*مصطفى ابوالعزائم* يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. *عبدالله آدم خاطر .. وحمدان الشامسي ..!*
نشرنا بالأمس مقالاً عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في العاصمة أبوظبي ، وقد شهدت بدعوة كريمة من إدارته ، إحتفاله بعشرينيته الأولى في ديسمبر من العام 2013 م ، وسعِدتُ بوجود أصدقاء وزملاء عمل ضمن مجموعته البحثية المتميزة ، كان من بينهم وقتها زميل المهنة ، وصديق العمر الأخضر الدكتور مرتضى الغالي ، الكاتب الصحفي المعروف ، وكذلك الصحفي والشاعر المعروف الأستاذ محمد المهدي عبدالوهاب .. ورغم أنني في زيارة خاصة وأسرية سريعة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هذه الأيام ، إلّا أنني لم أتمكّن من التواصل مع الأصدقاء والزملاء وهم كثر في هذه الدولة الفتيّة الناهضة ، وقد عرفت إن أحد أسباب نهضتها وتقدمها في كل المجالات يرجع إلى إهتمام قيادتها الحكيمة الرشيدة بالإنسان على إعتبار أنه أساس التنمية وركيزتها ، وذلك الأمر يتيسّر من خلال تأثير مراكز الدراسات والبحوث الإستراتيجية المتخصّصة ، في إتخاذ القرار الصحيح عند متخذي القرار السّياسي ، ولم أعجب عندما علمت بأن هناك مراكز بحثية عديدة ومتنوعة ، خاصة أو حكومية ، غير المراكز البحثية التي تتبع للجامعات .
ولا تعجب إذا علمت أن هناك مركز لأبحاث السعادة ، إذ يُعدُّ مؤشّر السّعادة من مؤشرات الأداء الأساسية لدولة الإمارات في رؤيتها للعام 2021 م ، والتي أطلعنا عليها من قبل ممثلها بالخرطوم سعادة السفير حمد الجنيبي ، مؤكّدا على أن لهذا المؤشّر الدور الأهم في تأسيس مجتمع متماسك ، والحفاظ على الهوية الوطنية .
وهناك مراكز بحثية أخرى عديدة ، مثل مركز زايد بن سلطان آل للعلوم الصحية ، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء ، ومراكز أخرى للمياه والطاقة وأخرى لأبحاث التنقّل ، ومركز في جامعة الإمارات للسياسات العامة والقيادة ، ومركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة ، ومركز الإمارات لتقييم مخرجات التعلم .. والقائمة تطول .
تذكّرتُ صديقي العزيز الأستاذ عبدالله آدم خاطر ، إبن دارفور الذي يمثل الهدوء والمعرفة والحكمة والأدب الرفيع ، تذكرته ونحن نتبادل الأحاديث والأفكار والرؤى أوائل تسعينيات القرن الماضي ، في مكتبي الخاص عن أهمية المراكز البحثية ودورها في نهضة الدول ، وإتفقنا على تأسيس مركز معرفي بحثي إخترنا له إسم مركز دراسات المستقبل ، لكن ضيق ذات اليد وبعض العراقيل عطلت التنفيذ لتخرج علينا الحكومة وقتها بإنشاء مركز حمل ذات الإسم الذي إتفقنا عليه ، وأخذ صديقي عبدالله آدم خاطر يذكّرني بالأمر كلما إلتقينا .
رويت هذه القصة لأخي وإبن أخي الكريم الأستاذ حمدان الشامسي ، وهو إعلامي إماراتي جمع الإهتمام بالإعلام إذ أعدّ وقدّم برامج إذاعية رياضية لإذاعة أبوظبي ولعدد من الإذاعات المحلية ، وإذاعات دول الخليج ، غير أنه هو نفسه رياضي ومهتم أيضاً بالتراث الخليجي وثقافة المنطقة ، كما أنه باحث شبه متفرغ في أحد مراكز البحوث والدراسات الإجتماعية ، فكان يضحك على مثل هذه الأفكار التي قال إننا نطلقها على الهواء فيلتقطها أصحاب الأهواء .
صديقي الباحث الأستاذ حمدان الشامسي نموذج للشّباب الإماراتي المتطلع الذي لا يعمل من أجل نفسه ،بل من أجل المستقبل والأجيال القادمة .. وأختم بالقول للأخ والصديق العزيز الأستاذ عبدالله آدم خاطر : “هارد لك .. والجات في الفكرة سامحتك ”
وأقول لصديقي الأستاذ حمدان الشامسي : ” شكرا على كل شيء وعلى إضاءاتك المنيرة والمفيدة حول الثقافة والتراث الشعبي في دولة الإمارات ” .
Email : sagraljidyan@gmail.com