الصراعات القبلية في السودان ..أمريكا في ملعب الاحداث
تفلتات أمنية عديدة تشهدها ولاية السودان المختلفة منذ التغيير الذي أطاح بحكومة البشير في ابريل العام قبل الماضي حيث تضاعفت تلك التفلتات باشكال مختلفة من صراعات قبلية اراقت الدماء وخلفّت مئات القتلى والمفقودين أخرها أحداث الفاشر التي وقعت بمنطقة كولقي بولاية شمال دارفور غربي السودان و قتل فيه 6 أشخاص وأصيب 21 من أفراد قوات حفظ الأمن في كمين نفذته قوة مسلحة ، ورغم أن الاحداث تنتشر بصورة كبيرة الا أن المعلومات حولها ضئيلة مما يشير الى أن هناك محاولات لحجب تلك المعلومات عن المواطنين لاغراض معينة ربما اشار اليها الشيخ ابراهيم السنوسي في تصريحات سابقة بان تلك الاحداث القبلية والاعتداء المسلحة نتاج ضعف الحكومة الانتقالية
تاريخ الصراعات القبلية
الصراعات القبلية في السودان لها تاريخ حافل وهي احد الاسباب التي ارهقت الحكومات السابقة وإن كانت الدلائل تشير بوضوح بانها نتاج تدخلات اجنبية تهدف لزعزعة الامن واشغال الحكومة بمشكلاتها الداخلية لمنع التفكير في التطور والتنمية خاصة لماتملكه من مقومات النهضة الاقتصادية من موارد زراعية وبترولية ومعادن واراضي خصبة وشاسعة وتتوفر فيها المياه وهي ذات المقومات التي جعلت البرلمان البريطاني في العام 1903يصدر قرار بمنع الاستثمار في السودان الا بعد الحصول على (القرين كارت)
السيطرة على تلك الصراعات
نجحت الحكومة السابقة في السيطرة على التفلتات باقليم دارفور ذات الحصة الأكبر في الاقتتال القبلي واعداد الحركات المسلحة فيه وكانت قوات الدعم السريع هي الكرت الرابح الذي رمت به الحكومة الاتحادية للسيطرة على تلك الاوضاع وواصل الدعم السريع دوره بعد التغيير بحل الخلافات بين القبائل والعزل بينها وتامين الموسم الشتوى وتامين القوافل التجارية وكانت تجربة ناجحة لفتت الانظار اليها ولكن سرعان ماعادت الصراعات بصورة اكثر ضراوة وانتشرت بولايات دارفور بداءاً باحداث الجنينة ثم جنوب نيالا والفاشر وغيرها من المناطق وصاحب تلك الاحداث إستهداف واضح لقوات الدعم لوقف مجهوداتها في السيطرة على الاوضاع الامنية
فرق تسد
المحلل السياسي عبيد مبارك يقول أن التفلتات الامنية التي شهدتها ولايات دارفور عقب التغيير بالبلاد جاء بعد تدخل الولايات المتحدة الامريكية في الشأن السوداني ورمت باطماعها بالمنطقة موضحاً أن السياسة الامريكية لها ملامح معروفة وتقوم على نظرية (فرق تسد) ولها نمازج حديثة في العراق وليبيا وبعض الدول التي عمدت لتفكيك جيوشها ومنظوماتها الامنية من اجل نهب ثرواتها وقال مبارك أن الاحداث الاخيرة ارتفعت وتيرتها بعد زيارة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور للسودان ولولايات دارفور وفور مغادرتها الفاشر بعد اجتماعها مع والي الولاية نمر محمد عبد الرحمن أشتعل الحريق خلفّها موضحاً أن ترابط الخيوط يكشف عن دور أمريكي قذر إتجاه السودان
قراءة وراء الزيارة
ويواصل المحلل السياسي موسى الطيب في أن زيارة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور للسودان يقراء ورائها التدهور المريع بولايات دافور متزامن مع حديثها ماتريده الولايات المتحدة من بناء جيش واحد تحت قيادة واحدة واستهدفت الدعم السريع صراحة من تلك التصريحات لوقف تحركاته وخلخلة قواته رغم أن الدعم السريع يتبع للقيادة العامة للجيش برئاسة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقال أنها ذات المطالب التي اطلقها اعضاء قيادات بقوى الحرية والتغيير قبل تشكيل الحكومة وفي مقدمتهم عضو الحزب الناصري ساطع الحاج