إقالة فريد هل ينجح فوكلر في تصحيح الفوضى والإلتزام بتفويض البعثة
لم يندهش كثير من المراقبين والمتابعين لمسار الانتقال في السودان لقرار رئيس البعثة الأممية للأمم المتحدة لدعم الفترة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، باقالة مستشاره السياسي أمجد فريد من منصبه وأنهاء العقد المبرم معه.
وبات واضحاً للجميع بأن رئيس بعثة يونيتامس
فولكر بيريس قد كان ضحية خياراته في حصر الوظائف بالبعثة على مجموعة محددة ذات توجهات معلومة اسهمت بصورة مباشرة في تضليل البعثة من خلال تحليل الواقع السوداني وفق رؤى وأفكار تخالف التفويض الممنوح للبعثة، ولا تخدم مصلحة الشعب السوداني بل تجعل من “يونيتامس” راس حربه متقدم في الهجوم على الوضع في البلاد وتضع السودان في مواجهة مع المجتمع الدولي.
إن اعتراف فولكر خلال لقائه بالبرهان بعدم صحة معلوماته التي اوردها في تقريره الاخير لمجلس الأمن الدولي، وحديثه بأنه لم يقوم بإعداد هذه المعلومات، وإنما تم تقديمها له من معاونيه، هذا الأمر يؤكد بوضوح بأن فولكر اخرج البعثة الأممية من نطاق تفويضها بشأن دعم الانتقال إلى زعزعة استقرار السودان من خلال مثل هذه التقارير المفبركة التي تتحدث عن الاغتصاب والقتل وهي غير حقيقية.
وقال المحلل السياسي كمال الدين نورين، إن فولكر اتضح انه شخص غير امين ومتحامل على السودان، ومتحيز لمجموعة معينة وانتقائي، وله هدف محدد يعمل على إنجازه من خلال فتح أبواب ومكاتب البعثة لأشخاص معروفين بعدائهم للبلاد وعملاء يخدمون أجندة محددة تتصل بنشر الفوضى في البلاد بعد تسميم العلاقة بين مكوناتها وتشويه صورتها أمام العالم وإيجاد مبررات لدمغ السودان بالإرهاب، و انتهاك حقوق الإنسان والسعي لوضعه تحت الوصاية لتسهل عملية نهب موارده والسيطرة عليه.
ورأى أن إقالة فريد تأتي بعد افتضاح فولكر وانكشاف أمره، لذا قام باستبعاد أشخاص مقرّبين منه ومحسوبين كليًا على قوى إعلان الحرية، وإنّ الشعب السوداني، يرى أنّ هؤلاء الأشخاص يعملون ضدهم من خلال فبركة التقارير والبيانات المضلّلة وتقديمها إلى المجتمع الدولي،منوهاً إلى أن فوكلر عندما أدرك أخطائه وراي بعينه حجم الاعتراضات على دور البعثة تحجج بأنه واجه اعتراضات من المكون العسكري دفعته بالاستغناء عن مستشاره.
الا إنه ونظرا للواقع داخل هيكل بعثة يونتامس وإسناد الوظائف المهمة يتبين أن فولكر ارتمى في أحضان الآيدلوجيين الحزبين من قوى سياسية محددة، وارتهن إرادة البعثة الأممية و إرادة الشعب السوداني في مواقف ايدلولوجبة حزبية لا تريد الاستقرار للبلاد وتسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وضرب تماسك المجتمع من خلال وجودها المستمر في أجهزة البعثة وبالتالي تقوم بفبركة التقارير لتضليل الرأي العام والعمل على إدانة السودان وتشويه صورته في المؤسسات الدولية والإقليمية.
ويلاحظ المراقبون بأن فوكلر فتح البعثة لمجموعة حزبية معينة قادت المرحلة السابقة واختطفت المشهد وهم لا يتعدون 20 ٪ ويرفضون كل شيء بما فيه التحول والانتقال الديمقراطي، بينما هناك ٨٠٪ من الشعب السوداني هم الأغلبية ومتمسكون بالتوافق لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد، الأمر الذي جعل فوكلر يتباطي في تعجيل بالدفع باتجاه التحول الديمقراطي.
سلوك فوكلر تجاه الأزمة السياسية في السودان يصنفه في خانة من يستعين بذوي السوابق حيث أدانت محكمة جنايات الخرطوم شرق، أمجد فريد المستشار السياسي لفولكر، في الدعوى الجنائية المقدّمة من زوجته ساندرا فاروق والحكم عليه بالغرامة.
الصورة الذهنية التي صنعها فوكلر من خلال لقاءات انتقائية بلجان المقاومة، وبعض المنظمات، توضح بجلاء انه بدأ في وضع تدابير تمكنه من تنفيذ مخططاته باستخدام هؤلاء الصبية في التتريس وتشجيعهم على التظاهر لإعاقة عملية التحول الديمقراطي من خلال المساعدة في تفريق الشعب ونشر خطاب الكراهية بينهم.