(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. مصطفى ابوالعزائم .. المسيد لكل النّاس …
لا ينقطع سيل النّاس أبداً عن مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين ، في أم درمان طوال شهر رمضان المبارك ، والشيخ الأمين عمر صوفي مجدّد ، نجح في أن يجمع حوله مجموعة من الشّباب من الجنسين ، يدرسون العلوم الشرعية في قوالب حديثة وسهلة ، ويتفقهون في الدين دون شطط أو تنطّع يقود إلى التطرّف وتكفير الآخرين ، ويتعلمون قبول الرأي الآخر دون تقليل من قيمة الطرف الآخر ، ويؤمنون بأن الخلاف والإختلاف في غير الأساسيات ، ربما كانت مصدر قوة في المجتمع السّوداني الذي تتنوع مصادر ثقافته وتتعدد .
” شيخ الأمين ” كما يناديه أصحابه و” حيرانه ” وجيرانه ، رجل بشوش ، نقي السريرة ، يدعو للخير ، واسع الأفق ، يجده النّاس في الملمات ، وهو شيخ عصري شاب ، منفتح على كل المجتمع ، وإن كان يواجه تنمّراً بين حين وآخر ، لكنه لا يهتم ، ويسير في الطريق إلى الله ، لا يهمه متى وكيف يصل ،بل يهمه مواصلة السير .
مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين ، كان بسيطاً ، لكنه ظل يتسع يوماً بعد يوم ، والدين عند أهل السّودان فطرة ، ولأن الشيخ الشّاب يعرف ذلك ، فقد إهتم بما يهتم به الشّباب مدخلاً للدعوة العصرية ، إهتم بالمحاضرات الدينية والثقافية والأخلاقية والفنون ، رعى بعض المواهب الفنية مثل إبننا مأمون سوار الذهب ، الذي يغني ويمدح نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتجد المسيد غاصّاً الشّباب دائماً ، فكثيرون يجدون أنفسهم فى المسيد ، والذي هو مكان العلم والدرس والعبادة ، وخدمة الآخرين ، يجدون أنفسهم في حاجة إلى توظيف كل طاقة إيجابية في دواخلهم لتكون عضداً وسنداً للآخرين وللمجتمع .
وكلمة مسيد عندنا تعني المسجد والخلوة والتكيّة ودار الضيافة ، ونحسب أن أصلها يعود إلى كلمة مسجد ، والتي تنطقها بعض الألسنة العربية ( مْسيْد) كما في الكويت والإمارات وبعض دول الخليج ، وكذلك في شمال إفريقيا إذ يطلق الجزائريون كلمة ( مسيد ) على ما نسميه نحن الخلوة ، أو مدرسة تعليم القرآن للأطفال ، ومن أشهر المسايد عندنا ( مسيد ود عيسى ) في الجزيرة ، والذي نشأت حوله حِلّةٌ مباركة هي قرية المسيد ذات السّوق العامر ، ومحطة السّكة الحديد المعروفة في ذلك الخط الممتد من الخرطوم إلى مدني فسنار ، وإلى بقية المحطات والمدن .
إحتفى الشيخ الأمين عمر مغرب السابع عشر من رمضان المعظم ، بعدد من أصدقائه وأصفيائه الذين تجمعهم مجموعة واحدة في تطبيق الواتس آب ، تحمل إسم « سيوبر في أي بي » أنشأها صديقنا وزميلنا الأستاذ الهندي عزالدين _ رد الله غربته _ قبل عدة سنوات ، هي عبارة عن مجموعة من أهل السّياسة والصّحافة والإقتصاد ورموز المجتمع ، والعمل العام ، من كل أطياف المجتمع ، وكان شيخ الأمين أحد نجومها اللامعة ، إلى جانب ساسة وصحفيين وإعلاميين وشعراء وفنانين وغيرهم ، لكنه كان دائماً من المبادرين في مناسبة عامّة ليجمع حوله هذه العضوية المميزة ، مثلما فعل سابع عشر رمضان المبارك الحالي .
في كلمة معبرة رحب الشيخ الأمين عمر الأمين بضيوفه وقال إن المسيد يسع الجميع ( كيزان وقحاتة ، وغيرهم ) أو كما قال ، وقال إن المسيد يقبل الجميع مسلمين وغير مسلمين ، وإن الابواب لن تغلق في وجه من يقصد المسيد .
تحدّث إنابة عن ضيوف شيخ الأمين ، صديقه وإبن دفعته الدكتور الصادق الهادي المهدي ، الذي ألقى كلمة ضافية صافية ، نحسب أنها ستكون قد عبّرت عن الجميع ، وقد سعدت بالجلوس إلى الدكتور الصادق الهادي المهدي ، ومساعده في حزب الأمة الأخ الأستاذ آدم ، حول مائدة رمضانية سُودانيّة داخل مسيد الشيخ الأمين ، وندعو الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال و أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .
Email : sagraljidyan@gmail.com