الفرصة المتاحة لجذب الاستثمار د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
تمثل الحرب الروسية الأوكرانية فرصة مواتية للسودان لطرح موارده الكامنة للاستثمار. فمن المعلوم أن هذه الحرب قد أثرت بشدة على سلاسل الامداد في قطاعي الغذاء والطاقة، وهما قطاعان لا غنى لأي أمة عنهما. ويملك السودان العديد من المزايا في هذين القطاعين.
ففي قطاع الغذاء يملك السودان أراضي صالحة للزراعة قدرت بحوالي 200 مليون فدان أو ٨٤ مليون هكتار، ومراعي طبيعية واسعة، وثروة حيوانية يتجاوز عددها 100 مليون رأس من مختلف أنواع الأنعام، ومياه بكميات وافرة من الأنهر أو الأمطار أو المياه الجوفية، فضلاً عن مراكز بحوث في الزراعة والثروة الحيوانية وسكان لهم خبرة بالزراعة والرعي.
وفي قطاع الطاقة يتوفر السودان على احتياطيات مؤكدة من البترول تقدر ب 6 مليار برميل، واحتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر ب 3 ترليون قدم مكعب، وبنية تحتية ممتازة لقطاع البترول تتمثل في ثلاثة خطوط نقل للمواد البترولية ومحطات معالجة وموانئ متخصصة على البحر الأحمر.
بحسب دراسات علمية سابقة أهمها دراسة شركة لامير الألمانية فإن السودان مؤهل لتغطية احتياجات محيطه العربي من المواد الغذائية من خمسة مواد رئيسة هي القمح واللحوم والالبان والزيوت والسكر، بقيمة حوالي 60 مليار دولار سنوياً. وقد أبرزت الحرب الروسية الأوكرانية أن مصر لوحدها تستورد من القمح سنوياً 12 مليون طن، السودان مؤهل لتغطيتها باستثمارات معقولة.
يجادل البعض بأن ظروف الاضطراب السياسي والأمني في السودان حالياً لا تشجع المستثمرين على القدوم إليه والاستثمار في موارده. ويرد على هذا بتوضيح حقيقة ان ما يجري في الخرطوم، وبعض المدن في السودان، من مظاهرات وقفل للطرق وغيرها لا تتأثر به مواقع الإنتاج الزراعي والحيواني في الأرياف البعيدة، ولا تتأثر به المواقع الواعدة للإنتاج البترولي وإنتاج الغاز.
في التاريخ القريب وفي الفترة من 1995 الى 2000 م أنفقت الصين حوالي 50 مليار دولار في قطاع البترول في السودان، وكان هدفها تغطية 7% من استهلاكها من البترول من السودان، وقد تحقق لها هذا بالفعل، على الرغم من الظروف الأمنية المتردية في مناطق البترول حينذاك، والمتمثلة في الحرب الدائرة ما بين الجيش السوداني والمجموعات المتمردة على سلطة الدولة في ذلك الوقت.
على ضوء مؤتمر الاستثمار العالمي الذي عقد في دبي قبل ثلاثة أيام، بحضور وزيرة الاستثمار في السودان أحلام مهدي مدني سبيل، نتوقع أن يتم العمل بنشاط كبير من قبل وزارة الاستثمار في إزالة جميع العوائق الفنية أمام المستثمرين. أما فيما يلي الأحوال السياسية والأمنية فينبغي على الأحزاب السياسية السودانية أن تضع الخطط الكفيلة باستيعاب تطلعات الشباب وأفكارهم، لإحداث تهدئة للأوضاع السياسية، في انتظار قيام الانتخابات العامة ليحكم من يختاره الشعب.
الفرصة المواتية للسودان وشعبه حالياً قد لا تتكرر قريباً، فعلى الجميع الارتقاء بالمسئولية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الرفاه والعيش الكريم. والله الموفق.