لعنة السياسة في دارفور وكردفان بقلم: فاطمة لقاوة
تردنا الأخبار المُحزنة في رأس كل ساعة ،بأن تراجيدا الدماء في كرينك ما زالت مستمرة ،والموت العبثي قد إنتقل مسرحه إلى داخل مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
منذ صبيحة الجمعة، ٢٢أبريل ،ظل الجميع حابس الأنفاس شاخص الأبصار!إتجاه كرينك !عدا المسؤوليين في دارفور والمركز (حاكم الإقليم ،الوالي ،المعتمد ،اللجنة الأمنية للمحلية والولاية والمركز ،المجلس السيادي،الإعلام )،الذين أخر إهتماماتهم دارفور وإنسانها.
القارئ لخارطة الصراع والإقتتال القبلي في دارفور وكردفان ،وإندلاع الأحداث فجأة بعد حدث جنائي أطرافه محددة ومن السهل وضع الحلول القانونية أو العُرفية التي يمكن أن تحسم الأحداث الجنائية وتحاصرها في إطارها المحدد وفق الإجراءات العدلية !يلاحظ بأن التواطؤا في متابعة الأحداث ،يوحي بأن هناك جِهات تقوم بتحريك لعبة الحروب العبثية التي تدمر المجتمعات من أجل خدمة أجندة سياسية معينة،دون ضمير وبلا أخلاق .
لعنة السياسة في دارفور وكردفان ظلت حلقاتها مستمرة منذ أمد بعيد ،حيث أن المركز قد أهمل جانب الخدمات المجتمعية التي تُخفف معاناة الموطنين فلا مستشفيات مؤهلة ولا طرق ولا شبكات مياه ولا كهرباء ولا تعليم ،مما أنتج بيئة إجتماعية هشة التكوين سهلة الإختراق والتوجيه لخدمة صراع الموارد المبطن بالصراعات السياسية الداخلية والمحلية والإقليمية والدولية.
ما يدور في كرينك ،قد سبق وما زال نشاهده في جميع محليات دارفور وكردفان وفي القرى والفرقان البائسة،المُهملة من قِبل الدولة ،نجده مخطط مرسوم بعناية فائقة جداً ،تهدف إلى تمهيد الوضع العام للإنفجار أكثر ،خٍدمة لهدف سياسي مخفي لم ندرك كنهه بعد.
يبقى السؤال :إلى متى تستمر ملهاة الصراعات القبلية في دارفور وكردفان ؟ولصالح من ممكن أن تُحسم المعركة؟!وآين المركز من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية من تلك الأحداث؟!وهل الإنفصال نموذج أمثل ،يمكن إتباعه؟والى متى يظل الغلابة في كردفان ودارفور !غِرباناً تقدم ك”فدية ” من أجل كراسي السلطة في الخرطوم؟.
والى متى تبقى لعنة السياسة في دارفور وكردفان متجسدة في الحروب القبلية والصراعات الإثنية؟.
ولنا عودة