للثروة والسلطة ومشاركة في حكم السودان..
كل مناطق شمال وشرق ووسط السودان تم هضم حقوقها في هذا الاتفاق واستاثرت بكل مافيه مناطق كان بعض ابنائها يحملون السلاح ويحاربون الدولة وفرضوا رؤيتهم وشروطهم على من جالسوهم طاولة التفاوض في عاصمة جنوب السودان…
مخرجات اجتماعات الدمازين واصرار ببانها الختامي على السير بالبلاد قدما باتفاق جوبا دون تغيير أو تعديل ودون نظر في امكانية فتح الاتفاق لمزيد من التشاور لانصاف من ظلمهم الاتفاق بعد قفزة بالبلاد نحو المجهول وفقدانا للبوصلة التي يمكن عبرها معرفة إتجاه سير البلاد وتعديل الاتجاه ان تاكد انه خطأ…
معارضة حركة العدل والمساواة لماجرى تجد مبررا ومسوغا عند الناس الان ذلك إن ماتم لم يكن إلا سيرتك في طريق الخطا الاول واصرارا عليه وهو امر يعلم الجميع ماجره على البلاد من احتجاجات واشكالات ومعارضات باتفاق جوبا للسلام..
لا احد يطلب تجريد احد مما اكتسبه من الاتفاق ان لم يكن في ذلك غبن وظلم واخذ لحقوق اخرين ولا احد كذلك يقبل ان تكون بعض اقاليم البلاد محظية باكثر ممايحب فقط لانها تستخدم السلاح ..
ان رضي البعض بهذا اليوم وتم تمرير هذا الاتفاق بعيوبه هذه وغبنه هذا فإن مايجب الانتباه له والتاكيد عليه ان مرحلة اخرى من مراحل عدم الاستقرار ومراحل التنازع قادمة والسبب هذا الاتفاق الذي سموه اتفاق سلام …
ننتظر حقيقة ان بنفتح النقاش حول هذا الاتفاق وبحضور ممثلين اكفاء لكل ارجاء ومناطق وجهات هذا السودان وان يتم تثبيت مايتم التوافق حوله مبدءا ثم تناقش المظلمات والغبائن وتزال كل العيوب منه ومن ثم يكون اتفاقا حقيقيا للسلام الحقيقي المستدام في السودان
وكان الله في عون الحميع
صحيفة اخبار اليوم
عددالثلاثاء29مارس2022م
_____________________