هل تفكر أمريكا في إعادة سيناريو افغانستان في السودان
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر جديا بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للسودان وفقا لتقارير إعلامية تتحدث عن رغبة واشنطن بإعادة صياغة الأجهزة الأمنية وتمكين عودة المدنيين للسلطة حسب إفادات ممثلة امريكا بمجلس الأمن، وحذر خبراء من تمدد النفوذ الأمريكي بتدخله في تأسيس مفاهيم الأجهزة الأمنية ولاسيما ان هناك العديد من التجارب الكارثية التي حدثت بفعل السياسة الأمريكية الصبيانية وتبرز بشكل اكثر وضوحا في النموذج العراقي والافغاني إذ عمدت واشنطن لتحطيم القدرات البشرية والمادية مما اسرع بتحويل تلك الدول لنماذج فاشلة ويشير المحلل السياسي محمد السناري الي ان مساعي الولايات المتحدة الأمريكية تنطلق لتحقيق مصالح واشنطن في السودان بعيدا عن مصالح شعبه، وأشار إلى ان التجربة الافغانية
قبل عشرين عاما، عندما زحفت جيوش الناتو إلى أفغانستان لتقضي على الإرهاب وتصنع دولة ديمقراطية في قلب اسيا
واليوم بعد أن فشل الحلف في تحقيق هذه الأهداف، وأصبحت دولُه تتخبط في إجلاء رعاياها من أفغانستان، نجد أنفسنا أمام احتمالين لا ثالث لهما، إما أن التخطيط في دول الغرب يشوبه كثير من الثغرات، وإما أن أمريكا ورّطت هذه الدول بالحرب والانسحاب من أفغانستان
الفوضى هي ما تعمدت الولايات المتحدة خلقه في الانسحاب من أفغانستان ليرتد الأمر على خصومها في قارة آسيا، ولكن الصين وروسيا تعلمان جيدا كيف تستغلان الفراغ الأمريكي هناك، كما أن الدول، التي يمكن أن تفكر واشنطن في الضغط عليها عبر حركة “طالبان”، ليست قليلة الحيلة والتدبير.
فمهما كانت خطط الولايات المتحدة من خلق الفوضى في أفغانستان، فإن حلفاءها في الشرق والغرب هم أول من دفع ثمنها، ناهيك بعشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان، الذين حملتهم أرجلهم، أو الطائرات، إلى دول مختلفة كمحطة عبور إلى “جنة أمريكا”، ولا أحد يعرف كم تدوم ومتى ستنتهي هذه المحطة؟
الانسحاب الأمريكي المتهور جعل دول الغرب تأخذ قرارات صعبة، كما يقول وزير الدفاع البريطاني.
فقد كان لزاما على هذه الدول إجلاء رعاياها أولا، ومن ثمّ تفكر في مساعدة الأفغان الذين ساعدوا جيوش الناتو خلال عشرين عاما كاملة.
ثمة أجيال من الأفغان عاشت في وهم “الديمقراطية” الأمريكية المشيدة في بلادهم، ثم وجدت هذه الأجيال نفسها فجأة لاجئة وفارّة من “طالبان”.
ويطرح السناري سؤال عن مغازي واشنطن في إتخاذ مزيد من التجارب الفاشلة في أفريقيا وتحديدا في السودان بالتدخل السافر على سيادته الوطنية