(موازنات) ..الطيب المكابرابي ثم ماذا بعد الحريق ؟
آخر ماكنا نتوقعه من فعل يقع ممن يتظاهرون بإسم الديمقراطية والحرية والحكم المدني ان تصل ايديهم الى العمار فيحال الى دمار وإن تمتد ايديهم أو بعضهم الى هذه المرحلة وحرق أشجار تحمل الجمال والثمار مايدل على انهم في سبيل تحقيق غاية تدمير الوطن بإسم المدنية مستعدون لفعل اي شئ …
في كل العالم المتحضر نجد الحكومات المتعاقبة تبني على ماتركه السابقون ان كان فعلا خيرا وتعدله ان كان لابد وتبني مكانه ان ثبت عدم صلاحه بالبحوث والدراسات إلا هذا البلد المنكوب.
من جاؤا بعد النميري قالو بضرورة ازالة وكنس اثار مايو وهو ماصعب عليهم حتى الان ..من جاؤا بعد يونيوا سعوا لتغيير كثير من الوجوه في كل شئ فكانت النتائج غير مرضية لكثيرين…
بعد الحادي عشر من ابريل 2019 وذهاب حقبة البشير بدأت مرحلة محو وكنس اخرى وتغيير كثير مما تركه اولئك حتى المسميات وإن بقيت الانجازات واقفة لحوجتهم اليها ولاستحالة محوها من الوجود …
منذ ماقبل قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ظلت فئات من ابنائنا تتبنى فعلا تقول انه احد اساليب النضال وتعلم جيدا انه التخريب وعين التخريب لما يخلفه من اثار على كل مرافق الدولة وممتلكات الناس فاستحالت في بداية الامر الجامعات والمباني الحكومية الى حطام وتكسير في الاجهزة والمعدات والمنقولات ثم باسم تصحيح مسار الثورة استمرت المسيرات والمليونيات والمواكب التي لم تخل من اغلاق للطرقات بالحواجز التي صرف عليها الشعب ولم يصرف عليها البشير ولاحمدوك وتحولت الطرق الى خرابات ليتواصل ويتصل مسلسل تدمير كل شئ بدعوى مناهضة قرارات البرهان.
ثم ماذا بعد حرق أشجار النخيل ياهؤلاء وأي تعمير وعمار لهذا البلد ينتظره منكم المواطن وقد احرقتم شجرة زرعها وسقاها بماله ودمرتم طرقا بناها من عرقه وخصما على فوت عياله وبما كان يفرض عليه من رسوم وجبابات لبناء هذه الطرق والمنشات. .
كل قادم الى هذا البلد عبر مطاره كان يرى مايجعله يعتقد انه سيجد كل البلد بمثل هذا الجمال على الأقل أما الان وقد تم احراقه فإن الكل قادم ومقيم سيدعو على الفاعلين وسيعلم تماما ان من يقودون حراك الشارع ليسوا ممن سيبنون هذا السودان وانما هم ممن يستهدفون كل البلد بالتخريب ولا يستثنون .
ان كانت لهذا الحراك قيادة وطنية حقيقية فلتخرج علينا ببيان بدين ويستنكر ماتم بشارع المطار أخيرا وبكل الشوارع والطرقات من تكسير وتدمير وإن تتعهد بانها ستمنع كل افعال وأعمال التخريب والاضرار بالوطن والبنيات التحتية فيه وستلفظ كل من يسلك هذا السلوك وعندها فقط ستجد كل الشارع مساندا لها في استعادة الحكم المدني وفي بناء دولة الحرية والعدالة والسلام والبناء الحقيقي لا التخريب ….
وكان الله في عون الجميع